Saturday 31 May 2008

المرأة المسترجلة


بقلم / خليل الحشاش
المرأة هذا المخلوق الملائكي الممتليء بالمحبة والرأفة والحنان.. ما الذي غيرها؟ ومن الذي شوه صورتها البراقة والجميلة في عقولنا وعيوننا وقلوبنا؟
إنها ببساطة المرأة المسترجلة.. وأنا هنا لا أقصد المرأة التي تتشبه بالرجال من حيث اللبس والشكل.. بل أقصد امرأة مسترجلة من نوع آخر، وهي المرأة التي تتخذ من جمالها وعذوبتها ورقتها وسيلة للصعود والوصول إلي أحلامها وغاياتها المريضة.. هي تلك المرأة التي تتفاخر باستفزاز الرجال ومقارعتهم في مجالات عدة منها الملاكمة والكراتيه ورفع الأثقال والمصارعة.. بل وامتدت مقارعتها لهم الي أسلوب الكتابة المستفز..
إذن أنا أتكلم عن امرأة من نوع آخر وطبعاً أنا هنا لا أعمم بل أخص بعض النساء بكلمة مسترجلة .. مثل أولئك النساء اللواتي يتحدثن في أمور شاذة وغريبة وعبطية أيضاً ليلفتن الأنظار إليهن.. بل ويتبجحن بالحرية والديمقراطية وحقهن في قول أي شيء وطرح أي شيء.. فالمرأة التي تطرح مواضيع تستفز الرجل لتشعره بالإهانة والإحباط هي امرأة إما غبية لا تعرف ما تقول وإما امرأة لديها عقدة نفسية في داخلها تسمي عقدة النقص !.
فإذا كانت المرأة غبية وتقول ما لا تفهمه لمجرد لفت الأنظار فهذه مصيبة. أما إذا كانت تبني قولها علي عقدة النقص لديه وهي الشعور بأن الرجل سبب كل جراحها وآلامها ومآسيها.. فالمصيبة هنا أكبر!.
ففي الحالة الثانية فإن هذه المرأة تعي وتفهم ما تقول وما ترمي إليه.. لأنها تريد استفزاز رجولة الرجل ومعاقبته علي ما سببه لها من أحزان وجراح لا تندمل.. فهي تتخذ من قصة رجل واحد سبباً للانتقام بل والاستهزاء بكل الرجال.. لأن عقدتها النفسية تجعلها تري كل الرجال في صورة رجل واحد.. لذلك تصبح امرأة مسترجلة تريد معاقبة كل الرجال بذنب رجل ربما هجرها أو أساء إليها بإرادتها هي..
ولكن هذه المرأة المسترجلة رغم ما تشعر به من قوة ونفوذ إلا انني أري انها لا تستفز الرجال بكلامها إلا لأنها علي يقين بأنها ستدفع الكثير من الرجال إلي الكتابة والرد عليها لترضي غرورها، ولكن أنا هنا اتكلم عن نفسية هذه المرأة التي أثبتت بما ترمي إليه أنها ما زالت تعشق الرجل حد الثمالة ولكن ليس الرجل الذي يخضع لها.. بل الرجل الذي يروضها ويزرع في قلبها الخوف من مجرد نظرة منه إليها.. الرجل الشرقي الحقيقي وليس الرجل المودرن.
بصراحة هذه المرأة استمدت قوتها وأصبحت مسترجلة لأنها لم تجد رجلاً واحداً ممن قابلتهم أو عرفتهم يرضي غرورها ويعوضها عن النقص الذي تشعر به داخلها.. أعتقد أنها تشعر بأن الجرح والألم والإنكسار جعلت منها امرأة قوية ذات نفوذ وسيطرة.. وأن كل الرجال من حولها ضعفاء أمامها.. وأنهم جميعاً يتمنون رضاها بل وتلبية طلباتها وكأنها أوامر واجبة التنفيذ.. لذلك شعرت بأنها أقوي منهم لأنها لم تجد من يقول لها: لا.. ويرد لها الصاع صاعين.
أدعو الله أن يبعد عنا شر المرأة المسترجلة التي تجعل من جمالها ورقتها وحشاً للانتقام والتمرد والغرور
المصدر

No comments: