Saturday 31 May 2008

نساء العالم الإسلامي.. في عام


خليل علي حيدر
هل يمكننا، ضمن مقال مختصر كهذا، أن نعرض حياة وواقع وكفاح المرأة في العالم العربي والاسلامي، خلال عام 2007 المنصرم؟ كيف ودعت المرأة هذا العام؟ ومم تعاني اليوم وسط هذه الصراعات المستعرة؟ هل جنت شيئا ذا بال من حملة «نشر الديموقراطية» مثلاً، أواستفادت من قوانين انصاف المرأة الصادرة عن الهيئات الدولية؟ ما مشاكل المرأة في الحياة السياسية وفي ميادين العمل ومع التوجهات المتزمتة والقوانين المعيقة؟
لا يمكن بالطبع تناول كل هذه الاوضاع في مقال عابر، ولست بصدد تقديم «بيان تلخيصي» بكل ما جرى ولم يجر، بقدر ما سأحاول اختيار بعض الوقائع والحقائق من الكويت والمملكة العربية السعودية وإيران وافغانستان وليبيا!
وقد لفت نظري منذ فترة ليست بالقصيرة أن الكثير من تفاصيل حياة المرأة في العالم الاسلامي بالذات لاتزال مجهولة في وسط الجماعات الاسلامية بالذات، فأحوال المرأة، وهي نصف «الأمةالاسلامية» لا تعنيهم إلا بالقدر الذي يفيد أجهزة هذه الجماعات وخطبها واشرطتها فجل تركيزها مثلا على جوانب خضوع المرأةوتلبية متطلبات الرجل، وعلى الحجاب والفتنة، وعلى مهاجمة المرأة الأوروبية والامريكية التي لا تتمتع كما يقولون، بالحقوق والمكاسب التي تتمتع بها نساءالعالم الاسلامي!
أما واقع المرأة في بلدان العالم الاسلامي الخمسين، ومعاناتها، السياسية والاجتماعية والمعيشية والقانونية والتعليمية والصحية فهذه كلها جوانب لا تكترث هذه الجماعات بها، اذ لا يمكن توظيفها في حرب الاسلاميين المستعرة ضد معارضيهم.
تتنوع مشاهد واقع المرأة في هذه البلدان بين السلب والايجاب من دولة الى اخرى، ومن قارة لاخرى، ولانريد ان نتحدث عن كل التفاصيل، بل أن نشير بشكل سريع الى بعض ملامح هذه الاحوال.
ففي تركيا مثلاً، يشار الى بروز ظاهرة اجتماعية سياسية في غاية الاهمية لدى الاتراك رافقت نتائج الانتخابات، وهي نجاح خمسين سيدة من مختلف الاحزاب والتيارات السياسية في اقتحام باب مجلس النواب التركي الجديد هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث، يقول أحد الكتاب، التي يرتفع فيها عدد البرلمانيات التركيات الى هذا الرقم، لتكون بعد العراق ثاني اعلى نسبة للمشاركة النسائية بالمجالس النيابية في المنطقة. المرأة الخليجية التي عجزت في عدة دول عن «اقتحام البرلمان»، ومنها الكويت، تزداد تأييداً فيما يبدو لفكرة اقرار «الكوتا» قانونياً، وتقرير نسبة من المقاعد للمرأة، اذ لا تبدو احتمالات فوز النساء بها وسط منافسة الرجال مهمة سهلة التحقيق في المستقبل القريب.. ولابد من اقرار «الكوتا».
وينص القانون المقترح في هذا المجال على ألا يقل حجم مشاركة المرأة في مجلس الأمة عن 20 في المائة كحد ادنى حيثما كان هناك ترشيح للنساء، وإلزام القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بان يكون ضمن مرشيحها نسبة معينة للنساء ووضع النساء في مقدمة قوائمها الانتخابية، وتخصيص مقاعد للنساء يتنافسن عليها مباشرة، واخيرا اعتماد الكوتا لفترة دورتين انتخابيتين فقط، على ان يتولى برلمان الدورة الثانية النظر في موضوع تمديد استمرار العمل بهذا النظام. وتقول احدى المحاميات المؤيدات لاقرار «الكوتا»، السيدة «نجلاء النقي»: «ان الدراسات اثبتت ان الادارات والمؤسسات التي تترأسها وتديرها امرأة يكون اداؤها اكثر من رائع».
وترفض د. ميمونة الصباح مايقال عن ان تطبيق نظام الكوتا في الكويت سيؤدي لدخول بعض النساء غير الكفوءات للعمل البرلماني، «لان النظام يعني تخصيص نسبة معينة من مقاعد البرلمان للمرأة على ان يتم الانتخاب بالطرق الصحيحة المعتادة وهو ماينفي امكانية وصول غير الكفوءات». غير ان تطبيق نظام الكوتا، تضيف د. ميمونة، يستوجب تعديلاً في الدستور الكويتي، وهو «امر صعب في ظل الظروف الحالية».
وعن مشاكل نظام الكوتا الاخرى تلاحظ د. هيلة المكيمي ان المرأة مطالبة، وبخاصة المرشحات، برفع ثقافتها السياسية، «فنحن نريد من تصل الى البرلمان ان تكون ذات كفاءة وتمثلنا تمثيلا مشرفاً». وتضيف ان هذا النظام يجب تطبيقه في جو صحي، «ونحن لا نعيش اليوم اجواء صحية حيث الممارسات الطائفية والقبلية، واخشى ان دخول المرأة البرلمان يكون تكملة لدعم القوائم المناطقية او القبلية السياسية». «الوطن 2007/5/20».
وفي الخليج ودول مجلس التعاون تشتد كذلك، وبخاصة في المملكة العربية السعودية الشكوى من المعوقات الاجتماعية والقانونية التي تحد من زيادة دائرة عمل السعوديات. وتقول د. نسرين الدوسري، رئيسة لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، «ان مشاركة السعوديات في سوق العمل المحلي لا تزيد عن %14 في القطاع الحكومي وفقط %.5 القطاع الخاص». وتضيف «ان سوق العمل السعودي يستطيع استيعاب نسبة كبيرة من الفتيات والسيدات ولكن تنقصه الجرأة في اتخاذ الخطوات الجادة لتوظيف السيدات واعطائهن الثقة اللازمة».
وتشير المهندسة سعاد الزايدي الى «معوقات ثقافية واقتصادية واجتماعية تؤدي الى تفاقم ظاهرة البطالة». وفي جدة كشفت دراسة ومسح ميداني اجرته غرفة التجارة «ان نسبة العاطلات عن العمل في مدينة جدة وحدها ابتداء من سن 18 حتى 50 عاما، تمثل %79 من الاناث القاطنات في المدينة».
وأكدت السيدة بسمة العمير رئيسة مركز «السيدة خديجة بنت خويلد» ان السبب الجوهري لبطالة اعداد كبيرة من الفتيات يرجع الى عدم توفر الفرص الوظيفية، وكذلك عدم توفر شبكة مواصلات تمكن الموظفات والباحثات عن عمل من التنقل بشكل سهل وسلس، وهي مشكلة حقيقية لا يمكن الحديث عن حل لظاهرة البطالة دون حلها، وتنبه د. العمير إلى «الدور السلبي الذي تلعبه مشكلة بيئة العمل المنفصلة والتي تعيق التطور الوظيفي للسيدات على عدة أصعدة، وتحجم الدور النسائي وتجعله مجرد طبقة بيروقراطية اخرى معطلة طالما انه لا تواصل بين الدوائر النسائية والرجالية، وهو ما يعيق سرعة العمل وانجازه والتقدم الوظيفي للمرأة العاملة».
ومعروف ان اكثر المجالات المهنية التي تشهد اكتساحا هائلا من قبل الفتيات في المملكة، كما تؤكد السيدة «لما سليمان» عضوة مجلس ادارة الغرفة التجارية بجدة، هو مجال المحاسبة! وتعكس الاحصاءات طبيعة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي في المملكة، حيث بلغت نسبة الخريجات %56.5 من مجموع الخريجين، وتشكل المرأة %14.11 من القوى العاملة، وتبلغ مشاركتها في قطاع الدولة %30 وفي قطاع التعليم بالذات %84.1 وان %40 من نسبة الاطباء السعوديين من النساء، وأكثر من %20 من الاموال الموظفة في صناديق الاستثمار تعود الى النساء، وتملك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. (الشرق الأوسط، 2007/8/12) وتقول د. نورة أبا الخيل، من جامعة الملك سعود، ان مساهمة المرأة في الاستثمار لا تزال ضعيفة، «حيث تشير الاحصائيات إلى أن الارصدة النسائية في البنوك تفوق مائة ألف مليون ريال ـأي مائة بليونـ تستثمر المرأة منها نحو 43 مليون ريال فقط، موزعة بين 4326 مشروعا مشتركا تركز معظمها على تجارة الاكسسوارات والمشاغل والمستوصفات والعيادات الطبية». (الشرق الأوسط، 2007/9/1)
ورغم ارتفاع عدد السعوديات في مجال الطب إلا أن عددهن ونسبتهن في تراجع شديد في مجال التمريض كما هو الحال في دول الخليج الاخرى. وقد أكد وكيل وزارة الصحة السعودي خالد الرشود لنفس الصحيفة، 2007/5/17 ان نسبة الممرضات السعوديات في المستشفيات الحكومية تتراوح ما بين 20 إلى %25 مقابل نسبة الممرضين السعوديين الذين تبلغ نسبتهم %90 وكشف استاذ في كلية الطب بجدة عن تسرب نصف الممرضات اللواتي يتخرجن في مختلف الأقسام الصحية بعد الالتحاق بالعمل.. لاسباب اجتماعية وادارية.
وكان عام 2007 للنساء الايرانيات عام التضييق على بقية هوامش الحرية الباقية. وقد هدد المدعي العام الايراني، كما جاء في الصحف «ان النساء اللاتي يتكرر عدم التزامهن الزي الاسلامي، في تحد للاجراءات الصارمة التي تفرضها الشرطة، قد يمنعن من دخول العاصمة الايرانية طهران، لمدة تصل الى خمسة أعوام». وذلك فيما تزايدت احتجاجات الطلاب والطالبات على الاجراءات الجديدة المتعلقة بالتشدد في تطبيق معايير اللباس الاسلامي في ايران. وأضاف المدعي العام ان «هؤلاء النسوة اللاتي يظهرن على الملأ مثل العارضات المنحلات، يهددن أمن وكرامة الشبان». (الشرق الأوسط، 2007/4/25) وسلط الاعلام بعض الأضواء على واقع المرأة في افغانستان حيث تواصل هناك كفاحها اليومي المر في وجه التخلف والتعصب وارهاب جماعات «طالبان».
وتقول باحثة امريكية إن وضع المرأة الافغانية قد تحسن ثلاث مرات خلال القرن العشرين، وفي كل مرة تقابله انتكاسة. الأولى كانت خلال العشرينات حينما الغى الملك «أمان الله خان» غطاء المرأة في الأماكن العامة، وشجع زوجته على ارتداء قبعة بدون برقع، ولكنه اخرج من الحكم على يد الملال
المصدر

إرهاب نسائي


د. هيا عبد العزيز المنيع
إحدى الفتيات أصرت على متابعة أحد الشباب بل واستمرار الاتصال به برغبة إقامة علاقة معه بالقوة، خبر تناقلته بعض وسائل الإعلام باستغراب والأكيد أنه صاحَبه رفض اجتماعي...؟ الغرابة ليس في رفض الإعلام ولكن في وقاحة تلك الفتاة التي لم تتوقف عن مطاردة الشاب إلا بعد تدخل رجال الحسبة..؟
لكم جزء آخر من المشهد الاجتماعي، إحدى السيدات وبشكل ودي تشتكي من مطاردة سيدة متزوجة وأم لعدد من الأبناء لابنها الشاب الصغير..؟ السيدة تخشى على ابنها من تلك السيدة..؟؟ هل يلومها أحد؟ لا أعتقد...؟
لندخل في عمق الموضوع ونتلمس بعض جذور المشكلة لنصل لبعضها وربما لقشورها لأن الأمر ليس سهلاً كما يبدو خارجياً بل انه ينخر في عمق البناء القيمي للمجتمع..؟ نعم لا نقبل أخلاقيات تحرش الشاب بفتاة ولكن نستطيع أن نتعايش معه وإن رفضناه ولكن لا نستطيع القبول أو التعايش مع السقوط الأخلاقي لبعض الفتيات أو السيدات..؟؟
حقيقة أشعر بمرارة للأمر وأتمنى عدم التركيز عليه إعلامياً.. مع التركيز عليه من خلال دراسته اجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً ودينياً..
نعم لا بد من التعامل مع ذلك المشهد الاجتماعي بجدية وليس احتفالية إعلامية...؟ الواقع للأسف بعضه يحمل الكثير من السواد في سلوكيات بعض الفتيات...؟ بعض السيدات المتزوجات أيضاً يقعن في سلوكيات تصابٍ لا تناسب دورهن الأسري ولا مرتكزهن القيمي..؟ وخطورة ذلك للأسف لا تقف عند حد المرأة فقط بل تتسرب بكل قوة إلى المجتمع من خلال الأسرة التي تتشرب قيمها من منبعه الأصلي الأم....
لا أريد أن يلتهمني التشاؤم ولكن الواقع يحتاج لمواجهة لأن بعضه يحتاج لعلاج حفاظاً على تماسك مجتمعنا..، نعم المواجهة لا نريد أن تكون جزءاً من مواقف إعلامية بل حلولاً إدارية وقانونية تحمي الجميع.. في المدرسة نريد حماية الفتاة الصغيرة من سلوكيات أمها بنظام يعطي صلاحية لإدارة المدرسة أو المرشدة الطلابية في حماية الطالبة وكذلك في كافة المؤسسات التعليمية...؟ أيضاً نريد مؤسسات اجتماعية تساند الفرد خاصة الصغير أو الضعيف في حمايته من أي شكل من أشكال الخلل داخل الأسرة خاصة حين يكون الخلل في منظومة أخلاق الأم..؟؟
بعض السيدات تستمتع بالعلاقات مع الآخرين عبر الإنترنت وأخريات عبر أساليب أخرى تحت حجة الجوع العاطفي أو رد الخيانة بمثلها أو الانتقام من الزوج أو التسلية أو اللهو... وخلافه من التبريرات غير المقبولة على الاطلاق...
أتوقع أن الكل يتفق معي على ضرورة حماية الأسرة والمجتمع من وهن الجسد القيمي عند بعض النساء عبر أكثر من وسيلة.

المصدر

الخلع... رصاصة الرحمة


تحقيق - منال خيري
زيجات فاشلة وزوجات علي الورق فقط
الزوجات: ننتظر الطلاق والأزواج يماطلون والمجتمع لا يرحم
فقدنا الثقة بالنفس ونعاني من تردي الوضع المادي بسبب هجر الأزواج
رغم أن مشكلة الزوجات اللاتي يعانين من هجر أزواجهن قديمة وأزلية، وتعتبر من الموروثات في جميع المجتمعات خاصة المجتمعات العربية.. إلا أنها باتت تشكل ظاهرة مخيفة تؤرق العديد من النساء اللاتي يبحثن عن حريتهن، فآلاف النساء يخجلن من التحدث في هذا الموضوع خوفاً من نظرة المجتمع لهن ولم يرفع دعاوي قضائية سوي 10% فقط ونجحن في الحصول علي حكم بالخُلع.
ومع تعقد هذه الظاهرة وتشعبها ترفض العديد من النساء ممن اضطرتهن الظروف أن تصبح مُعلَّقة الحديث للصحافة خوفاً من القيل والقال إلا أن الراية استطاعت أن تخترق هذا الحاجز وتلتقي مع عدد منهن ويتحدثن عن مشاكلهن وآمالهن في نيل حريتهن بالحصول علي الخُلع.
وحسبما يري عدد من الزوجات المعلقات فإن أصابع الاتهام تشير الي عناد الرجل وقسوته، وحب الامتلاك، واستغلال العصمة والقوامة
البداية مع فاطمة التي تؤكد ان السبب الرئيسي في تعليق زوجها لها منذ ثلاث سنوات هو انه ابن عمها ويرفض ان يطلقها حتي لا تتزوج من شخص غيره اما هي فلا تطيق العيش معه نظرا لتصرفاته الاخلاقية غير اللائقة فتوصل الي اتفاق مغزاه ان تظل في عصمته ولكنها تعيش عند اهلها ولا يكون بينهما اي اتصال فأصبحت معلقة تضيف فاطمة انها تتحمل هذا الوضع عن الحياة معه ولكن اصبحت المشكلة في نظرة المجتمع الذي لا يرحم بأي شكل من الاشكال لذا بدأت ارسل له اقاربي لكي يعطيني حريتي ولكن كل المحاولات فشلت بقوله سأتركك هكذا مدي الحياة.
وتواصل فاطمة الحمد لله اننا ليس لدينا اطفال واتصور لو كان هناك اطفال كان من الممكن ان اتحمله ولكن الحمد لله واتمني ان اري اليوم الذي احصل فيه علي حريتي وعائلتي بالطبع ترفض لجوئي للقضاء لانني سأتسبب في مشاكل كبيرة للعائلتين وليس امامي الا انتظار حكم الله فهو العادل الوحيد!
وتحكي سميرة معلقة منذ خمس سنوات إن المعلقات أسوأ حالا من المطلقات، إذ بإمكان المطلقة الزواج مرة ثانية، مما سيعمل علي تغيير نظرة المجتمع لهن، بالإضافة إلي تحسين العديد من أمورهن المادية والنفسية.
وتضيف: أنها لم تعد تعبأ بنظرة المجتمع لها، لثقتها التامة بخلوها من مسؤولية وضعها الذي تعيشه، فيما يتحمل زوجها، ومجتمعها الذي اختار لها هذا الزوج، مسؤولية ذلك - علي حد قولها!
وحول أبرز ما تعاني منه المعلقة تقول سميرة: تردي الوضع المادي للمعلقة هو أبرز ما تعاني منه، وإن كان أهلها من ذوي حال مادية جيدة، الفتاة بعد أن تتزوج، من الصعب أن تطلب مالا من أهلها كالسابق، فهي تظل تشعر بأن لا مسؤولية لهم في تحمل أعباء نفقتها، أو تفاصيل احتياجاتها المادية، مشيرة إلي أن صعوبة وجود وظيفة، وعدم وجود بند يسمح للمعلقة بأن يصرف لها مرتب، أو منحة منقطعة، هو ما يجعل المعلقة بلا مصدر دخل يضمن لها احتياجاتها المادية، لاسيما وإن كان لديها أطفال.
ونوهت إلي أن الحل يكمن في اعتراف المجتمع بنا من باب إنساني، ولو كانت إحدانا هي المخطئة، والمتحملة لمسؤولية وضعها الذي تعيشه، من خلال عدم النظر لنا بأننا متسببات في العديد من جرائم الانحراف الأخلاقي فلماذا يكون المجتمع ظالماً جداً ويكفينا قسوة الازواج
أما مها معلقة منذ سنتين فتقول: ان المعلقات أحوج ما يكن إلي ما يخرجهن من الحالة النفسية التي يعشنها، من انعدام الثقة بالذات، والتخوف من المستقبل، والحساسية من نظرة المجتمع، المحتقرة، أو المتعاطفة، بالإضافة إلي الشعور بالظلم، ومسؤولية تربية الأبناء إن كان لديها أبناء، فضلا عن عدم مقدرتها علي الشعور بالحرية الذاتية، لكونها مازالت في عصمة رجل، فبالتالي هي غير قادرة علي الانخراط في السلك الوظيفي لأسباب متعددة، كاحتياجها إلي أذن الزوج لها بذلك، بالإضافة إلي عدم مقدرتها علي الزواج.
وعن الأسباب التي تدفع الأزواج إلي رفض الطلاق تقول مها يرفض الأزواج الطلاق من باب العناد، وفرض السيطرة، أو استغلال العصمة والقوامة، وآخرون يدفعهم الطمع في مبلغ الخلع، وغيرهم من باب الرغبة في أن تعود إليه، حتي مع عدم رغبة الزوجة في ذلك، لافتة إلي أن بعض العقول في مجتمعنا مازالت لا تستوعب أحقية المرأة في طلب الطلاق، متي ما وجدت في ذاتها عدم القدرة علي استكمال الحياة مع هذا الزوج، وهذا ما يدفع الكثيرات إلي الصمت والرضا بأوضاعهن، علي اللجوء للحلول القضائية في ذلك.
وتؤكد رنا التي دخلت في خلافات كبيرة مع زوجها لرفضه تطليقها لأنه قريب لها أن المعلقة لا تحتاج إلا إلي تحسين نظرة المجتمع المحيط بها، مشيرة إلي أن الوعي هو ما ينقص المجتمع في ذلك، بالإضافة إلي مفهوم الوصول إلي حدود عدم الرغبة في الارتباط، فضلا عن توعية المجتمع بأنه ليس بالضرورة أن الزوجة هي المتسببة في وضعها كمعلقة، كما أنه ليس بالضرورة أن كل معلقة عرضة للانحراف الأخلاقي، لكونها تفتقر إلي الدفء العاطفي، والأمن المادي.
وتقول سماح تزوجت أختي من شاب ، وما لبث معها سوي سنتين، وقد رزقها الله منه بنتا ثم غادر البلد إلي مقر أهله دون رجعة، فليس هناك إمساك بمعروف ولا تسريح بإحسان، ولم أعرف ما الأسباب في تعليقه لي.
وقالت نشوي من أجل إرضاء والدي تزوجت من شخص لم أكن أود الزواج منه، وكانت نهايتي معه أن هجرني دون رجعة، ولا أدري ما الأسباب. حاولت الاتصال به عدة مرات لكن دون جدوي. طلبت منه تسريحا بإحسان، لكن لا حياة لمن تنادي.
وتقول هند إنها تزوجت منذ خمس سنوات من ابن عمها، ولم تذق طعم الحياة الزوجية معه، وذهب وتزوج من غيرها ولم يسرحها بإحسان. طلبت منه ذلك ولكن فضل إبقاءها معلقة، فهو لا ينفق عليها، ولا يقوم بحقوق وواجبات الحياة الزوجية، وهي لم تره منذ سنوات، لافتة إلي أن من أسباب حدوث هذه الظاهرة قسوة الرجل، وعدم وجود الثقافة الزوجية لدي كثير من المتزوجين، كذلك الهروب من المسؤولية والمشاكل الأسرية، والمطالبة بإعادة المهر، وزواج المسيار الذي فتح بابا لانتشار ظاهرة الخلافات الزوجية وهجر النساء.
هذا وقد أكدت بعض الدراسات أن المرأة التي يهجرها زوجها تتعرض لأمراض مختلفة مثل الاكتئاب والتوتر والنسيان والمخاوف المرضية أو أعراض سيكو سوماتية وتظهر في شكل اضطرابات في الجهاز المعوي والتنفسي وضغط الدم، كما أن غياب الأب وهروبه يؤثر بشكل مباشر علي الأطفال، فيصبحون أكثر ميلا للوحدة والعزلة، ويسبب ذلك تأخراً في الفصل الدراسي عن باقي الأطفال.
و من الأسباب الرئيسية هروب الأزواج من تحمل أعباء الأسرة، مما يؤدي إلي التفكك الأسري، كذلك الانفتاح علي قيم وتقاليد مختلفة عما هو شائع في المجتمع العربي الإسلامي، والتأثر بالأنماط الثقافية الوافدة، والتي ترتب عليها تغيير الدور التقليدي للأسرة، التي لم تعد هي المصدر الرئيسي لتنشئة الأبناء، بل شاركها في ذلك مؤسسات ونظم عديدة، بحيث يمكن القول إن بعض الأفراد في المجتمع قد فقدوا الإحساس بقيمة الأسرة، مما يترتب عليه تزايد احتمالات هروب الأزواج من تحمل نفقات ومسؤوليات أسرة لم يعد هو سيدها والمسيطر عليها.
المصدر

ميراث الانثى .. اني خيرتكِ فاختاري


الرأي
اي حد من الالم والحزن والدمار ، يؤسس له نوعية من الاباء والاهل الذين ارتهنوا لعصر النهب المادي ، عالم ليس فيه للحقوق او الشراكة الانسانية.
روان امراة خاضت تجربة العمر ،بعد ان خيرها والدها بين التنازل عن حقها في الميراث مسبقا وبين قبول خطبة احمد الذي اصبح عريسها.
فضلت روان القبول بالزواج على الحرمان من حقها الشرعي بالميراث، موقعة على ورقة تنازلت فيها عن كامل حقوقها في ميراث والدها المستقبلي .
باتت روان بحال ليست افضل من رقية التي قاطعها اخواها منذ وفاة والدهما، منذ اكثر من ثلاث سنوات بعد عدم انصياعها كباقي شقيقاتها التنازل عن حقها في ميراث الوالد.
ووفقا لها فان المتعارف عليه في عائلتهم: عيب على الفتاة المطالبة بحقها في الميراث دون التنازل عنه لصالح اخوتها الذكور .
مفتي المملكة الدكتور نوح القضاة لفت الى : ان عقوبة حرمان المرأة من حقوقها في الميراث شديدة عند الله فضلا على انها تعد قطيعة للرحم .
منوها ان: هؤلاء الناس يغفلون عن تقديمهم اعراضهم لزوج البنت من قبل و الذي هو اثمن من مال الميراث .
وقال: هذه الفئة تدعي الاسلام، لكنها خارجة عنه وغافلة عن اثم اكل حقوق العباد ، مشيرا الى انه: من غير المنطقي حرص هؤلاء على تأدية صلاة النافلة والتي هي عظيمة الاجر وادائهم العمرة والتي اجرها عظيم ايضا ، فيما لا يؤدون حقوق الناس والتي هي اعظم اجرا عند الله .
ليس هنالك دين يسمح بالتخير بين الزواج وبين حقها بالميراث نتيجة توقف عندها المفتي القضاة مبينا إن: حرمان الإناث من الميراث عودةٌ إلى الجاهلية الأولى، وإجحاف في حقِّ المرأة حقًّا، وظلمٌ لها ينبغي أن يُرفع .
..وفي السياق نفسه ابدى ابو عدنان 65 عاما قلقه على مصير بناته الاربعة بعد وفاته ، مؤكدا ان: خوفه من عدم اخذ بناته حقوقهن بالميراث في العمارة التي بناها( هو) لولديه يجعله يفكر بالتنازل رسميا عن شقته للبنات حاليا تفاديا لحدوث مشاكل مستقبلية .
إمام الجامع الكبير في مدينة تبوك،في المملكة العربية السعودية يحيى الزهراني نشر على موقع صيد الفوائد على شبكة الانترنت دراسة فقهية قال فيها: ان هضم حقوق المرأة في الميراث تعد مغالطة و بعدا عن الخالق ، وتركا لسنة النبي ، وفيها جهل كبير بحقوق المرأة التي حفظها الإسلام ، وتساهلاً بأوامر الدين .
واضاف : يحرم هضم حقوق المرأة من الميراث التي قضى به الشارع الحكيم ، سواء كانت بنتاً ، أو أماً أو أختاً أو زوجة أو غير ذلك ، فلكل واحدة نصيبها من الميراث وفق الشرع، كما يحرم كتابة الوصية للذكور دون الإناث ، او إعطاء البنات جزءاً من أرض ، وتخصيص الذكور بالأجزاء الكبيرة من الميراث ، لما في ذلك من ظلم للبنات ، حيث الصواب في ذلك أنه لا وصية لوارث .
وينصح الزهراني الاباء : اتقاء الله في انفسهم ، وليعملوا على ان لا يلقوا ربهم وعليهم مظلمة لأحد من الناس ، وخاصة بناتهم اللواتي هن من اصلابه


المصدر

الروائية المصرية الدكتورة ريم بسيونى ترفض نغمة المرأة المقهورة


البشاير ـ سميرمحمود
الدكتورة الروائية ريم بسيونى تعكف حاليا على روايتها الرابعة بعد ان صدر لها خلا الاعوام الثلاثة الماضية ( الدكتورة هناء) و بائع الفستق ورائحة البحر.الدكتورة ريم مصرية تنتمي الى محافظة الالسكندرية التى غادرتها الى لندن حيث الدراسة بجامعة بريطانيا العريقة ومنها جامعة اكسفورد والتى القت فيها كلمة مهمة وكرمتها السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ، ثم انتقلت بعدها للعمل بجامعة يوتا الامريكية وبالتحديد فى مركز دراسات الشرق الاوسط ومنذ عامين فقط انتقلت للعمل بجامعة جورج تاون استاذة للأدب وللغة ، وحول روايتها الأخيرة الدكتورة هناء تركناها تبوح فى فضفضة لا تخلو من الصراحة والجراءة المصرية رغم اغترابها عن مصر منذ أكثر من عشر سنوات.
ككاتبة كان من المتوقع مني اذا كنت اريد الشهرة و اذا كنت اريد ان تترجم اعمالي ان اكتب عن قضايا المرأة و حقوقها المغتصبة في العالم العربي و خاصا في مصر و ان اصور الرجل في صورة مغتصب الحقوق و الطاغية الذي يجب ان تتحرر المرأة من قيودة و لكن كانت لي رؤية مختلفة
اولا كنت اعرف من تجربتي الشخصية ان المرأة في مصر لا تعاني بالضرورة من الظلم و عدم المساواة مع الرجل و ان كثير من القضايا التي ربما تبدو للبعض كأنها قضايا حقوق مغتصبة للمراة هي في الحقيقة اختلاف ثقافي و منظور مختلف للامور.
و في روايتي الجديدة "الدكتورة هناء" اتكلم عن هذه المعاناه من قبل الرجل و المراة.
فبينما لا تستطيع المرأة احيانا السيطرة على امور حياتها الخاصة، لا يستطيع الرجل السيطرة على اي شيء.
و الدكتورة هناء هي استاذة جامعية في الاربعين من عمرها و رئيسة قسم اللغة الانجليزية في كلية الاداب في القاهرة و الرواية تحكي عن علاقتها بمن حولها كأمرأة متعلمة و من طبقة غنية و غير متزوجة.
تقيم الدكتورة هتاء علاقة مع احد طلابها الذي يبلغ من العمر الخامسة و العشرين و يأتي من بيئة فقيرة و مستوى اجتماعي مختلف.
و اريد ان اقول ان الطبقية في مجتمع كمصر تلعب دورا هاما جدا. فالمراة التي تنتمي للطبقة الارستقراطية في مصر تتحكم في الكثير من الامور مثلا و ربما هذا صحيح في الطبقات الفوق متوسطة و المتوسطة.
في رواية "الدكتورة هناء" تتوقع هناء ان يكون خالد الطالب و المعيد الذي يأتي من بيئة فقيرة تتوقع ان يكون من الرجال الطغاة و ان يكون مثال للرجل الشرقي الذي يتوقع من زوجته ان تكون عبدة و جارية. و هذا غير صحيح.
يدور بينهم هذا الحوار:
صمتت لثوان ثم قالت: أنت متدين و شرقي و مصري و تحلم وتتوقع. بماذا تحلم و ماذا تتوقع من المرأة؟
فاجأته بسؤالها. و بكلماتها الغريبة..مصري...شرقي..متدين و كأنه ينتمي لعالم لا تعرفه!
قال في هدوء: ماذا أتوقع من المرأة؟ شرقي؟ أتوقع أن تطيعني نهاراً و أطيعها ليلاً. أن ترتدي الزينة و الحرير، و تعبق البيت برائحة البخور، و تضع على المائدة خروفاً كل يوم. أن تعشقنى وتنظر إليّ في خشوع و خوف،.و تجلس في انتظاري، و أختار بينها و بين زوجاتي الأخريات وتموت فرحة لو اخترتها، و تبدأ فروض الطاعة و الولاء. و تنتظر دورها كل أسبوع في ترقب وخوف ألا ترضيني و أن أغضب عليها و أستبدلها بأخرى....
-انتظر لحظة..تسخر مني أليس كذلك؟ لقد سألتك سؤالاً.. لماذا لا تستطيع الإجابة عنه؟ ماذا تتوقع من المرأة، امرأتك أنت؟ مَدَّدَ رأسه على المقعد، ثم قال: القليل..أتوقع القليل. ما يتوقعه كل رجل.
-و ماذا يتوقع كل رجل؟..لا..ماذا تتوقع أنت
-أريد امرأة تفهمني، و تؤيدني و تأخذ بأزري و تدعمني. أريدها ذكية و متعلمة و مثقفة و هادئة ومطيعة و حنوناً. لا أريد من تتشاجر معي كل ساعة و لا من تتحداني كل يوم. فالرجل يا دكتورة في بلدنا كالجمل في الصحراء. يعاني من العطش و الجوع و الحمل الثقيل، و أهم من كل هذا يعاني من عدم القدرة على الوقوف. عليه أن يسير و يسير حتى لو أنهكه الطريق و الحر. حتى لو أنهكته المهانة و الذل. يحتاج عندما يعود إلى بيته أن يجد امرأة حنوناً تدفئه و لا تخنقه ولا تسيطر عليه و لا تتعالى عليه. أتفهمين يا دكتورة ما أقصده
خالد يلخص في كلماته مشاكل الرجل المصري و ايضا في البداية يسخر من الافكار المتحاملة على الشرقي المتدين.
فيجيب سؤال الدكتورة هناء بكلمات مليئة بالسخرية و الايحاء عندما يقول: ثم بعد ذلك يتكلم عن معاناة الرجل المصري العادي و الحمل الثقيل على كتفيه و يشبه الرجل المصري بالجمل في الصحراء. فالرجل مسؤل عن الاسرة و العائلة في كل الظروف. و العطش هنا هو الفقر فالرجل يجب ان يسير وسط الفقر و المشاكل. و لهذا السبب يريد الرجل امرأة تؤيده و لا تواجهه و تتشاجر معه طوال الوقت.
-أريد امرأة تفهمني، و تؤيدني و تأخذ بأزري و تدعمني. أريدها ذكية و متعلمة و مثقفة و هادئة ومطيعة و حنوناً. لا أريد من تتشاجر معي كل ساعة و لا من تتحداني كل يوم. فالرجل يا دكتورة في بلدنا كالجمل في الصحراء. يعاني من العطش و الجوع و الحمل الثقيل، و أهم من كل هذا يعاني من عدم القدرة على الوقوف. عليه أن يسير و يسير حتى لو أنهكه الطريق و الحر. حتى لو أنهكته المهانة و الذل. يحتاج عندما يعود إلى بيته أن يجد امرأة حنوناً تدفئه و لا تخنقه ولا تسيطر عليه و لا تتعالى عليه. أتفهمين يا دكتورة ما أقصده
الدين و المرأة
في الحقيقة بعض الكتاب و المثقفين ينظرون نظرة سطحية للدين و لا يتعمقون في تداعيات التدين و الدين كرمز لكثير من الاشياء. في رواية الدكتورة هناء الدين وسيلة المرأة في مصر للحصول على حقوقها و ليس عائقا للمرأة.
فمثلا اخت الدكتورة هناء و اسمها ليلى تلجأ الى الدين لتحصل على الاحترام الذي افتقدته من زوجها و مجتمعها فتصبح الحاجة ليلي و يبدأ الجميع الرجال و النساء في احترامها.
و تعلق هناء على تغير اختها و على تغير المجتمع المصري و على وضع المرأة من وجهة نظرها قائلة:
خرجت هناء و شعورها بالغربة يزداد كل يوم، و معرفتها بمصر تقل يوماً عن يوم. و كتب الأدب قد تخاذلت كأطفال الشوارع، و الفقر يعم كل شيء، و المرأة تبحث عن قوتها في اتجاه مختلف و دائماً تبتكر، و تبحث و في عالم يحكمه الرجال، كان على المرأة الابتكار كل يوم. وصارت هناء تفهم الآن لماذا ابتكرت شهرزاد قصة جديدة كل يوم، و المرأة الشرقية بارعة في الابتكار. كل يوم شيئاً جديداً! و دوراً جديداً! و كل حياتها محاطة برجل و مربوطة برجل ومعتمدة على رجل. و رقبتها في يد رجل..إما أن يسحقها بين قدميه أو يرفعها إلى أرفع المنازل، و يجلسها على العرش بجانبه. و كانت المرأة بين يديه..يدي رجل..إما أن يعتقها أو يبقيها أسيرة إلى أبد العمر. و الدين أصبح سلاحاً جديداً في يدها، و قوة جديدة تشع من قلبها. و تثير الرهبة في الرجل، و أحيانا تكبحه، و أحيانا أخرى ترفع منزلتها إلى منزلة الملوك. ما أَشْقَى المرأة وسط الفقر و الفساد و الإحباط و الخوف. ما أشقاها! و كانت تسأم كل هذا. و تتمنى أن تنام في سلام. و أن تصحو لتجد شهرزاد قد توقفت عن الحكي.. و المرأة قد توقفت عن الابتكار..و...وماذا أيضا؟
و العمر لم يمر..و الرجال لم تمسك بزمام الأمور، و التاريخ يكتب بيد النساء، و المرأة تسير في ثقة و خطى ثابتة، و لا تعشق و لا تعطي و لا تخاف من جسد خائن و..
فلتنم في سلام. فلتنم في سلام كما كانت تنام منذ أربعين عاماً. و كأن خالداً لم يولد بعد. وإرادتها قوية، و عمرها في يدها، و عملها المستمر ناجح و مثمر. و هي الآن قائدة في الجامعة. و ما أجمل القيادة و السلطة!
هناء تعلق على حال مصر و خاصا الفقر الذي يسود المجتمع. و تشبه المرأة المصرية بشهرزاد التي كانت تحتاج الى ان تبتكر قصة كل يوم حتى لا يقتلها السلطان. فالمراة في مصر تبتكر و تبحث عن دور جديد كل يوم حتى تحصل على القوة التي ربما تفتقدها. و هنا هي تتكلم عن المرأة الشرقية و ربما المرأة في العالم كله.
و ايضا تعلق على علاقة المرأة بالرجل. فالمراة دائما مرتبطة برجل اخ او اب او زوج او عم او ابن. و حياتها تدور حول رجل. و الدين في هذه الحالة يرفع من شأن المراة يف عيون الرجل. فتصبح حاجة و ام ..الخ.
المرأة الانسان في كل الثقافا
انا لا اريد ان اكون محكومة بالكتابة عن المراة في مصر او في العالم العربي او في امريكا فالكاتب اولا و اخيرا يجب ان يكتب قصة انسانية تعبر عن مشاعر حياة الانسان يف كل العصور و الحضارات.
و انا اعتقد ان الادب العالمي يتسم بهذا.
و اتمنى ان تكون رواياتي مرأه تعكس حياة الفرد في اي مكان و زمان. و في رواية الدكتورة هناء بالذات كنت اريد ان اتكلم عن المراة و مشاعرها و معانتها و الصراع الدائم لتحقيق المجاح على المستوي الشخصي و العملي و هناك لحظات في حياة اي انسان لا يكون فيها سوى فرد و لا ينتمي الى اي ثقافة او وطن.
فعندما تكون هناء مريضة في مستشفى تنام على سرير ضيق وحيدة تشعر انها فقط أمراة و ليست مصرية على وجه التحديد و استاذة جامعية بالذات و لا سيدة غنية تسكن في حي راقي بالقاهرة.
فالالام و المرض و المعاناة لا فرق بين احد.
و كنت اريد ان اقول هذا صراحة في الرواية.
فعندما اضطرت هناء للذهاب الى المستشفى لاستئصال الرحم شعرت بالام امرأة مريضة و دار بداخلها هذه الكلام:
و من أجل إنقاذها كان عليهم أن يستأصلوا الرحم. لم تسأل و لم تستفسر. كان جسدها بين يدي غريبة لا تعرفها، و ليس في مقدورها الحكم على شيء أي شيء. و ما أثَّر في نفسها حقًّا هو أحساسها بأن الكثير يتحكم فيها في هذه اللحظة، و أن الكثير يسيطر عليها. الإحساس بالضعف الجسدي. كان كبيراً و رهيباً.
و ما أثَّر فيها حقًّا هو كونها امرأة يستأصلون منها جزءاً من أنوثتها في حرفية و دون استشارة. و كانت مجرد جسد على سرير ضيِّق..ضيِّق إلى أبعد الحدود. جسد ضعيف أنهكه السير. كانت مجرد جسد مُستلقٍ على سرير محايد ليس به أي خصوصية.
كل شيء كان محايداً، السرير، الملاءة، الجسد، الوجوه. لم يختصها أحد بالكره أو بالحب. كانت لا شيء.
كانت جسداً على سرير محايد لا أكثر.
لم تكن الدكتورة هناء..أو هناء.
كانت امرأة على ملاءة بيضاء و سرير ضيق تنزف حتى الموت. امرأة مثلها مثل أم خالد وشيماء و صفاء و ليلي و لبنى و مايسة و الكثيرات. تحتها ملاءة بيضاء، و فوقها ملاءة بيضاء. امراة لا أكثر.
و عندما كانت بين أحضانه كانت امرأة لا أكثر.
و عندما كانت تريده كانت امرأة لا أكثر
و عندما بلغت الأربعين كانت امرأة لا أكثر.
و عندما فقدت عذريتها كانت امرأة لا أكثر.
و كان ضعفها يدفع بها إلى الهاوية، و جسدها يدفع بها إلى الموت و الدماء و التلف.
شعرت بيد تضرب على خِّدها في رفق. يد طبيب..فتحت عينيها. قال في محايدة و لا مبالاة: هل أنت بخير؟
بعد أيام ربما أو أسابيع ستعود إلى البيت و قطعة منها قد ذهبت إلى الأبد..ستعود إلى ظلام الحجرة و صوت قطرات المياه الآتي من الحمام، الصوت الرتيب الممل.
ستعود إلى المطبخ القديم و رائحة التاريخ و الموت و الوحدة و النافذة الطويلة و النغمات التي تتناثر حولها من الخارج..نغمات حزينة و كئيبة. ستعود لتحارب أخاها، و تطلب منه مصاغ أمها..ستعود من جديد إلى الليالي الطويلة، و السرير المريح الفخم، و النجاح الساحق الذي يسحق كل شيء. أغمضت عينيها.
ألم رهيب في بطنها.
لا تريد أن ترى أحداً، و لن تخبر أحداً. لا نظرات شفقة و لا تَشَفِّيَ و لا ضعف و لا..
تنهدت و شعرت بالباب يفتح في بطء. كانت مغمضة العينين و كانت تعرف أنه هو. و كانت تشعر به و تعرف أنه سيأتي.
فركت أصابعها في عصبية كما تفعل عندما تشعر بتوتر هائل، و قالت في قوة و هي تفتح عينيها في بطء: خالد!
ابتسم. و لم تكن تعرف ماذا تستشف من الابتسامة..شفقة، تشفٍّ، خجل، حزن..لا تدري.
قالت في سخرية ممزوجة بمرارة: ذنبك يا خالد..ظلمتك إذن، و هذا جزائي..هل أعترف بكل ذنوبي الآن و أطلب المغفرة؟
جلس على المقعد بجانب سريرها، و بدأت أصابعه في تلقائية تداعب ذراعها في دوائر حول الأنابيب البارزة منه، و همس: كل ذنوبك..اطلبي المغفرة من أجل كل ذنوبك..كلها..بالطبع جئت أتشفَّى منك، و أراك تطلبين المغفرة..آه دكتورة هناء..لماذا فعلت بي هذا؟
قالت في قوة و ألم: مللتك و مللت كل قيودك و صراعاتك و غرورك. قال في سخرية: من يتكلم عن الغرور؟..يا دكتورة، الغرور كلمة اخترعوها لوصفك. قالت في مرارة: اذهب يا خالد..لا أريد أن أراك الآن..أعتقد أن الطلاق سيكون في هدوء و بلا مشاكل.
قام في هدوء.
لم تكن تتوقع هذا. أدار وجهه عنها..ثم فتح النافذة، وضع يديه في جيبيه و أطل برأسه من النافذة. ثم ردَّد: في هدوء و بلا مشاكل.
لم تكن ترى سوي ظهره، و لم تكن تعرف بما يشعر به، و كانت تود لو دفعت عمرها لتعرف بما يشعر به الآن. فضول طاغٍ سيطر عليها! ساد الصمت برهة، ثم قالت في تحدٍّ: تحبني؟
همس و هو يثبت عينيه على منور المستشفى المظلم: أعشقك. أغمضت عينيها من جديد..شعرت بعَبَراتٍ في عينيها لا تتساقط..أبداً لا تتساقط. لم ينطق و لم تنطق.
مشاكل المجتمع المصري
الفساد و الفقر في المجتمع المصري
من يكتب التاريخ؟ و الرواية كما قلت لا تتلكم فقط عن المرأة و لكن عن الرجل ايضا و عن مشاكل المجمتع المصري و التي تتلخص في الرواية في الفساد في الجامعة و عدم الولاء للحكومة و الفقر.
و بينما تتمنى هناء ان تسيطر على مصيرها و تمسك بالقلم لتكت تاريخها كأمرأة اسم الرواية. نجد ان الرجل ايضا لا يملك القدرة على كتابة التاريخ او اتخاذ القرار فحياته هو ايضا محاطة بالكثير من الضغوط و المسؤليات.
فخالد يعلق على حياته قائلا:
نظر إلى الهرم الأكبر من بعيد.
و هذا يكفي. دوماً الأهرام تشعره بالثقة و الراحة.
آه من هذا الزمن الذي نعيش فيه و ما يفعله بالبشر!
هل أخطأ لأنه أراد أن يأخذ القيادة..أن ينزع القلم و يكتب هو؟ و هل عليه أن يبقى متفرجاً إلى الأبد؟ مَنْ في مصر يكتب و يمسك بالقلم؟ من يتحكم في أي شيء و كل شيء. و كان كغيره قد اعتاد الاستسلام لذرات الرمال الملوثة تعبث بعينيه كيفما تشاء.
و كغيره لا يتدخل في ما لا يعنيه، و لا يحاول تغيير أي شيء. كان كغيره يستسلم لأصحاب القرار، و يترك الريح تأخذه، و تطيح به كما قال عبد الحليم!
على حسب الريح، ما يودي الريح، ما يودي الريح، ما يودي!
وياه أنا ماشي ماشي و لا بيدي!
و كانت جزءاً من مصريته..كانت العزيمة و الاستسلام و الصبر و العشق كلها جزءاً من مصريته.
و في وقت يعجز فيه عن أن يحرك يده ليزيح الغبار عن عينيه و عن بيئته و شارعه و جامعته وبلده..في وقت العجز التام و اليأس القديم قدم التاريخ..كان رجلاً يتمنى امرأة و يريد أن يكتب تاريخهما معاً! هل من العدل أن يستمر غيره في الإمساك بالقلم.؟
ما دامت حياته يشكّلها غيره. و ما دامت شخصيته يرسمها غيره و يعكسها غيره و ينتقدها غيره، و ما دامت حياته أصبحت محاطة بزجاج يحبسه و لا يستطيع لمسها، فقد أراد أن يسيطر على هذا القلم فقط. على سعادته الشخصية! فلم يعد هو سوي مصري يكتب عنه بعض الناس، و يطالب بعض الناس بحقوقه من على منبر ومنصة و عرش، و لا أحد يستمع إليه و لا أحد يعرفه.
أصبح مصريًّا يكتب الأخَرون أخطاءه، ويًُوَقَّع عليها هو دون أن يقرأ.
اعتاد منذ القدم الاستسلام و الهزيمة و اليأس و السخرية.
و لكن خالداً مختلف. خالد كان يريد أن يحقق أحلامه الشخصية على الأقل لو لم يستطع تحقيق أحلامه القومية!
كان خالد يريد امرأة واحدة، و كان صبوراً و متحدياً، و عنده جلد المصري القديم الذي بنى الأهرامات ليمجد غيره، و حمل الحجر الثقيل لسنين من أجل لقمة العيش و الحياه البسيطة.
كان يتمنى القليل و لا يندم. و لماذا يندم؟!
الآن عليه العودة إلى البيت. نعم عليه العودة إلى البيت.
خالد شاب مصري يشعر بالعجز عن تغيير الاوضاع من حوله و لكنه ابدا لا يستسلم. و بينما هو لا يستطيع تغيير شيء من حوله يحاول ان يسيطر على علاقته باستاذته هناء. و يصبح هناك صراع صامت بين الاستاذة و تلميذها. في هذا المقطع من الرواية خالد يلخص مشاعر الكثير من المصريين. عندما يقول:
فلم يعد هو سوي مصري يكتب عنه بعض الناس، و يطالب بعض الناس بحقوقه من على منبر ومنصة و عرش، و لا أحد يستمع إليه و لا أحد يعرفه. أصبح مصريًّا يكتب الأخَرون أخطاءه، ويًُوَقَّع عليها هو دون أن يقرأ
المصدر

قراءة أنثربولوجية في تاريخ مظلومية المرأة


محمد يونس
لقد عانت المرأة من اعتبارات خطيرة اثرت على تاريخها، ومن هذه الاعتبارات الالتباس الذي جعلها وسيلة لا غاية وتمركز هذا الالتباس في كيان المجتمع الغربي والشرقي على السواء بل تأثرت حركة الاديان في هذا الجانب بشكل كبير
حيث أصبحت قناعات المجتمع بالمرأة خارج سياق الفهم المناسب لطروحات الاديان.وهذا الامرصار ينمو نموا مؤثرا الى ابلغ مستوى حتى تاثر الكيان الجمعي للمرأة.
لقدعاكست الكثير من الطروحات الاصولية والفقهية المنحى الانساني الذي تعتقده الاديان الذي يمثل قيمة مهمة لم يهتم بها ابدا . حيث تطور استغلال المرأة اقتصاديا وانسانيا و استهلك المنحى الاجتماعي عبر حركة التاريخ الى ابعد المناطق المؤ ثرة حتى اضحت المرأة سلعة في التفسير الاجتماعي وجانب العرف المرتبط به كبديل اساس لانسانية الدين والاعتبارات التي هي اشبه بحقوق مملوكة منحت للمرأة عقائديا وانسانيا واجتماعيا .ان اشكاليةالمرأة ارتبطت بالتغيرات التاريخية المرتبطة انثربولوجيا بمكونات المجتمع وتبدلاتها العرفية / التدينية والتحضيرية من خلال طاقات كبرى اثرت كعقول فردية في مجتمعاتها والعالم وبالتالي تاثرت الاسرة والافراد ونمت من خلال تلك الطروحات ما نسميه الحس الداخلي ازاء المرأة حيث تاثرت العلائق بين المرأة وبين المجتمع الديني / العرفي على الاخص وتأثرت معها مفاهيم كثيرة من اهمها العفة حيث تبدلت ووجهت المرأة الى مسالك عدة انتجت بدورها الزنى الكيفي والقسري ولم ينحصر تحلل العفة في تلك الاتجاهين بل هناك مفاهيم استحدثت لترميم العفة ومنها المزواج والمتعة التي تحولت الى زنى مقنن .
لو ندرك اهمية تطورات تلك الصفتين ومديات استغلالهما من قبل الشبقية الموجودة لدى افراد كثار في العالم والفحولة التاريخية التي تتباهى بها القبائل العربية التي ليس مرجعيتها الدين الاسلامي بل هي افكار رجعية الى حد ما ولا انسانية .
ان المرأة تعيش تواليات سجون كتعبير حسي سردي والكثير من هذه السجون تاريخية تمركزت في كيان المجتمعات الغربية منها والشرقية بل تطورت الطبيعة الحابسة للمرأة وشملت الكثير من مناحي الحياة وتداخلت السجون الايجابية والسلبية فالغرب الذي يبيح للمرأة حضور المسرح تغير من خلال الموضات التي بدلت بنية المسرح الى الصراع الجواني للافراد في تركيبتهم الاجتماعية بعد ان كان العمل المسرحي يكرس الفعل الاجتماعي فنيا ودلاليا ومن هنا تتاثر العلائق الاجتماعية وتتشعب الى الحد الذي يصبح من المستحيل السيطرة عليها ومن ثمّ تكون عقدة كبيرة تتاكل انسانية الفرد والمجتمع بسببها .
وكذلك نلحظ ذات الامر في المجتمع العربي الذي نجده مؤلفاً من شرائح عدة تتعارض وتتفق ولكن المنع من الذهاب للمسرح موجود ومؤكد لدى اغلبها وهو كذلك ينتج عقدة تعادل موضوعي ذات العقدة الموجودة لدى المجتمع الغربي . فلندرك مديات الثاثير على المرأة كذات فهي تتاثر في جوهرها وفي مظهرها الخارجي كذات اجتماعية متشكلة من مجمل علائقها .
ان المشكلة الاجتماعية والتدينية والعرفية التي جعلت المراة ضحية تاريخية تتبدل صورة ووصفيات استهلاكها تغير المهتم بالقيمة الانسانية والحقوق الاجتماعية لذا نجدإن علم الاجتماع خال من اية فاعلية ازاء ها ولم يتمكن علم النفس تقليل تاثير تلك التبدلات ونموها النفسي المضطرب . فاية مقومات تملكها المرأة خلال تاريخها هي صراحة مشتركات من قيود ونوازع داخلية اتلفت لاسباب عدة ،ومنها تلك الفاعلية التي تتوخاها المرأة اجتماعيا وسياسيا، وما تلك المسميات في تحرر المرأة والقيمة الاجتماعية الممثلة لها سياسيا الا شكلية ،تعترض مسارها الكثير من الانتهاكات اليومية المؤشرة اعلاميا وما لم يؤشر منها ، وهي كثيرة في العلمين الغربي والشرقي .
ان المرأة صارت في وصف مفاهيمي ( انتاج تدميري ) ولهذا التدمير المنتج اساليب متعددة , منها ما هو عفوي وفطري مرتبط بالجانب البايولوجي للرجل وعلاقته بالطبيعة والجنس الاخر , وقد طورت ظروف مواتية تاريخيا هذا الجانب الى ابلغ حد , حتى اثرت باهمية العلاقة بامرأة واحدة , واوجدت لدى الرجل الرغبة لاكثر من امرأة , حيث كانت تلك رغبة جوانية , وصارت تنمو وتتلون بالوان شتى .ومن الجوانب الاخطر على المرأة تبدل الاديان الى اعراف فالمجتمعات العرفية تزوج ابناء العم وهم يحبون,وكذلك الكصة بالكصة , وغيرها من الاعراف الدينية , التي اثرت في الاطار العام للمجتمع والمرأة بشكل خاص ,واما الاسطورة فدعمت الرجل الى حد صار الهة حيوية , والمرأة اضحية للانهار والعرافين ,وما محظية الخليفة في تاريخنا العربي الاسلامي الاجزء من الاسطورة لدى اي عقل منطقي ,لذا فارى قضيةالمرأة حساسة الى ابلغ حد ومناصرتها تحتاج لتغيير معالم كثيرة ترسخت كاديان وعقائد صلبة تحتاج هي الاخرى الى عصرنتها ,ولكن بصورة مناسبة وفنية الفعل والادوات , كي يمكن ان تكون قضية المرأة خارج سياق الانتماء الى مسمى , ويمكن نصرتها كقضية انسانية ليس الا
المصدر

نساء حوّلن مرارة الطلاق إلى قصص نجاح


بقلم: ثامر قرقوط
تحدّثن دون دموع، وروين قصصهن مع أزواج استحقوا مقولة: (وراء كل مطلقة رجل) رغم أن الشائع هو: وراء كل رجل عظيم امرأة. تخلّين عن الخوف من عيون مجتمع يؤمن بذكورية مطلقة وسلطوية، فابتدعن نهجاً آخر لتعويض الانكسار والألم اللذين سادا فترة الحياة الزوجية.
تقول إيمان ونوس (مطلقة منذ 6 سنوات): (الطلاق ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة لحياة أفضل لي ولأولادي قياساً بما عانيناه عندما كنا في بيت الأب).
وتتحدث محاسن الجندي (مطلقة منذ 16 سنة) عن تجربتها: أنا امرأة غير عادية أحاول فرض مشروعي، لأنني بالأصل مُحرِّضة من أجل الأمل والاستقرار وقد كافحت لذلك، وبإمكان المرأة النجاح بعد الطلاق إذا وضعت أمامها هذا الهدف وسعت لتحقيقه).
رحلة شاقة
ونوس والجندي نموذجان مختلفان عن المطلقات، إذ إن قطار حياتيهما لم يتوقف لحظة خروجهن من منازلهن يحملن صفة مُطلقة، تتنادر الجندي (مدرّسة لغة عربية) من كلمة مطلقة التي هي اسم مفعول، لا أحد يقول مطلِّقة (بكسر اللام) أي هي التي قامت بالفعل. وتتابع الجندي: في سبيل الحرية يمكن أن تتخلى عن كل شيء.
تتحدث الجندي عن تجربتها: كان لزوجي وضع خاص (سجين سابق)، كان هناك اختلاف فكري ونفسي بيننا، ولذلك دعوته لأن نتعرف أحدنا إلى الآخر من جديد، فرفض.
تطلقت الجندي ـ وكعادة المجتمع الذكوري ـ منعت من رؤية ابنيها، ما دفعها للتنازل عن منزلها مقابل الحصول على حق حضانتهما، إلا أن الزوج استردهما بعد سنة ونصف. وتغلبت الجندي على المعاناة المادية التي أرخت بكاهلها عليها، وتقول: (قرّرت أن أتغلب على معاناتي والصعوبات التي ستواجهني وأن لا أسمح لأحد أن يقلقني، اشتريت بيتاً من خلال القروض المصرفية وجهدت من أجل تعليم طفلَيّ).
كانت رحلة الجندي شاقة: (حاول المجتمع أن يحاكمنا أنا وزوجي، لكنني رفضت. هذا مسح لخصوصية الإنسان وتنميط للنفس البشرية، رفضت أن أعيش في منزل أهلي وأقنعت الجميع بذلك لأنني علمت وقتذاك كيف تؤكل الكتف، ولم ألتفت إلى نظرة المجتمع، لأن من يُرد حريته فعليه أن لا يسأل عن المجتمع). ست سنوات زواج فعلي فقط من أصل 11 عاماً كانت الجندي محسوبة على المتزوجات، وبعد طلاقها أتت إلى دمشق لأنها كانت تريد (تغيير المكان).
ونشرت حتى الآن إضافة إلى عملها في التعليم ثلاث مجموعات قصصية هي( تساؤل، خواء الروح، احتمالان للموت). وتنشر مقالات في الصحافة، وتصف الجندي أكبر نجاح في حياتها بأنها استطاعت تربية ابنيها كما تريد، إذ تخرّج الأول في كلية المعلوماتية، والثاني ما زال يدرس في المعهد العالي للموسيقا. وتقول: حاولت أن لا يكون الطلاق عائقاً أمام أولادي، وأشعر الآن أنهما ناجحان اجتماعياً وتعليمياً أكثر من غيرهما، لقد نجحا لأنهما عاشا معي.
المرأة الحديدية
تروي ونوس تجربتها مع الزواج والطلاق والأبناء: لا توجد امرأة في العالم مهما كانت تعيسة في حياتها الزوجية تفكر بالطلاق، إذ يبقى الأمل والحلم بإمكانية الاستمرار والوصول إلى نقطة تستطيع من خلالها الاستمرار، وكنت أستبعد الفكرة من أجل الأولاد ولذلك تحملت الواقع المؤلم لي ولأولادي الأربعة (صبيين وبنتين). وبعد أن كبر الأولاد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه، وخرجت من بيت الزوجية بعد 23 سنة زواج لأنني فقدت الأمل الذي كنت أنادي به قبل ساعات قليلة أمام ابنتي الكبرى في إمكانية الاستمرار مع هذا الرجل وفي هذا البيت.
نساء العالم الإسلامي.. في عام
خليل علي حيدر
هل يمكننا، ضمن مقال مختصر كهذا، أن نعرض حياة وواقع وكفاح المرأة في العالم العربي والاسلامي، خلال عام 2007 المنصرم؟ كيف ودعت المرأة هذا العام؟ ومم تعاني اليوم وسط هذه الصراعات المستعرة؟ هل جنت شيئا ذا بال من حملة «نشر الديموقراطية» مثلاً، أواستفادت من قوانين انصاف المرأة الصادرة عن الهيئات الدولية؟ ما مشاكل المرأة في الحياة السياسية وفي ميادين العمل ومع التوجهات المتزمتة والقوانين المعيقة؟
لا يمكن بالطبع تناول كل هذه الاوضاع في مقال عابر، ولست بصدد تقديم «بيان تلخيصي» بكل ما جرى ولم يجر، بقدر ما سأحاول اختيار بعض الوقائع والحقائق من الكويت والمملكة العربية السعودية وإيران وافغانستان وليبيا!
وقد لفت نظري منذ فترة ليست بالقصيرة أن الكثير من تفاصيل حياة المرأة في العالم الاسلامي بالذات لاتزال مجهولة في وسط الجماعات الاسلامية بالذات، فأحوال المرأة، وهي نصف «الأمةالاسلامية» لا تعنيهم إلا بالقدر الذي يفيد أجهزة هذه الجماعات وخطبها واشرطتها فجل تركيزها مثلا على جوانب خضوع المرأةوتلبية متطلبات الرجل، وعلى الحجاب والفتنة، وعلى مهاجمة المرأة الأوروبية والامريكية التي لا تتمتع كما يقولون، بالحقوق والمكاسب التي تتمتع بها نساءالعالم الاسلامي!
أما واقع المرأة في بلدان العالم الاسلامي الخمسين، ومعاناتها، السياسية والاجتماعية والمعيشية والقانونية والتعليمية والصحية فهذه كلها جوانب لا تكترث هذه الجماعات بها، اذ لا يمكن توظيفها في حرب الاسلاميين المستعرة ضد معارضيهم.
تتنوع مشاهد واقع المرأة في هذه البلدان بين السلب والايجاب من دولة الى اخرى، ومن قارة لاخرى، ولانريد ان نتحدث عن كل التفاصيل، بل أن نشير بشكل سريع الى بعض ملامح هذه الاحوال.
ففي تركيا مثلاً، يشار الى بروز ظاهرة اجتماعية سياسية في غاية الاهمية لدى الاتراك رافقت نتائج الانتخابات، وهي نجاح خمسين سيدة من مختلف الاحزاب والتيارات السياسية في اقتحام باب مجلس النواب التركي الجديد هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث، يقول أحد الكتاب، التي يرتفع فيها عدد البرلمانيات التركيات الى هذا الرقم، لتكون بعد العراق ثاني اعلى نسبة للمشاركة النسائية بالمجالس النيابية في المنطقة. المرأة الخليجية التي عجزت في عدة دول عن «اقتحام البرلمان»، ومنها الكويت، تزداد تأييداً فيما يبدو لفكرة اقرار «الكوتا» قانونياً، وتقرير نسبة من المقاعد للمرأة، اذ لا تبدو احتمالات فوز النساء بها وسط منافسة الرجال مهمة سهلة التحقيق في المستقبل القريب.. ولابد من اقرار «الكوتا».
وينص القانون المقترح في هذا المجال على ألا يقل حجم مشاركة المرأة في مجلس الأمة عن 20 في المائة كحد ادنى حيثما كان هناك ترشيح للنساء، وإلزام القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بان يكون ضمن مرشيحها نسبة معينة للنساء ووضع النساء في مقدمة قوائمها الانتخابية، وتخصيص مقاعد للنساء يتنافسن عليها مباشرة، واخيرا اعتماد الكوتا لفترة دورتين انتخابيتين فقط، على ان يتولى برلمان الدورة الثانية النظر في موضوع تمديد استمرار العمل بهذا النظام. وتقول احدى المحاميات المؤيدات لاقرار «الكوتا»، السيدة «نجلاء النقي»: «ان الدراسات اثبتت ان الادارات والمؤسسات التي تترأسها وتديرها امرأة يكون اداؤها اكثر من رائع».
وترفض د. ميمونة الصباح مايقال عن ان تطبيق نظام الكوتا في الكويت سيؤدي لدخول بعض النساء غير الكفوءات للعمل البرلماني، «لان النظام يعني تخصيص نسبة معينة من مقاعد البرلمان للمرأة على ان يتم الانتخاب بالطرق الصحيحة المعتادة وهو ماينفي امكانية وصول غير الكفوءات». غير ان تطبيق نظام الكوتا، تضيف د. ميمونة، يستوجب تعديلاً في الدستور الكويتي، وهو «امر صعب في ظل الظروف الحالية».
وعن مشاكل نظام الكوتا الاخرى تلاحظ د. هيلة المكيمي ان المرأة مطالبة، وبخاصة المرشحات، برفع ثقافتها السياسية، «فنحن نريد من تصل الى البرلمان ان تكون ذات كفاءة وتمثلنا تمثيلا مشرفاً». وتضيف ان هذا النظام يجب تطبيقه في جو صحي، «ونحن لا نعيش اليوم اجواء صحية حيث الممارسات الطائفية والقبلية، واخشى ان دخول المرأة البرلمان يكون تكملة لدعم القوائم المناطقية او القبلية السياسية». «الوطن 2007/5/20».
المصدر

الكاتبات في الصحف الاردنية يقاطعن قضايا المرأة


عن صحيفة "النشمية"
الكثير من الطحن، والنتيجة: كمية قليلة ونوعية لا يخلو معظمها من الرداءة.
للدخول في الموضوع مباشرة، نقول انه تبين من استعراض اربع صحف يومية رئيسة على مدى خمسة ايام متتالية ان ما لا تزيد نسبتها عن 5 بالمائة من عشرات المقالات المنشورة كانت لسيدات، وان معظم هؤلاء كتبن في كل شئ الا قضايا المرأة.
وحتى عندما كتبت بعضهن في مثل هذه القضايا، فان مقالاتهن في معظمها جاءت ركيكة وغير مترابطة ولا تحمل فكرة واضحة.
هذا على صعيد الكم والنوع في الصحف الرئيسة الاربع: الرأي والغد والدستور والعرب اليوم.
أما بالنسبة لبقية الصحف، وبخاصة الاسبوعية، فلا عزاء للسيدات.
أين المشكلة اذا؟
تقول الصحف على اختلافها، انها تتبنى قضايا المرأة، وترحب بوجود كاتبات بين صفوف جيوش كتاب المقالات الذين ربما كان بعضهم يتحدث في قضايا المرأة اكثر من المرأة نفسها، وربما افضل منها من حيث التعبير عن قضاياها.
وسواء كان هذا الترحيب المعلن عنه على السنة كافة ادارات تلك الصحف قد جاء من باب القول الحق او المراءاة، فانه وضع حتما الكرة في ملعب النساء، وبخاصة من يعتبرن انفسهن او ينظر اليهن بوصفهن من القيادات النسائية.
فلماذا لا يشحذن اقلامهن ويكتبن؟، ولماذا عندما يكتبن، ففي كل شئ الا قضاياهن؟، وحتى لو كتبن في مثل هذه القضايا، فان ما تقترفه بعضهن لا يتعدى من الناحية الادبية والفكرية مرتبة خاطرة او موضوع انشاء.
ليس المطلوب من الكاتبة ان تكون مكرسة فقط لقضايا المرأة، هذا مؤكد. فهي في النهاية نوع بشري يحمل افكارا وطروحات يحق له ان يعبر عنها على قدم المساواة مع النوع المقابل، الا وهو الرجل.
لكن على الاقل، من واجب المرأة الكاتبة ان تدافع ولو بمقال في السنة، عن قضايا وحقوق نوعها، والتي من بينها مثلا الحق الذي اكتسبته ومكنها من ابداء افكارها في المنابر الصحفية.
الم تنل هذا الحق اثر نضال خاضته من سبقنها، وربما نضالها هي نفسها.
النوع والكم!!
وفي حديث الكم والنوع، نورد تاليا بعضا مما خلصنا اليه بشأن طبيعة ونوعية وعدد المقالات التي كتبتها سيدات في الصحف اليومية الاربعة التي ذكرناها سابقا، وذلك على مدى خمسة ايام متتالية نوردها بشكل تراجعي ابتداء من يوم الاربعاء 7 أيار.
في يوم الاربعاء، اشتملت صحيفة الرأي على 19 مقالا، كان بينها اربعة فقط لنساء لم تتطرق سوى واحدة منهن الى شأن نسائي. ونتطرق تاليا على محتوى هذه المقالات على سبيل توضيح الفكرة بشان المحتوى واسلوب الطرح.
المقال الاول كان لهند فايز أبو العينين تحت عنوان "مسألة في العطاء".
وقد حمل المقال في طياته الكثير من الشعور بالعبثية والقنوط، وتحدث عن الأم وكيف تفقد دورها مع تقدمها في السن واستقلال الابناء وابتعادهم عنها بشكل يكاد يحمل في طياته "النكران للجميل"، والاب الذي تقاعد بعد عطاء طويل ولم يعد امامه سوى معايشة الوقت بانتظار المحتوم "الموت".
وتطلب الكاتبة من الجميع ان يتهيأوا من الآن الى هذا المصير الكئيب، سواء اباء او امهات.
وبيت القصيد الذي خلصت اليه في مقالها يضج بالسوداوية وربما العبثية خاصة عندما تقول ان "الإعداد الصحيح لمآلنا يحتم علينا أيضا الاعتراف بيوم آت لن نكون فيه مقصدا لأحد"
المقال الثاني كان لميساء قرعان، وافردته لكتاب هي مؤلفته ويحمل عنوان "وجع مقيم" وهو عنوان ظلت طيلة سطور المقال تبدي الندم على انها لم تقم بتغييره واختيار غيره.
واستثمرت الكاتبة المقال لمهاجمة ما وصفته بالشللية الثقافية التي حالت دون الاعتراف لها بانها مبدعة.
ثم ربطت بشكل غير مفهوم بين اسم كتابها ومرض احد ابنائها.
واسهبت بشكل محبط في رسم صورة قاتمة للحياة باعتبارها كلها الم واوجاع واحزان لا تنقضي.
واختتمت المقال بعبارات فلسفية تعيد فيها التذكير باسم كتابها وربما تكون مقتبسة منه "أيها الوجع المقيم أتوسل إليك بأن تغادرنا قريبا، أيها الوجع الممتد من الداخل إلى الخارج ومن الخارج إلى الداخل:لترحل عنا.....فلم يعد هنالك متسع للألم".
المقال الثالث كان لهدى أبو غنيمة، التي كتبت تهاجم ظواهر سلبية في المجتمع، مثل العنف الذي يرافق احتجاجات الطلبة في الجامعات، والقاء النفايات امام بيوت الاخرين، وتعزو ذلك الى تراجع القيم في ظل تغول العولمة.
وتخلص بعد سرد سلسلة امثلة تتطلب العودة للقراءة عدة مرات حتى يمكن اكتشاف رابط منطقي بينها، الى نصيحة مفادها ان اصلاح المجتمع يبدأ من اصلاح الافراد لانفسهم، وهم الذين اختارت عبارة "القطرات الصغيرة" في كناية عنهم.
وعلى ما يبدو، فان اصل المقال كان هه العبارة التي وجدت وقعا عند الكاتبة فارادت ان تنسج عليها مقالها المكرر من حيث الفكرة ولا يحمل جديدا من حيث الحل او الطرح.
المقال الرابع، كان للكاتبة رنا شاور، التي اتهمت جميع الرجال الذين تعمل زوجاتهم بانهم متخلفون وجاحدون وناكرون للجميل، وبلا استثناء.
وعلى ما يبدو فقد ارادت الكاتبة ان تنتصر لمعاناة هؤلاء الزوجات من باب حقوق المراة والمساواة.
لكنها سرعان ما ترتد لتنسف فكرة المساواة بقولها ان الرجل هو المسؤول عن الزوجة وانها عندما تعمل فان ذلك ليس واجبها اصلا وانما من باب التطوع الذي يعطيها الحق بالتمنن على الزوج.
الخلاصة، تطالب الكاتبة الرجال بان يكفوا عن جحودهم ويبدوا التقدير والاحترام لزوجاتهم العاملات.
للحديث بقية
هذا على صعيد يوم الاربعاء، اما يوم الثلاثاء، فقد حملت الرأي 18 مقالا، واحد منها فقط لسيدة هي ناديا هاشم العالول، وهو يناقش فكرة تتحدث عن ان المرأة لا تؤازر بنت جلدتها، ويحمل المسؤولية في ذلك الى التربية "الذكورية" في مجتمعنا، والتي تنشأ عليها البنت منذ قدومها الى الدنيا.
ويوم الاثنين، كان هناك 19 مقالا في الرأي، منها مقال واحد لسيدة هي غيداء درويش، تحدثت فيه عن حضورها محاضرة طبية حول السرطان اشادت خلالها بمن دعاها وبمن حاضر فيها وبالمعلومات القيمة التي حصلت عليها وازالت من داخلها خوفا مزمنا من المرض.
ويوم الاحد، كان هناك 18 مقالا في الراي، كتبت سيدتان اثنان منها. هما لانا مامكغ التي نسجت مقالها على الاسلوب الروائي لنجيب محفوظ، وقدمت خلالها صورة لموظف مثالي. اما المقال الثاني فكان لميساء القرعان، ورددت خلاله صدى انذار اطلقه اخصائي نفسي خلال برنامج تلفزيوني بشان الاثار النفسية التي يواجهها المواطن في ظل ارتفاع الاسعار.
وفي يوم السبت، كان في الرأي 18 مقالا، كتبت سيدات خمسا منها، وتطرقت اثنتان هما هند فايز ابو العينين وفوزية الزعبي ابو دلبوح الى قضايا نسائية. اما البقية فتحدثن في قضايا وجدانية وسياسية.
افضل الموجود
طبعا الرأي على ما سيتضح، هي افضل الموجود من حيث الكم والنوع الذي نتحدث عنه.
فمثلا، كان هناك 11 مقالا في صحيفة الغد يوم الاربعاء، واحد منها فقط لسيدة، وهي بسمة النسور، وتحدثت فيه حول جرائم الشرف.
وعلى مدى ايام الثلاثاء والاثنين والاحد والسبت، كان هناك نحو اربعين مقالا في الغد، ليس بينها أي مقال لسيدة.
اما الدستور، فتضمنت يوم الاربعاء 27 مقالا، ثلاث منها فقط لسيدات، هن حياة الحويك عطية التي تحدثت في الشأن السياسي اللبناني، وعايدة النجار التي كتبت عن نكبة فلسطين، وعيدة المطلق وكتبت حول اطلاق سراح مصور الجزيرة سامي الحاج من معتقل غوانتانامو.
ويوم الثلاثاء، كان في الدستور مقالان فقط لكاتبتين تحدثتا في الشأن السياسي وهما حياة الحويك عطية وهدى فاخوري.
وتضمن يوم الاثنين، ثلاث مقالات لعائشة الخواجا الرازم حول المدن الصناعية، وحياة الحويك عطية حول الحريات الصحفية في العالم العربي، وليلى الاطرش وكتبت حول النكبة.
اما في يومي الاحد والسبت، فلم تكن هناك في صحيفة الدستور أي مقالة لسيدة.
وفي العرب اليوم التي تتضمن ما معدله 15 مقالا يوميا، فقد جاء عدد يوم الاربعاء خاليا من أي مقال لسيدة. في حين كتبت منى نجم يوم الثلاثاء مقالا يتيما يتحدث عن قطاع الاتصالات. ويوم الاثنين كان هناك مقال واحد لامل الشرقي حول التطورات السياسية في العراق.
وفي يوم الاحد لم يكن هناك سوى مقال واحد لرنا الصباغ حول العلاقة بين الاخوان المسلمين والحكومة. بينما خلا يوم السبت من أي مقالة لسيدة.
بيت القصيد
في البحث عن بيت القصيد، نعيد طرح السؤال مرة اخرى: اين العلة في عدم اقبال النساء على الكتابة، والكتابة بخاصة حول قضاياهن؟.
حاولت رئيسة مركز الاعلاميات العربيات تقديم اجابة على هذا السؤال في تصريحات وردت ضمن تقرير لموقع "عمان نت".
قالت الامام ان السبب في عدم تناول الاعلاميات الاردنيات لقضايا المرأة بشكل عام، سواء في كافة مجالات العمل المهني يعود الى نقص في معرفة الصحفيات بالقوانين والتشريعات المتعلقة مثل قانون الاحوال الشخصية او الاعلان العالمي لحقوق الانسان وغيرها
وتضيف ان الكثير من النساء هجرن الكتابة عن قضايا المرأة وتركن الامر الى الاتحادات والمؤسسات والمراكز المعنية.
وبحسب تقرير "عمان نت" الذي كتبه محمد عمر الخبير في الشؤون الصحفية الاردنية، فان من النساء من يعتبرن الكتابة في موضوعات المرأة ترفا او "موضوعا دونيا" مقابل القضايا الكبرى التي تعاني منها المجتمعات المحلية.
وفيما يقر عمر بانه من الصعب اعطاء تحليل دقيق لسبب ابتعاد الاعلامية او الكاتبة الاردنية عن التعليق على قضاياها الخاصة، الا انه يشير الى جملة اسباب محتملة:
اولا: جانب التربية الذكورية التي تتصف فيها المجتمعات العربية والثقافة النسبية لهذه المجتمعات، فإن بعض الكاتبات لا يختلف كثيرا عن المعلقين الرجال في أصولهن السياسية وخلفياتهن الأيدلوجية، حيث تعطى قضايا السياسة عامة، الاولوية على ما عداها من قضايا اجتماعية.
ثانيا: المناخ الاجتماعي السائد الذي لا يتيح هامشا كبيرا من الحرية في تناول قضايا المرأة. والخوض في العمق في قضايا لا زالت تعتبر من المحرمات.
ثالثا: عدم تطور حركة نسائية محلية تنجب اعلاميات أو كاتبات قادرات على حمل لواء الدفاع عن قضايا النساء. ورابعا: هيمنة الرجل على المؤسسات الاعلام
المصدر

نساء حوّلن مرارة الطلاق إلى قصص نجاح


بقلم: ثامر قرقوط
تحدّثن دون دموع، وروين قصصهن مع أزواج استحقوا مقولة: (وراء كل مطلقة رجل) رغم أن الشائع هو: وراء كل رجل عظيم امرأة. تخلّين عن الخوف من عيون مجتمع يؤمن بذكورية مطلقة وسلطوية، فابتدعن نهجاً آخر لتعويض الانكسار والألم اللذين سادا فترة الحياة الزوجية.
تقول إيمان ونوس (مطلقة منذ 6 سنوات): (الطلاق ليس نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة لحياة أفضل لي ولأولادي قياساً بما عانيناه عندما كنا في بيت الأب).
وتتحدث محاسن الجندي (مطلقة منذ 16 سنة) عن تجربتها: أنا امرأة غير عادية أحاول فرض مشروعي، لأنني بالأصل مُحرِّضة من أجل الأمل والاستقرار وقد كافحت لذلك، وبإمكان المرأة النجاح بعد الطلاق إذا وضعت أمامها هذا الهدف وسعت لتحقيقه).
رحلة شاقة
ونوس والجندي نموذجان مختلفان عن المطلقات، إذ إن قطار حياتيهما لم يتوقف لحظة خروجهن من منازلهن يحملن صفة مُطلقة، تتنادر الجندي (مدرّسة لغة عربية) من كلمة مطلقة التي هي اسم مفعول، لا أحد يقول مطلِّقة (بكسر اللام) أي هي التي قامت بالفعل. وتتابع الجندي: في سبيل الحرية يمكن أن تتخلى عن كل شيء.
تتحدث الجندي عن تجربتها: كان لزوجي وضع خاص (سجين سابق)، كان هناك اختلاف فكري ونفسي بيننا، ولذلك دعوته لأن نتعرف أحدنا إلى الآخر من جديد، فرفض.
تطلقت الجندي ـ وكعادة المجتمع الذكوري ـ منعت من رؤية ابنيها، ما دفعها للتنازل عن منزلها مقابل الحصول على حق حضانتهما، إلا أن الزوج استردهما بعد سنة ونصف. وتغلبت الجندي على المعاناة المادية التي أرخت بكاهلها عليها، وتقول: (قرّرت أن أتغلب على معاناتي والصعوبات التي ستواجهني وأن لا أسمح لأحد أن يقلقني، اشتريت بيتاً من خلال القروض المصرفية وجهدت من أجل تعليم طفلَيّ).
كانت رحلة الجندي شاقة: (حاول المجتمع أن يحاكمنا أنا وزوجي، لكنني رفضت. هذا مسح لخصوصية الإنسان وتنميط للنفس البشرية، رفضت أن أعيش في منزل أهلي وأقنعت الجميع بذلك لأنني علمت وقتذاك كيف تؤكل الكتف، ولم ألتفت إلى نظرة المجتمع، لأن من يُرد حريته فعليه أن لا يسأل عن المجتمع). ست سنوات زواج فعلي فقط من أصل 11 عاماً كانت الجندي محسوبة على المتزوجات، وبعد طلاقها أتت إلى دمشق لأنها كانت تريد (تغيير المكان).
ونشرت حتى الآن إضافة إلى عملها في التعليم ثلاث مجموعات قصصية هي( تساؤل، خواء الروح، احتمالان للموت). وتنشر مقالات في الصحافة، وتصف الجندي أكبر نجاح في حياتها بأنها استطاعت تربية ابنيها كما تريد، إذ تخرّج الأول في كلية المعلوماتية، والثاني ما زال يدرس في المعهد العالي للموسيقا. وتقول: حاولت أن لا يكون الطلاق عائقاً أمام أولادي، وأشعر الآن أنهما ناجحان اجتماعياً وتعليمياً أكثر من غيرهما، لقد نجحا لأنهما عاشا معي.
المرأة الحديدية
تروي ونوس تجربتها مع الزواج والطلاق والأبناء: لا توجد امرأة في العالم مهما كانت تعيسة في حياتها الزوجية تفكر بالطلاق، إذ يبقى الأمل والحلم بإمكانية الاستمرار والوصول إلى نقطة تستطيع من خلالها الاستمرار، وكنت أستبعد الفكرة من أجل الأولاد ولذلك تحملت الواقع المؤلم لي ولأولادي الأربعة (صبيين وبنتين). وبعد أن كبر الأولاد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه، وخرجت من بيت الزوجية بعد 23 سنة زواج لأنني فقدت الأمل الذي كنت أنادي به قبل ساعات قليلة أمام ابنتي الكبرى في إمكانية الاستمرار مع هذا الرجل وفي هذا البيت.
نساء العالم الإسلامي.. في عام
خليل علي حيدر
هل يمكننا، ضمن مقال مختصر كهذا، أن نعرض حياة وواقع وكفاح المرأة في العالم العربي والاسلامي، خلال عام 2007 المنصرم؟ كيف ودعت المرأة هذا العام؟ ومم تعاني اليوم وسط هذه الصراعات المستعرة؟ هل جنت شيئا ذا بال من حملة «نشر الديموقراطية» مثلاً، أواستفادت من قوانين انصاف المرأة الصادرة عن الهيئات الدولية؟ ما مشاكل المرأة في الحياة السياسية وفي ميادين العمل ومع التوجهات المتزمتة والقوانين المعيقة؟
لا يمكن بالطبع تناول كل هذه الاوضاع في مقال عابر، ولست بصدد تقديم «بيان تلخيصي» بكل ما جرى ولم يجر، بقدر ما سأحاول اختيار بعض الوقائع والحقائق من الكويت والمملكة العربية السعودية وإيران وافغانستان وليبيا!
وقد لفت نظري منذ فترة ليست بالقصيرة أن الكثير من تفاصيل حياة المرأة في العالم الاسلامي بالذات لاتزال مجهولة في وسط الجماعات الاسلامية بالذات، فأحوال المرأة، وهي نصف «الأمةالاسلامية» لا تعنيهم إلا بالقدر الذي يفيد أجهزة هذه الجماعات وخطبها واشرطتها فجل تركيزها مثلا على جوانب خضوع المرأةوتلبية متطلبات الرجل، وعلى الحجاب والفتنة، وعلى مهاجمة المرأة الأوروبية والامريكية التي لا تتمتع كما يقولون، بالحقوق والمكاسب التي تتمتع بها نساءالعالم الاسلامي!
أما واقع المرأة في بلدان العالم الاسلامي الخمسين، ومعاناتها، السياسية والاجتماعية والمعيشية والقانونية والتعليمية والصحية فهذه كلها جوانب لا تكترث هذه الجماعات بها، اذ لا يمكن توظيفها في حرب الاسلاميين المستعرة ضد معارضيهم.
تتنوع مشاهد واقع المرأة في هذه البلدان بين السلب والايجاب من دولة الى اخرى، ومن قارة لاخرى، ولانريد ان نتحدث عن كل التفاصيل، بل أن نشير بشكل سريع الى بعض ملامح هذه الاحوال.
ففي تركيا مثلاً، يشار الى بروز ظاهرة اجتماعية سياسية في غاية الاهمية لدى الاتراك رافقت نتائج الانتخابات، وهي نجاح خمسين سيدة من مختلف الاحزاب والتيارات السياسية في اقتحام باب مجلس النواب التركي الجديد هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث، يقول أحد الكتاب، التي يرتفع فيها عدد البرلمانيات التركيات الى هذا الرقم، لتكون بعد العراق ثاني اعلى نسبة للمشاركة النسائية بالمجالس النيابية في المنطقة. المرأة الخليجية التي عجزت في عدة دول عن «اقتحام البرلمان»، ومنها الكويت، تزداد تأييداً فيما يبدو لفكرة اقرار «الكوتا» قانونياً، وتقرير نسبة من المقاعد للمرأة، اذ لا تبدو احتمالات فوز النساء بها وسط منافسة الرجال مهمة سهلة التحقيق في المستقبل القريب.. ولابد من اقرار «الكوتا».
وينص القانون المقترح في هذا المجال على ألا يقل حجم مشاركة المرأة في مجلس الأمة عن 20 في المائة كحد ادنى حيثما كان هناك ترشيح للنساء، وإلزام القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بان يكون ضمن مرشيحها نسبة معينة للنساء ووضع النساء في مقدمة قوائمها الانتخابية، وتخصيص مقاعد للنساء يتنافسن عليها مباشرة، واخيرا اعتماد الكوتا لفترة دورتين انتخابيتين فقط، على ان يتولى برلمان الدورة الثانية النظر في موضوع تمديد استمرار العمل بهذا النظام. وتقول احدى المحاميات المؤيدات لاقرار «الكوتا»، السيدة «نجلاء النقي»: «ان الدراسات اثبتت ان الادارات والمؤسسات التي تترأسها وتديرها امرأة يكون اداؤها اكثر من رائع».
وترفض د. ميمونة الصباح مايقال عن ان تطبيق نظام الكوتا في الكويت سيؤدي لدخول بعض النساء غير الكفوءات للعمل البرلماني، «لان النظام يعني تخصيص نسبة معينة من مقاعد البرلمان للمرأة على ان يتم الانتخاب بالطرق الصحيحة المعتادة وهو ماينفي امكانية وصول غير الكفوءات». غير ان تطبيق نظام الكوتا، تضيف د. ميمونة، يستوجب تعديلاً في الدستور الكويتي، وهو «امر صعب في ظل الظروف الحالية».
وعن مشاكل نظام الكوتا الاخرى تلاحظ د. هيلة المكيمي ان المرأة مطالبة، وبخاصة المرشحات، برفع ثقافتها السياسية، «فنحن نريد من تصل الى البرلمان ان تكون ذات كفاءة وتمثلنا تمثيلا مشرفاً». وتضيف ان هذا النظام يجب تطبيقه في جو صحي، «ونحن لا نعيش اليوم اجواء صحية حيث الممارسات الطائفية والقبلية، واخشى ان دخول المرأة البرلمان يكون تكملة لدعم القوائم المناطقية او القبلية السياسية». «الوطن 2007/5/20».
المصدر

المرأة والمساواة والشذوذ في التفكير


بقلم : نورا نفافعة
طلبت المرأة المساواة مع الرجل فاستجاب لها المجتمع .لكن هنالك بعض النساء شذ تفكيرهن بمعنى الحرية حتى أصبح عقلها المريض يهيئ لها بأن تعبر عن الحرية بارتداء الملابس الكاشفة العارية ،حتى أصبحن كاسيات عاريات وهنالك بعض النساء تعبر عن مساواتها بالرجال بما أحل له الله عز وجل بدين الإسلام وهو أن يتزوج أربع وهي لا تقدر أن تتزوج أربعه فتخون زوجها بكل بساطه مع أكثر من أربعه ، فحسب تفكيرها المصاب بالشذوذ انها تمتاز عنه وتعلوه بحريتها الرخيصة رغم أن مقابلها تخسر شرفها وكرامتها واحترام المجتمع لها ، وعن مأثورة "هوميروس" أن المرأة نصف الحياة اذا كانت مخلصه لزوجها" وهذا دليل على لسان احد الرجال أن المرأة هي نصف القالب المساوي للنصف الأخر دون السقوط إلى الهوان.
وهنالك نساء تحاول السيطرة على زوجها لتقلب الموازين في بيتها مستخدمه الأساليب الكريهة الرذيلة.
المصيبة أن هنالك نساء تشرب الخمر وتتناول السجائر وتتعاطى المخدرات وتسقط بمستنقعات الدمار بإرادتها لتتساوى مع الرجال بانحرافهم وسوء فهمهم للحرية وهنالك بعض من النساء تستخدم جمالها لاغراء الرجال ، مما يوصلهم إلى أن يتحولوا إلى فتيات ليل .
ومن إحدى مأثورات "ليبرون" يقول فيها "الجمال بلا فضيلة عند المرأة كالوردة بلا رائحة" فما فائدة الجمال الخارجي إذا تمزق أدب الفتاه وقتل كبريائها وكسر زجاج شرفها وتلوث سمعتها.
وهنالك مأثورة لجان كوكتو يقول فيها " يستحسن أن تفكر المرأة قبل أن تعكس لنا صورتها" . فلم لا تفكرين قبل ان تغطسي بمستنقعات التي يسميها المسكين بالحرية التي تدل انك تتساوين مع الرجال.
متى ستعالجين عقلك وتستردين كرامتك وتداوين سمعتك وتحافظين على شرفك؟ وهل هنالك أثمن منها؟.

المصدر

دراسة تدعو لتعزيز مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية


عمان- رانيا الصرايرة
أوصت دراسة صدرت الاسبوع الماضي عن صندوق الامم المتحدة الانمائي للمرأة ، بتعزيز مشاركة المرأة العربية في الاحزاب والنقابات والمنظمات النسائية، معتبرة ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية "لا يمكن فصله عن التطور السياسي في الدول العربية".
وأوردت الدراسة عدة ظواهر تحكم علاقة المرأة في الاحزاب وتؤثر سلبا على تعزيز مشاركتها مثل الاشارة الى معظم النساء العاملات في الاحزاب انهن من المتعلمات والنخب الثقافية مؤكدة ان "الالتزام الحزبي لهن حدث طارئ في حياتهن" حيث يلاحظ ان الطالبات "غالبا" ما ينفصلن عن العمل الحزبي بعد التخرج او الزواج.
وتشير الدراسة الى ان معظم النساء اللواتي يواصلن العمل الحزبي "هن ممن يتزوجن من حزبيين وبحال ترك الزوج الحزب تنتهي علاقتهن مع الحزب".
بيد ان الدراسة تعتبر ان للاحزاب دورا مهما في تمكين المرأة من الانخراط في الاحزاب ومشاركتها في الحياة السياسية، فضلا عن اعدادها للترشيح في الانتخابات التشريعية واختيار مرشحات او مرشحين ممن يشجعون مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
وتكاد تجمع الدراسة على عدم تفريق النقابات المهنية العربية بين المرأة والرجل من ناحية تنظيم المهنة (الحصانة، والحماية لأعضائها)، بنفس الوقت تشيد بالدور الذي تلعبه النقابات في عميلة تمكين المرأة سياسيا معتبرة ان العمل النقابي يضمن حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية "خاصة المرتبطة منها بالعمل"، ويرفع قدرتها التنظيمية والقيادية ويكسبها قدرات واهتمامات اكبر "تثبت حقها الديمقراطي في ابداء الرأي وطرح قضاياها من موقع مصلحتها الطبقية والاجتماعية".
ولم تغفل الدراسة الاشارة الى عدم وصول المرأة العربية الى المواقع القيادية النقابية مرجعة اسباب ذلك الى ترددهن في الترشيح لهذه المراكز لشعورهن "بصعوبة المواءمة بين الالتزمات المهنية والقيود الاجتماعية والاسرية".
وترى ان ما يمنع المرأة من الوصول الى المواقع القيادية النقابية موقف "زميلها النقابي" الذي تعتبره الدراسة انه "يتسم بالرفض الضمني" دون الاعلان عنه الا على ورقة الترشيح الراجع الى عدم ثقته بقدراتها وامكانياتها.
وتؤكد الدراسة أن ضعف التضامن بين النقابيات فضلا عن نظرة بعض المهنيات الى انفسهن "تتشابه مع عقلية الرجل في النظر الى مكانة المرأة في المواقع القيادية" من ناحية عدم الثقة بقدراتهن.
ولتجاوز ما اعتبرته الدراسة امرا واقعا يخص النقابيات دعت الى العمل على تعزيز القيادات النسائية في النقابات المهنية من خلال دعمهن للوصول الى مجالس النقباء، وزيادة فعالية المرأة بتشكيل قوى ضاغطة في الانتخابات مع الاهتمام بالعمل على ازالة العوائق الاجتماعية التي تمنع مشاركة المرأة في النشاطات النقابية المهمة.
ووجدت ان المنظمات النسائية العربية تلعب دورا مهما في تدريب المرأة على العمل السياسي "عبر ترسيخ شعورها بالانتماء لمجتمعها المحلي كمقدمة لتوسيع دائرة ولائها للوطن".
وتشير الى ابرز الوظائف التي تقوم بها المنظمات وتكمن في الانطلاق من الوقائع المباشرة في المجتمع والتعاطي مع القضايا المطلبية اليومية يرافقه سعيها للربط بين مشاكل المرأة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،اذ ان الهدف من ذلك جعل المنظمات "قادرة على تعبئة فئات واسعة من النساء غبر برامجها وتحالفاتها".
وكما فعلت مع الاحزاب والنقابات بينت الدراسة مواطن الضعف بالمنظمات التي يعكسها اتسام قياداتها بالطابع النخبوي "وضعف في الممارسة الديمقراطية"، فضلا عن ان المشاركة في المنظمات "تقتصر على الميسورات وفئات عمرية متقدمة بالسن".

المصدر

المـرأة عبـر العصـور


اقتبـاس : امـاني مصـاروة
المرأة عبر العصور يرجى قراءة الموضوع بتمعن تعد المرأة نصف المجتمع وبصلاحها يصلح المجتمع فهي الأم المربية، والزوجة الصالحة التي تكون وراء كل رجل عظيم، لها حقوق وواجبات ، علينا ألا نغفلها فهل يا ترى نالت المرأة حقوقها عبر العصور المتعاقبة ؟!
تعالوا معي في هذه الجولة السريعة لنستعرض نظرة المجتمعات عبر العصور المتعاقبة عن المرأة... المرأة في الماضي : قضت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل، لها حقوق القاصر، أو لا حقوق لها على الإطلاق.
وقضت شرائع الهند القديمة : « إن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة » . وحقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها، فإذا رأت جثمانه يُحرق ألقت بنفسها في نيرانه، وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية.
والمرأة عند اليونانيين من سقط المتاع، لقد كانت تُباع وتشترى، وكانت تُعد رجساً من عمل الشيطان. أما في التوراة ( بعد التحريف طبعاَ ) فالمرأة وصفت في « سفر الجامعة » بالكلمات الآتية : « درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون ، فوجدت أمَرَّ من الموت المرأة التي هي شباك ، وقلبها شراك ، ويداها قيود ». وفي الجزيرة العربية لا يخفى علينا : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [ النحل : 58 – 59 ]. فإن نجت الوليدة العربية من الوأد ، وجدت غالباً في انتظارها حياة ظالمة ، ليس لها فيها نصيب من الميراث وقد تُكره على البِغاء .
وقد تبقى بعد وفاة زوجها متاعاً يورث ؟ المرأة في العصور الوسطى : في رومية اجتمع مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفس له، وأنها لن ترث الحياة الأخروية لهذه العلة ، وأنها رجس يجب أن لا تأكل اللحم، وأن لاتضحك بل ولا أن تتكلم، وعليها أن تمضي أوقاتها في الصلاة والعبادة والخدمة .
وفي بدايات القانون الانكليزي غير المكتوب كانت ثمة تهمة تتعلق بسلاطة اللسان، وتوجه للمرأة التي يعهد منها الفظاظة وكثرة الصخب، حيث كان القانون يعاقبها بسبب الإزعاج العام . وفي العصور الوسطى كانت العقوبة تتخذ أحياناً شكل « لجام السليطة »، وهو أداة تشبه القفص مصنوعة من المعدن وتحيط برأس المرأة ولها لجام يدخل في فم المرأة ويحد من حركة لسانها.
وعلى الرغم من فعالية اللجام، إلا أنه اعتبر غير كاف في بعض الحالات . ففي عام 1322م حدث شجار في مدينة دوي تنادى خلاله عمال تجمهروا في السوق للهجوم على تجار حبوب كانوا يخزنون المؤن . وكان هناك امرأتان بين العمال الثمانية عشر الذين عوقبوا. « وقد أُدينت المرأتان لأن صوتيهما كان مرتفعين بشكل خاص، وتم قطع لسانيهما قبل أن تنفيا من المدينة مدى الحياة ». المرأة في العصور الحديثة : عقد في فرنسا اجتماع سنة 1586 م ليبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تُعدُّ إنساناً أو لاتُعدُّ إنساناً. آآآآآخ يالقهر وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.
وفي شباط عام 1938 م، صدر قانون يلغي القوانين التي كانت تمنع المرأة الفرنسية من بعض التصرفات المالية، وجاز لها ولأول مرة – في تاريخ المرأة الفرنسية – أن تفتح حساباً جارياً باسمها في المصارف.
وفي إنكلترة بقيت النساء حتى السنة 1850م غير معدودات من المواطنين، وظلت المرأة حتى سنة 1882م وليس لها حقوق شخصية، فلا حق لها بالتملك. ولم تُسَوِّ جامعة أكسفورد بين الطالبات والطلاب في الحقوق ( في الأندية واتحاد الطلبة ) إلا بقرار صدر في 26 تموز 1964م.
المرأة في الإسلام : مع ظهور الإسلام وانتشار تعاليمه السامية دخلت حياة المرأة مرحلة جديدة بعيدة كل البعد عما سبقها . في هذه المرحلة أصبحت المرأة مستقلة ومتمتعة بكل حقوقها الفردية والاجتماعية والإنسانية . وقد اعتبر الإسلام المرأة كالرجل : كائناً ذا روح إنسانية كاملة، وذا إرادة واختيار .
وأكد أن الجنسين قادران على انتهاج طريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنوي والمادي لبلوغ الحياة الطيبة (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون) [ النحل: 14 / 97 ]فالإسلام يرى المرأة كالرجل إنساناً مستقلاً حراً . كقوله تعالى في القرآن الكريم : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [ المدثر : 29 / 38 ] ومع هذه الحرية فالمرأة والرجل متساويان أمام قوانين الجزاء أيضاً : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ) [ النور : 18 / 2 ] ولما كان الاستقلال يستلزم الإرادة والاختيار ، فقد قرر الإسلام هذا الاستقلال في جميع الحقوق الاقتصادية وأباح للمرأة كل ألوان الممارسات المالية ، وجعلها مالكةٌ عائدها وأموالها، يقول تعالى : ( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ) [ النساء : 5 / 32 ]فنحن المسلمين عندنا وثيقة إلهية قد كرّمت المرأة أيما تكريم ، وأنصفتها أعظم إنصاف ، وأنقذتها من ظلم الجاهلية وظلامها ، هذه الوثيقة هي القرآن الكريم . حيث بينت هذه الوثيقة أن الرجل والمرأة متساويان في أصل النشأة ، متساويان في الخصائص الإنسانية العامة ، متساويان في التكاليف والمسؤولية ، متساويان في الجزاء والمصير. وفي ذلك يقول القرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [النساء : 4/ 1] ويخاطب الله كلاً من الرجل والمرأة في القرآن، على مستوى واحد من الخطاب التكريمي وعلى مستوى واحد من التنويه بالقيمة الإنسانية التي يشتركان فيها‏. ‏ فهو يقول مثلاً‏‏:‏ {مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً‏}‏[‏النحل‏‏:‏16/97]‏‏ ويقرر القرآن ما يسمى في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة بين الرجل والمرأة، فيجعل من الرجل مسؤولاً عن رعاية المرأة، ويجعل من المرأة مسؤولة عن رعاية الرجل‏.
إذ يقول‏‏:‏‏‏{‏وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏‏}‏[‏التوبة‏‏:‏‏‏9/71]‏ ‏‏‏ إن النظام الاجتماعي الذي يرسم علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع الإسلامي يتمثل في قول الله تعالى في القرآن الذي يقرر كرامة الإنسان ومساواة الرجل والمرأة في ميزان هذه الكرامة قائلاً‏:‏ {يا أَيُّها النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ} [الحجرات‏:‏ 49‏/‏13]‏.‏ ويتمثل في هذا النص القرآني الذي يأمر الرجل بأن يعاشر المرأة بالاحترام والتكريم‏،‏ حتى ولو كرهها لأسباب نفسية ويتمثل في هذا النص من كلام رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم :‏ ‏(‏‏(‏النِّساءُ شِقائِقُ الرِّجَالِ‏ ‏)‏‏) وفي هذا النص الثاني‏:‏ ‏(‏‏(‏خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لأهلي‏)‏‏)‏‏ ، وكذلك في الحديث النبوي : (( إِنَّ اللهَ يوصِيكُم بِالنساءِ خَيْرَاً )). الإسلام جاء فعلاً ليساهم في تحرير الإنسان لينقل الرؤية إليه من واقع إلى واقع آخر.فهو قبل الإسلام شيء وبعد ظهوره شيء آخر، والمرأة كإنسان نالت بعضاً من حريتها، وملكت بعضاً من قيمتها كالرجل، وأصبحت مساوية له في الكثير من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وما ورد من فروق بينها وبين الرجل يرجع إلى الطبيعة البيولوجية للمرأة وللرجل كذلك، وتلك الطبيعة تجعل مطالب المرأة أكثر إلحاحاً في عصرنا هذا، كما يرجع إلى الشروط الموضوعية التي كانت في ذلك الوقت تفصل الرجل عن المرأة، وتجعل المجتمع ككل تحت رحمة الرجال. وقد أنصف القرآن الكريم النساء في قوله تعالى : (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) [ المجادلة: 58 /1] وهو إنصاف يزكي المساواة بين الجنسين في الإسلام .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولاأسود على أحمر إلا بالتقوى" يساوي بين الناس جميعاً بقطع النظر عن جنسيتهم أو لغتهم، أو لونهم ماداموا يتقون الله، وتقوى الله تعني في عمقها احترام كرامة الإنسان. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، و هي مسؤولة عن رعيتها" وهو قول يحدد مجال المسؤولية انطلاقاً من الشروط الموضوعية التي تحكم المجتمع ككل. وتحكم الرجل والمرأة معاً. هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن الحديث يقرر ما يفهم من قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) وبعض الأحاديث تعطي للمرأة الأفضلية على الرجل كما جاء في الحديث: " من أحق الناس بحسن صحابتي.
قال: أمك . قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال : أبوك ." وهذا الحديث يعكس الأهمية التي تحتلها المرأة في المجتمع، وأن سلامة المجتمع رهينة بدور المرأة في إعداد الأجيال الصاعدة، وهو ما يكسبها مكانتها التربوية.
وبذلك نصل إلى أن المرأة التي نريد هي المرأة المتحررة، الإنسان المتمتعة بكافة الحقوق المدافعة عنها، والمتمسكة بها الساعية إلى تمتع أفراد المجتمع بها، الرامية إلى حفظ كرامتها عبر حفظ كرامة المجتمع ككل، وهي بذلك تساهم في صياغة مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية الذي هو حلم كل إنسان. للمرأة فضل في العمران نشهده لولا تقدمها ما تمّ عمرانُ فإنما هي للأبناء مدرسة وإنما هي للآباء مِعوانُ وإن إصلاحها إصلاح مملكة وإن إفسادها موت وخسرانُ .
المصدر

ما العمل للنهوض بالمرأة العربية؟
المغرب - د.إدريس لكريني
يعتبر تقرير التنمية الإنسانية: نحو نهوض المرأة فى الوطن العربي، وهو لبنة جديدة أساسية تضاف إلى التقارير الثلاث التى سبقته والمرتبطة بـ: "خلق الفرص للأجيال القادمة، دعوة للحرية وللحكم الصالح فى العالم العربي، نحو إقامة مجتمع المعرفة" والتى أشرف على إعدادها مجموعة من الباحثين العرب بدعم من الأمم المتحدة، ويكتسى هذا التقرير الأخير أهمية كبرى بالنظر إلى معالجته لقضية حيوية تطرح العديد من الإشكالات الفكرية والسياسية فى المنطقة العربية.
وضمن هذا السياق؛ وجريا على عادته فى عقد لقاءات فكرية وعلمية لمناقشة التقارير السابقة ونشرها، نظم مركز الدراسات الدستورية والسياسية بمراكش ندوة علمية لمناقشة هذا التقرير؛ وتقييم جوانبه المفاهيمية والمنهجية والموضوعية والاستشرافية.. وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء من مختلف الأقطار العربية.
تقديم التقرير
افتتحت الجلسة العلمية الأولى بورقة تقديمية تتعلق بمحتوى التقرير؛ تم من خلالها تقريب المشاركين والحاضرين من مضمونه والوقوف على أهم محاوره.
إن متابعة سيرة التقارير تؤكد أن هذه الأخيرة جاءت كمحاولة للمساهمة فى مشروع فكرى بالمنطقة العربية، من خلال إثارة الحوار حول قضايا محورية فى "مشروع النهضة العربية".
والجدير بالذكر أن هناك تقاطعا وتكاملا وانسجاما بين التقارير الأربعة؛ ذلك أن مفهوم الحرية يشكل أساسا لهذه التقارير الأربعة مجتمعة.
ولعل ما يمنح هذه الأخيرة أهمية ومصداقية هو ذلك التنوع الشديد الذى يميز فريق التقرير؛ فزيادة على إلمامه؛ فهو متنوع من حيث السن والجنس وكذا من حيث الأقطار التى ينتمى إليها الباحثون..؛ أما طريقة العمل فتعتمد على البحوث والمسوح الميدانية والأوراق الخلفية للمواضيع ونتائج أبحاث ميدانية خاصة؛ كما أن بعض أعضاء الفريق يقدمون أوراقا حول الموضوع؛ مع وجود فريق مركزى متنوع يتولى صياغة المادة النهائية للتقرير.
ونظرا إلى أن غاية التقرير تركزت فى إثارة حوار جدى حول قضايا مهمة مرتبطة بالنهضة فى الأقطار العربية؛ فقد حاول فريق البحث أن يتصدى لمجموعة من المعيقات والصعوبات؛ كتلك المرتبطة ببعض القيود التى كان يفرضها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى -الذى تمثل فيه الدول بصفة رسمية- بحكم رعايته للتقرير؛ أو تلك المتعلقة بمحدودية النشر؛ وبخاصة مع انخراط مجموعة من المنظمات فى الترويج له بشكل فعال.
السياق العام لواقع المرأة العربية
أثيرت خلال الجلسة العلمية الثانية مجموعة من الانتقادات التى وجهت إلى منهجية التقرير، فقد لوحظ أن هذا الأخير اعتمد على مقارنة بين وحدات متفاوتة ومتباينة، مع وجود حالات من تعميم الأوضاع والنتائج بشكل تعسفى على الدول العربية دون استحضار خصوصية وتميز بعضها عن الآخر؛ مما أدى إلى السقوط فى منهج استنباطى تعميمي-مثلا ركز التقرير على الوضع الصحى المتدهور للمرأة؛ فى حين أن الرجل يتقاسم معها هذه المعاناة أيضا-.
فيما أشارت مداخلات أخرى إلى أن التقرير اعتمد فى خلاصاته على معلومات غير دقيقة وعلى معطيات إحصائية لا تعبر حقيقة عن الواقع.
تحدث التقرير عن مجموعة من الأنماط الاجتماعية التى تساهم فى تحديد وضعية المرأة فى الأقطار العربية؛ وركز فى هذا الشأن على ثلاثة عناصر اعتبرها أساسية ومؤثرة: "الموروث الدينى والثقافة الشعبية والفكر العربى والفنى والإنتاج الإعلام
حيث أشار إلى الآثار السلبية للموروث الثقافى والديني؛ ذلك أن العديد من الدول العربية لازالت تتحفظ على حقوق كثيرة للمرأة؛ مدرجة ضمن مجموعة من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، مما يكرس الميز.
وعلى الرغم من أن العديد من الأقطار "المنفتحة"؛ اختارت الاتجاه الحداثي؛ فقد ظلت ترتبط بمظاهر كثيرة من الموروث الثقافى والدينى التقليديين -فى تونس وفى المغرب حيث استمرار المحافظة رغم صدور مدونة الأسرة؛ والحال أكثر سيادة فى دول تقليدية خليجية عربية أخرى-.
وضمن مقاربة أخرى؛ لوحظ أن التقرير تناول مختلف الصور التى تعرضها الرواية العربية النسائية: صورة المرأة المستلبة الحقوق -غياب حقوق أمام الرجل- وصورة المرأة المناضلة -مقاومة فى فلسطين؛ العراق؛ لبنان..- وصورة المرأة المتمردة -صورة نمطية ماكرة، فاتنة..- ثم صورة المرأة المتعددة التى تؤدى جميع هذه الصور.
وقد أثير فى هذا الصدد أن التقرير لم يشر سوى للرواية؛ على الرغم من أهمية دور الأدب بمختلف ألوانه وأجناسه فى نشر ثقافة المساواة وحقوق الإنسان..
وقد أكد أحد المتدخلين على أنه وعلى الرغم من وجود مجموعة من المعطيات الواردة فى التقرير؛ التى لا تتواءم والتصورات الأمريكية -حماس منتخبة ديموقراطيا، العراق محتل..- ، إلا أن هناك نوعا من التواطؤ الذى يظهر عند عدم الكشف عن أسماء بعض الدول التى ينتقدها التقرير.
إن إصلاح قضايا المرأة لا يمكن أن يتم إلا فى إطار إصلاح مجتمعى شامل -فالمجتمع من جهته لا يسمح بتطوير مشاركة المرأة..-، ورغم الضغوطات والإكراهات التى تفرضها الحكومات فى هذا الشأن؛ فإن حراك المجتمع المدنى فى عدة دول عربية -مصر، ليبيا، اليمن..- يعد بالكثير من الانتظارات.
المرأة العربية من خلال حالات قطرية
أسهمت المرأة القروية بشكل ملحوظ إلى جانب المرأة الحضرية فى التاريخ الوطنى للمغرب؛ وإذا كانت مرحلة الاستعمار قد تميزت بخلخلة المجتمع؛ والانشغال بأولوية الاستقلال؛ بالشكل الذى أعاق تبلور قضية المرأة بشكل جلي؛ فإن مرحلة بناء الدولة من "1956 – 1962" اتسمت بالتوتر بين طرفين لكل منهما مشروعيته، النظام الملكى من جهة والحركة الوطنية وأحزابها من جهة ثانية، قبل أن يتبلور الوعى النسائى الجديد، وقد كان للتحولات الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان أثر كبير فى بلورة وتشكل الحركة النسائية بالمغرب.
يظل السؤال المرتبط بمدى توفق التقرير فى الأخذ بعين الاعتبار مجمل الاختلافات والخصوصيات بين مختلف الأقطار العربية التى تعرف تباينات عديدة مطروحا بحدة؛ ويبدو أن التقرير لم ينجح بشكل كبير فى إثارة هذه الفروقات بشكل صارم ودقيق، فقد تعامل مثلا مع مسألة التأثير الخارجى على الدول العربية فى شأن قضايا المرأة بتعميم مفرط؛ على الرغم من أن الأمر يختلف من قطر عربى لآخر.
أما نظام الحصص الذى اعتبره التقرير وسع من مشاركة المرأة فى المغرب؛ فلا نجد نصوصا قانونية تؤكده وتكرسه
ومن جانب آخر؛ تقتضى الموضوعية الاعتراف بمساهمة المرأة فى اقتصاديات الدول العربية؛ وفيما يخص تعامل التقرير مع واقع المرأة القروية فى هذا الشأن؛ فقد اعتمد على إحصائيات وبيانات تتسم بعدم الوضوح؛ فهو لا يشير بتدقيق إلى المرأة العاملة القروية ولا يعترف بمساهماتها الاقتصادية؛ حيث نجده يدمجها فى كلمة العالم القروي؛ كما أن القطاعات التى ركز عليها لا تعكس حقيقة القطاعات التى تشتغل فيها المرأة -مفهوم العمل فى علم الاجتماع هو كل ما تقوم به المرأة من أعمال منزلية وغيرها.. وليس كمفهوم العمل الرسمى الذى تتبناه الحكومات-؛ ولا يوضح أيضا معنى المجال الخاص -مما يطرح معه سؤال: هل عمل المرأة القروية يندرج فى إطار القطاع الخاص؟-.
وبالعودة إلى الحالة المغربية، أكدت إحدى المداخلات أن المرأة ظلت مهمشة باستمرار فى السياسات العامة للدولة، على الرغم من حضورها الفاعل فى الأحداث والتحولات التى شهدها المغرب.
ففى بحث ميدانى أنجز فى مناطق محيطة بمدينة مراكش؛ لوحظ وجود نسب ضعيفة لتمدرس الفتاة؛ كما تبين أن الفتيات فى هذه المناطق يتزوجن فى سن جد مبكرة ومعرفتهن بالأحزاب السياسية ضعيفة وهامشية؛ فيما تنظرن للمنتخب أو المرشح فى الانتخابات كممثل "للمخزن".
وفيما يخص واقع المرأة السورية؛ الذى لم يتناوله التقرير بالدراسة، وإسهاما منه فى إثراء النقاش؛ ذكر أحد المتدخلين أن المرأة السورية تخضع إلى قوانين صدرت فى الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم.
أما الحقوق المعترف بها لها؛ فهى حقوق شكلية ومع ذلك يتم انتهاكها فى الكثير من الأحيان؛ وبخاصة فى ظل حالة الطوارئ، التى امتدت لحوالى 40 عاما، وفرضت فيها قوانين وإجراءات ومحاكم استثنائية؛ مما أثر سلبا فى مسار الحركة النسائية وتواصلها مع النساء السوريات.
وعلى الرغم من أن تمثيلية المرأة فى مجلس الشعب السورى تصل إلى 12 بالمائة؛ مع وجودها كسفيرة فى السلك الدبلوماسي، وحضورها داخل الأحزاب السياسية، فإن مجال العمل النسائى يتركز فى الزراعة والخدمات؛ وهى إجمالا مجالات تقليدية ومتخلفة.
وضمن مداخلة أخرى ترتبط بالحراك الاجتماعى والمهنى للمرأة فى الجزائر؛ وتستهدف الوقوف على مدى تكافؤ الفرص فى الجزائر، تم التأكيد على أن المعطيات الإحصائية تبرز ركوضا فى وضعها المهنى مقارنة مع الرجل الذى يبدو أكثر حراكا منها؛ وهو ما يترجم التهميش الحاصل للمرأة العاملة.
وإذا كان الحراك المهنى للمرأة يظل مرتبطا سلبا أو إيجابا بمنطق الفقر والغنى، فإن المنظومة التربوية هى التى تؤثر فى حراكها الاجتماعي.
ما العمل للنهوض بالمرأة العربية؟
أبرزت دراسة قام بها أحد المتدخلين توصل بموجبها – وعلى عكس نتائج بعض الدراسات السابقة التى أجريت فى هذا الشأن –أن المرأة التى تعيش فى المناطق "البورية" الجبلية هى التى تعيش أوضاعا اجتماعية صعبة وقاسية.
وهو بذلك يسلط الضوء على الفئة الاجتماعية – الفلاحية - التى ينبغى أن ينصب عليها الاهتمام والاستفادة بالتالى من جهود التنمية.
وعلاقة بتمكين المرأة فى المغرب؛ وضمن برنامج قبلى وآخر بعدى أجرى بهدف الوصول إلى مدى استيعاب النساء الأميات للمدونة، تمكن أحد الباحثين المتدخلين من رصد صورة لعالم هؤلاء النساء الأميات سمته السكن الهامشي؛ وغياب الخدمات الاجتماعية والصحية، وارتباطهن بأزواج يشتغلون فى مهن بسيطة ومتواضعة..
يظل الرجل كما المرأة غير منصفان -بفتح الصاد- فى المنطقة العربية، على الرغم من أن السياق السياسى والقانونى يكرس التمايز بينهما استنادا إلى اعتبارات دينية وثقافية.. -مع استحضار الاختلاف بحسب الأقطار العربية-.
إن الحركة النسائية العربية التى قدمت الكثير للمرأة واستفادت من التطورات الدولية الحاصلة فى هذا الإطار؛ لا تزال بحاجة ملحة إلى بذل مجهودات جبارة أخرى؛ على طريق تحقيق المساواة -المطالبة بتطبيق بنود الاتفاقيات الدولية المرتبطة بهذا الشأن-؛ وبخاصة وأن الوضع العربى كارثى ويتطلب التدخل الفعال فى هذا الصدد.
والحقيقة أن اتخاذ تدابير حقيقية وفعالة على طريق تمكين المرأة فى الأقطار العربية هو مدخل مهم لمعالجة إشكالات ومعضلات سياسية واجتماعية واقتصادية.. كب
المصدر

مسكينة المرأة


سلوى الملا
تعاسة المرأة الرجل وسعادتها الرجل!!! كلمة جميلة وحانية وصادقة من قلب الرجل زوجا أبا.. اخا.. خطيبا.. لكفيلة بأن ترفع المرأة لهام السحاب وكفيلة بتقوية جهاز المناعة لديها والاهم يضفي عليها جمالا وسحرا وجاذبية وبريقا يبدو واضحا لكل من يلتقي بعينيها.. طبعا كلمة الحب والمشاعر والمعاملة الطيبة الراقية من قلب الزوج مفتاح يفتح الابواب المغلقة ويسعد الزوجة لتعطي وتضحي مقابل القليل الكثير الكثير من حياتها وعمرها.
وكما ان سعادتها رجل.. فان تعاستها هذا الزوج!! سبب تعاستها وحزنها ونكدها وضيقها وعدم الاقبال على الحياة وعدم الاهتمام بجمالها وبحياتها!! احداهن تهتم اهتماما مبالغا بنفسها.. من رياضة ومن حمية غذائية ومن الاعتناء بكل صغيرة وكبيرة في شؤونها الحياتية.. تهرول من مكان لآخر ومن صالون لصالون ومن فندق لآخر في الاعتناء بتاج جمالها رأسها وشعرها الى الاعتناء بقدمها!!
تجدها في دنيا وزينتها وغفلة عن دينها وعن حجابها! واذا سألتها: أين حجابك لماذا لا تلبسين غطاء الرأس؟لماذا تجلسين وتحضرين غداء العمل والحفلات المشتركة لزوجك وأنت في كامل تبرجك؟ تجيب: بأن هذه رغبة زوجها وهو من يريدها كذلك!!!
تذكر لي احدى المقربات من الأخت.. بأن زوجها في فترة الخطبة كان يغار عليها ويمنعها من اظهار مفاتنها ويمنعها من فتح الباب ويمنعها من الوجود في الأماكن المختلطة.. في الخطبة الغيرة هي الشعار!!!
ومع الأيام والسنوات وانجاب الأطفال زالت الغيرة وهجرت قلب الزوج.. هجرا.. وهو من يطالبها الزينة والتبرج.. وهو من يأخذها الى أكبر المحلات التجارية والماركات العالمية ليشتري لها أغلى الماركات والملابس لترتديها وليتباهى بها أمام المدعوين من أصدقائه ورجال الأعمال!!
كثير ما يذكرها المقربون بأن ما يفعله زوجها لا غيرة فيه ولا يحمل من معنى الرجولة معنى ولا حرفا.. وما يطلق عليه.. الديوث.. من ماتت الغيرة من قلبه ومن لا يشم رائحة الجنة مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء).
تأتيك الاجابة الغريبة.. الأليمة... بأن زوجها يريدها ان تظهر كذلك مع تقدمها بالسن لينظر اليها الآخرون.. ويرغبون بها.. ورغبة الآخرين بها... يثبت ويعطي زوجها اقتناعا انها لا تزال امرأة مرغوبة في عينه.. لان الآخرين ينظرون اليها.. رغم تقدمها بالسن!!!؟؟
منطق غريب..عجيب..مريض!!
هذا الزوج.. كثيرا ما يشاهد في الأماكن العامة يتلصص النظرات ويبعث بنظرة قريبة وبعيدة هنا وهناك!! ولا يلتفت لمن ارتدت الحجاب والعباءة!! يظن ان السافرة والمتبرجة من الجنسيات العربية.. هن رمز الجمال والأنوثة!! وزوجته.. التي قتلت نفسها اهتماما.. تنتظر التفات زوجها اليها متى نظر الرجال اليها ورغبوا بها!! والله مسكينة ويرثى لحالها..لأنها سيأتي يوم ما ولن يلتفت الناس اليها ويتبعه عدم التفات زوجها كذلك!! ما لم تلتفت هي لذاتها ولعقلها ولدينها ولثقتها بنفسها أولا.. ما لم تقف أمام هذا الزوج وتوقظه من غفلته ومن سيطرة الشيطان برأسه وفكره ومشاعره.. وحياته ومن منطقه المريض!!
مسكينة المرأة تسعى بكل الطرق لارضاء زوجها ورغباته.. لا انسى بكاء وصوت تلك الزوجة التي اتصلت بأحد البرامج تبكي ألما وحسرة وندما لجمالها وملامحها التي تغيرت وذهبت عنها أدراج الرياح.. لدرجة أنكرها أولادها.. وكل ذلك موافقة للزوج والسفر معه لاجراء عمليات تجميلة لتكون شبيهة للفنانة فلانة والمطربة.. علانه..!! لتزداد بشاعة ولا تعجبه النتيجة وشكلها رغم انه السبب لما وصلت اليه..
وغيرهن كثير.. ممن فقدن ثقتهن بأنفسهن.. ممن جعلوا الدنيا وزينتها أولا وأخيرا ممن ركزوا على القشور ونسوا تنمية وتربية الروح ومحاولة تجميله وتنقيته والرقي به وتثقيفه.. ممن ظنن أن السعي ليلا ونهارا والهرولة للصالونات ولعمليات التجميل لكفيلة بابقاء الزوج لديها وسبيلا وكفيلا لمنع الزوج من الزواج بأخرى أو النظر لأخريات!!
آخر جرة قلم
ينسى الزوج ان السكينة والمودة والرحمة أساس الزواج
ينسى الزوج أن الزوجة تحمل وتلد وتربي وتتحمل الكثير وكل ذلك له تأثير على نفسيتها وشكلها.
ينسى الزوج أنه هو كذلك يكبر بالعمر.. وتتغير ملامحه ويزداد وزنه.. ويسيء خلقه احيانا..
ينسى الرجل أن سعادة المرأة وهدوءها واستقرارها قائم على سعادة مشاعرها وعلى خلقة وتعامله وغيرته واحترامه لها مهما وصلت لعمر وشكل. ينسى الرجال خلق الرسول صلى الله عليه وسلم وتعامله الراقي والسامي مع المرأة.. زوجة وابنة.. وسائلة وجارة.. وقريبة له ولزوجاته..
ينسى الرجل الكثير الكثير ولا عزاء للنساء بعالم ذكوري عدمت فيه معنى الرجولة الحقة!
المصدر

المرأة.. الإنسان لا القضية!! 2


بقلم: وداد العزاوي
إلي كل من راسلني المع والضد، من مراسلاتكم تحيا وتمتد الفكرة..!! في المجتمعات كلها..كلنا إنسان يعيش في مجتمعه بمختلف تكتلاته، وكل له دور في الحياة، لنبدأ خطواتنا الأولي إنه تلميذ طالب علم، تخدمه الدولة، لأجله تقيم المدارس، بكل متطلباتها من فصول ومتطلبات توضيحية، جلوس، تأسيسات مكتبية، كوادر تعليمية، تتأسس تحت متطلبات طلابية، حراك اجتماعي متكامل، تقدم الدولة، وتدخل أصحاب رؤوس الأموال، من أبسطهم، في دور الكتب والقرطاسية، حتي البناء ومرفقاته، وآخرها الهيئة العملية والتعليمية، كلها أفراد توظفت لخدمة الطالب، كما ان الجميع أفاد واستفاد.
هنا سؤال أطرحه، هل وضعنا جنسا لعملية هذا البناء، إنها مؤسسة تعليمية استفاد الجميع، وحين البناء العام وتوزيعه بمجموعه، لم يذكر الجنس إطلاقا، إنه بناء ليخرج جيل يبني ذاته لتقوم الأمة، لم تدخل ذكورة أو أنوثه مؤسسات تعليمية، تخرج بمجموعها، أفراد يتطلب منها واجبات، هكذا هو التأسيس الحياتي بعمومه، يؤدي خدمات للمجتمع الذي نحن فيه، وكل له رسالة، يضعها من خلال منطق وتفكير وتفاعل، وردود فعل بإنتاجية عمل وتخطيط، وحتي هذه النقطة لم نجد ذكورة أو أنوثة لباب منها، الطب، المحاماة، الطيران التدريس، التمريض، النظافة، السياقة، الوزارة، الإدارة، التجارة، الجيش، الفنون بأنواعها، أدبا وحرفا، ومهنا، كلها لا توضع تحت مقاييس نوعية جنس، إنها ممارسات فاعلة في المجتمع، بلا تمييز وجوده في المجتمعات متكامل، وحتي الدين، أطلبوا العلم ولو في الصين، إنه المجموع، و شاركت نساء الحروب، التداوي الشعر، الكلمة، الفصاحة، الخطابة التجارة.
لاجنس لنوع من المهن، ذكرت في عمودي السابق منيرة الدوسري أول عربية قطرية تقود طائرة هليكوبتر، واليوم نضيف أملا آخر بين آمال هذه الأمة، الدكتورة سمية حسن ناصر الراشد، العقيد ركن، استشاري أمراض باطنية والغدد الصماء، رئيس أقسام الباطنية في الخدمات الطبية في القوات المسلحة القطرية، تدرجت منذ عام 1987 من رتبة ملازم ثان، إلي ملازم أول، رتبة نقيب، رائد، و مقدم، حتي حصلت علي رتبة عقيد متزوجة وأم لثلاثة أطفال..!!
المرأة.. إنها الإنسان.. لماذا نسمح لبدع تشل حركتنا الاجتماعية..!!ولنساهم نحن بما تقوم به دولة قطر، كما في دول العالم، لإزالة العوائق الذهنية من الأفراد، ليتسني للفرد شغل مساحة مطلوبة، حتي تتم ليس عملية بناء عمل فقط، وإنما بناء اجتماعي متكامل، ليخرج جيلا قادرا، يعرف أين يضع قدميه، ويعرف كيف يحترم نفسه، حتي يحترمه الآخرون، ليكون السد، لكل داخلة تريد الضرر والتفريق، إنها وحدة الأمة، حذاري التمييز الذي يمزق الأمة..!!
يستشيطني ألم عراقي الحبيب مهد الحضارات، أشعلته نار الفتنة والتفريق تريد به تمزيقا..!!



المصدر

المرأة المسترجلة


بقلم / خليل الحشاش
المرأة هذا المخلوق الملائكي الممتليء بالمحبة والرأفة والحنان.. ما الذي غيرها؟ ومن الذي شوه صورتها البراقة والجميلة في عقولنا وعيوننا وقلوبنا؟
إنها ببساطة المرأة المسترجلة.. وأنا هنا لا أقصد المرأة التي تتشبه بالرجال من حيث اللبس والشكل.. بل أقصد امرأة مسترجلة من نوع آخر، وهي المرأة التي تتخذ من جمالها وعذوبتها ورقتها وسيلة للصعود والوصول إلي أحلامها وغاياتها المريضة.. هي تلك المرأة التي تتفاخر باستفزاز الرجال ومقارعتهم في مجالات عدة منها الملاكمة والكراتيه ورفع الأثقال والمصارعة.. بل وامتدت مقارعتها لهم الي أسلوب الكتابة المستفز..
إذن أنا أتكلم عن امرأة من نوع آخر وطبعاً أنا هنا لا أعمم بل أخص بعض النساء بكلمة مسترجلة .. مثل أولئك النساء اللواتي يتحدثن في أمور شاذة وغريبة وعبطية أيضاً ليلفتن الأنظار إليهن.. بل ويتبجحن بالحرية والديمقراطية وحقهن في قول أي شيء وطرح أي شيء.. فالمرأة التي تطرح مواضيع تستفز الرجل لتشعره بالإهانة والإحباط هي امرأة إما غبية لا تعرف ما تقول وإما امرأة لديها عقدة نفسية في داخلها تسمي عقدة النقص !.
فإذا كانت المرأة غبية وتقول ما لا تفهمه لمجرد لفت الأنظار فهذه مصيبة. أما إذا كانت تبني قولها علي عقدة النقص لديه وهي الشعور بأن الرجل سبب كل جراحها وآلامها ومآسيها.. فالمصيبة هنا أكبر!.
ففي الحالة الثانية فإن هذه المرأة تعي وتفهم ما تقول وما ترمي إليه.. لأنها تريد استفزاز رجولة الرجل ومعاقبته علي ما سببه لها من أحزان وجراح لا تندمل.. فهي تتخذ من قصة رجل واحد سبباً للانتقام بل والاستهزاء بكل الرجال.. لأن عقدتها النفسية تجعلها تري كل الرجال في صورة رجل واحد.. لذلك تصبح امرأة مسترجلة تريد معاقبة كل الرجال بذنب رجل ربما هجرها أو أساء إليها بإرادتها هي..
ولكن هذه المرأة المسترجلة رغم ما تشعر به من قوة ونفوذ إلا انني أري انها لا تستفز الرجال بكلامها إلا لأنها علي يقين بأنها ستدفع الكثير من الرجال إلي الكتابة والرد عليها لترضي غرورها، ولكن أنا هنا اتكلم عن نفسية هذه المرأة التي أثبتت بما ترمي إليه أنها ما زالت تعشق الرجل حد الثمالة ولكن ليس الرجل الذي يخضع لها.. بل الرجل الذي يروضها ويزرع في قلبها الخوف من مجرد نظرة منه إليها.. الرجل الشرقي الحقيقي وليس الرجل المودرن.
بصراحة هذه المرأة استمدت قوتها وأصبحت مسترجلة لأنها لم تجد رجلاً واحداً ممن قابلتهم أو عرفتهم يرضي غرورها ويعوضها عن النقص الذي تشعر به داخلها.. أعتقد أنها تشعر بأن الجرح والألم والإنكسار جعلت منها امرأة قوية ذات نفوذ وسيطرة.. وأن كل الرجال من حولها ضعفاء أمامها.. وأنهم جميعاً يتمنون رضاها بل وتلبية طلباتها وكأنها أوامر واجبة التنفيذ.. لذلك شعرت بأنها أقوي منهم لأنها لم تجد من يقول لها: لا.. ويرد لها الصاع صاعين.
أدعو الله أن يبعد عنا شر المرأة المسترجلة التي تجعل من جمالها ورقتها وحشاً للانتقام والتمرد والغرور
المصدر

المرأة وعلاقات العمل


د.سامية عبد المجيد الأغبري
تحدثت في موضوعات سابقة عن علاقات العمل بصفة عامة بين زملاء المهنة الواحدة أو المهن المتشابهة وما وصلت إليه علاقات الزمالة من تردٍّ مهني، وقيمي وأخلاقي.
وفي هذه المقالة سأتناول قضية غاية في الأهمية ألا وهي علاقة الزمالة بين الرجل والمرأة في مجالات العمل المختلفة سواء الحكومي أو الخاص. ولعل ما جعلني أتطرق لهذه القضية الحساسة هو اعتبار البعض ما يسمونه اختلاطا بين المرأة والرجل في مجال العمل أمرا غير مرغوب فيه، ويؤدي بالضرورة إلى تفشي الفاحشة، ونشوء العلاقات المحرمة شرعا.
وتعد النظرة القاصرة من قبل بعض الرجال للمرأة كإنسان غير كامل الأهلية هي السبب الرئيسي في اختلاط المفاهيم ما بين علاقة الزمالة، وعلاقة الصداقة، وعلاقة الحب...، وهذا الخلط وسوء الفهم يؤدي بدوره إلى نشوء علاقات مرضية بين الزميل وزميلته في العمل.
ولا يقتصر سوء الفهم لعلاقات الزمالة في العمل على الرجال فحسب بل إن كثيراً من النساء وخاصة اللواتي لم يتعودن التعامل مع الرجال لا يفرقن بين علاقة الزمالة مع الرجل وأي علاقة أخرى قد تنشأ بينهما. وتبعا لذلك لا يضعن حدودا لعلاقتهن بزملائهن في مجال العمل.
فقد تتمادى بعض النساء العاملات في علاقاتهن بزملائهن فيكسرن الحواجز التقليدية باسم التحرر من القيم البالية والعتيقة، وما يسمينه بالتحضر وهو بعيد كل البعد عن السلوك الحضاري. فمثلا هناك نساء عاملات يتجاوزن الواقع بمراحل حيث يتعاملن مع زملائهن كما يتعاملن مع زميلاتهن تماما. فيمزحن مع زملائهن مزاحا قد يخرج في كثير من الأحيان عن الذوق العام، والحياء، فيتفوهن بكلام غير لائق أخلاقيا.
علاوة على مبالغة البعض منهن في الزينة. والشكل الخارجي وكأنها ستذهب لسهرة أو عرس، وتحاول بعض العاملات إغراء زملائهن في العمل بكل وسائل الإغراء المتاحة سواء بالحركات، أو الصوت المائع، أو اللباس المثير وما شابه ذلك.
وتركز بعض النساء المتخصصات في الإغراء على زملائهن الذين يتبوأون مناصب قيادية مرموقة بهدف الحصول على امتيازات وظيفية كالترقيات، والعلاوات، والمكافآت، والسفريات وغيرها.
وغالباً ما تكون تلك النسوة المتخصصات بالإغراء غير مؤهلات في مجال عملهن، وخبرتهن وكفاءتهن المهنية محدودة وأحيانا شبه منعدمة. والمفارقة العجيبة أن تجد تلك النسوة دعماً وتشجيعاً منقطع النظير من بعض زملائهن القياديين مما قد يدفع ببعض النساء العاملات الأخريات اللواتي يهضمن في حقوقهن المهنية ليس لعدم ضعف التأهيل أو الخبرة والكفاءة وإنما لأنهن نساء محترمات أنفسهن ويتعاملن مع زملائهن بأسلوب حضاري، وأخلاقي راق إلى خندق المواجهة، والدخول في صراع مرير معهم، مما قد يؤدي إلى فصلهن من عملهن أو استبعادهن وتهميشهن أكثر.
وهكذا تتشوه علاقات الزمالة بين الزملاء والزميلات في المهنة الواحدة أو المهن المتقاربة وتتحول تلقائيا لعلاقات مرضية، وغير محترمة في الغالب. فتواجه النساء المحترمات، اللواتي يرغبن في إقامة علاقات زمالة مهنية طيبة مع زملائهن حربا ظاهرة، وخفية.
فيلاحظ مثلا أن أغلب الرجال لا يود في قرارة نفسه أن تكون زميلته في العمل في نفس مستواه المهني والعلمي أما إذا كانت متفوقة عليه في المجال المهني، والعلمي فالمصيبة أعظم. ويجند بعض الرجال أنفسهم ليس لمحاولة تطوير قدراتهم المهنية والعلمية للمنافسة الشريفة والمرغوبة مع زميلاتهم ولكن لمحاولة تشويه سمعة زميلته أو التقليل من قدراتها، أو كسر شوكتها باسم الحب، فإذا لم تلن اتهمها بالتعالي والغرور.
ولعل السبب في عدم قبول معظم الرجال للعلاقة الندية بينه وبين زميلته المرأة في مجال العمل الواحد أو العمل المتشابه يرجع إلى عدم قدرته على الفصل بين تعامله مع زوجته، وابنته وأخته وأي امرأة تحت سلطته الشخصية ومسئوليته العائلية وبين زميلته في العمل التي من المفترض أن لا تخضع لسلطته إلا في حدود مسئوليته المهنية.
فبالنسبة للرجل المرأة هي المرأة ينبغي أن تخضع للرجل، وتدور في فلكه، وتتلقى التعليمات والأوامر من سيادته حتى وإن كانت في مستواه المهني والعلمي أو أعلى منه.
أعزائي القراء، سأتناول في المقالة التالية الآثار الناجمة عن علاقات الزمالة غير السوية في الغالب بين المرأة والرجل في مجتمعنا، وكيفية إزالة التشوهات والانحرافات السلوكية التي أصابت علاقة الزمالة بين الجنسين، وذلك بهدف السعي لخلق علاقات زمالة حقيقية ومحترمة بين المرأة والرجل، والاستفادة من موروثنا الحضاري، وديننا الإسلامي الحنيف الذي يعلي من شأن العلاقات الإنسانية بين البشر بصفة عامة وبين المرأة والرجل بصفة خاصة.
وأي ملاحظات أو تعليقات أو آراء ستصلني بهذا الشأن سأوليها أهمية خاصة حيث سيتم طرحها ومناقشتها معكم قرائي الأعزا



المصدر

المعلقات


منى شداد المالكي
معلقات عصرنا الحالي تختلف كثيرا عن معلقات كتبت بماء الذهب وعلقت على أستار الكعبة تعظيما لها لما خط فيها من شعر راق ومعان جميلة توارثتها أجيال بعد أجيال كإرث عظيم ومجد تليد، معلقات عصرنا اليوم يا سادة يا كرام هن مجموعة من النساء وضعهن القدر في قبضة رجال قساة لم يراعوا الأمانة فيهن ولم يتمثلوا قوله تعالى (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وكأن الحياة الزوجية مجرد أوامر تملى وتعليمات تنفذ، فإذا حدث تهاون فيها فالويل والثبور وعظائم الأمور، ونسوا أن الزواج إنما هو سكينة ورحمة ومودة.
فالمعلقة هنا هي الحلقة الأضعف في الحقوق الزوجية فلاهي بالمتزوجة تعرف ما لها وما عليها وليست بالمطلقة فتطالب بحقوقها المشروعة والتي أشك كثيرا في حصولها عليها! وإنما هي في وضع عائم لا تعرف معه حلاً ولا تدري كيف الخروج منه.
وقد تلقيت في الفترة الأخيرة رسائل كثيرة من مجموعة من النساء يشتكين شكوى مرة من وضع تعليقهن هكذا فليس هناك نظام خاص لمثل هذه الحالات مما أضاع عليهن فرصاً وظيفية وتعليمية ومنح ابتعاث لأن لدينا شرطاً خاصاً مدموغاً بصناعة سعودية بامتياز وهو شرط (موافقة ولي الأمر) فكيف بالله يوافق رجل لامرأة خرجت عن سطوته وطالبته بالانفصال فالمتعارف عليه أنه هو الذي يتزوج، ويقرر إن أراد الطلاق، أو التعدد بدون إخبارها وما عليها سوى التسليم والرضا وإلا فسوف تكون معلقة إلى وقت لا يعلم مداه إلا الله تعالى. فإذا اضطرت المرأة ولجأت للقضاء فعليها الانتظار لجلسات تطول وتمتد حتى يكون هو في مزاج رائق ليناقش ويعرض مطالبه المادية ويفرض شروطه التعجيزية لعل وعسى تحصل منه على صك حريتها لتبدأ حياة جديدة مدموغة بلقب مطلقة!
فالتسويف في مثل هذه الأمور يضيع على المرأة حقوق كثيرة وفرصاً عديدة مع أن الشارع الحكيم نهى عن ذلك في قوله الكريم (ولا تذروها كالمعلقة) وهذه الآية تحمل أمراً صريحاً ونهياً واضحاً عن وضع مهين تعيشه المرأة لا يحس ولا يشعر بها أحد غيرها.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما جاءت امرأة إليه تطلب انفصالها عن زوجها لم يسوف أو يطالب بتبرير لهذا الانفصال فأنفذ طلبها على الفور وما ابتعادنا عن هذا النهج الرباني إلا نتيجة حتمية لمعاناتنا في أمور لا تحتاج إلى كل هذا التسويف الذي عانينا منه الكثير ومازلنا نعاني للأ



المصدر