Friday 11 July 2008

أحكام قرآنية أهملت لأنها تتصل بمصلحة المرأة!





إذا كان هناك مائة ألف طبيب أو مائة ألف معلم فلا بأس أن يكون نصف هذا العدد من النساء، والمهم في المجتمع المسلم قيام الآداب التي أوصت بها الشريعة، وصانت بها حدود الله، فلا تبرج ولا خلاعة، ولا مكان لاختلاط ماجن هابط، ولا مكان لخلوة بأجنبي «تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون». على أن الأساس الذي ينبغي أن نرتبط به أو نظل قريبين منه هو البيت، إني أشعر بقلق من ترك الأولاد للخدم أو حتى لدور الحضانة. إن أنفاس الأم عميقة الآثار في إنضاج الفضائل وحماية النشء. ويجب أن نبحث عن ألف وسيلة لتقريب المرأة من وظيفتها الأولى، وهذا ميسور لو فهمنا الدين على وجهه الصحيح، وتركنا الانحراف والغلو. أعرف أمهات فاضلات مديرات مدارس ناجحات، وأعرف طبيبات ماهرات شرفن أسرهن ووظائفهن وكان التدين الصحيح من وراء هذا كله.
وقد لاحظت ان المرأة اليهودية شاركت في الهزيمة المخزية التي نزلت بنا وأقامت دولة إسرائيل على أشلائنا، إنها أدت خدمات اجتماعية وعسكرية لدينها. كما ان امرأة يهودية هي التي قادت قومها، وأذلت نفراً من الساسة العرب لهم لحى وشوارب في حرب الأيام الستة وفي حروب تالية! إن هناك نشاطاً نسائياً عالمياً في ساحات شريفة رحبة لا يجوز أن ننساه لما يقع في ساحات أخرى من تبذل وإسفاف. وقد ذكرني الجهاد الديني والاجتماعي الذي تقوم النساء غير المسلمات به في أرضنا أو وراء حدودنا، بالجهاد الكبير الذي قامت به نساء السلف الأول في نصرة الإسلام. لقد تحملن غربة الدين بشجاعة، وهاجرن وآوين عندما رضيت الهجرة والإيواء، وأقمت الصلوات رائحات غاديات إلى المسجد النبوي سنين عدداً، وعندما احتاج الأمر إلى القتال قاتلن. وقبل ذلك أسدين خدمات طبية – أعني في المهام التي يحتاج إليها الجيش.
وقد ساء وضع المرأة في القرون الأخيرة وفرضت عليها الأمية والتخلف الإنساني العام.
بل انني أشعر بأن أحكاماً قرآنية ثابتة أهملت كل الإهمال لأنها تتصل بمصلحة المرأة! منها أنه قلما نالت امرأة ميراثها، وقلما استشيرت في زواجها! وبين كل مائة ألف طلاق يمكن أن يقع تمتيع مطلقة.. أما قوله تعالى: «وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين» فهو كلام للتلاوة! والتطويح بالزوجة لنزوة طارئة أمر عادي، أما قوله تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها...» فحبر على ورق! المرأة أنزل رتبة وأقل قيمة من أن ينعقد لأجلها مجلس صلح! إن الرغبة في طردها لا يجوز أن تقاوم!!

الشيخ محمد الغزالي

المصدر