Friday 23 May 2008

رئيس وزراء الاردن القادم سيد

د.عبدالفتاح طوقان [2007-11-19]
ايام قليلة تفصلنا عن تكليف اسم جديد لتولي منصب رئيس الحكومة الاردنية ، و لن اتفاجيء ابدا اذا ما تم اختيار عنصر نسائي لهذا المنصب في ظل التوجه الدولي لاعطاء المرأة مكانتها و حريتها و حقوقها في الشرق الاوسط ، بل ان التوقعات تشير الى مفاجأة تعطي المرأة حق ادارة شؤون الحكومة لتثبت من جديد جدارتها و تفوقها فيما فشل فيه بعض من رؤساء سبقوها الى هذا المنصب .

بل انني ادعو ان تتولى سيدة هذا المنصب بعد سنوات من الكفاح و النضال النسائي لاجل الحصول على حقوق متساوية حيث قطعت الاردنيات شوطا كبيرا و تبؤان مناصب قيادية و هامة في المجالات كافة من قيادة الطائرات الى القضاء الى الشرطة النسائية و الطبيبات و علماء المختبرات الجينية والموظفات في البنك الدولي و الامم المتحدة ووصلن الى مناصب وزراية لوزارات هامة و ان كانت غير سيادية مثل الخارجية و الداخلية و المالية . و في كل منصب كان هنالك نجاح بعيد عن الصراعات و مبني على القدرة العلمية و الاقتصادية و السياسية بهدؤ و اتزان و معرفة بعمس ما كان يحدث من حالات تدهور و اقصاء و تنافس غير شريف و ان كان محدود و لكنه كان ملاحظ على مستوى اجهزة الدولة

و حتى لا يقال ان الدعوة للمرأة فقط من باب المجاملة للمرأة و ديكورا للمسرح السياسي الداخلي ، في ظل عدم التمديد للرئيس الحالي و الرغبة في الابتعاد عن رؤساء سابقين ، لا بد ان نعود الى ساحة الحياة الاردنية حيث اسست المرأة و منذ الاربعنيات الاتحاد النسائي الاردني و جمعية الهلال الاحمر الاردني و كانت الرائدات في هذا العمل هن ام درويش الشركس ( و لقبت بأم الجيش لرعايتها و اهتماما بنساء الضباط و احوال المجندين من المناطق النائية) ، يسرى طوقان ( و لقبت بالماريشال لان جلوب باشا اعطاها عصاته تقديرا لمجهودها في المستشفيات الميدانية العسكرية ) الى جانب لولو هاشم و ام وليد السكر وام هاني خليفة
(هاني هو السفير الحالي في وزارة الخارجية ) وحرم صدقي القاسم ( والدة رئيس الديوان الملكي الاسبق مروان القاسم وحماة وزير الدفاع الاردني الاسبق علي الحياري) وام الوفا الدجاني ( والدة رجل الاعمال حموده الدجاني ) و رسمية ابو العافية شقيقة وزير المعارف درويش بك ابو العافية و غيرهن ، و كلهن عملن تحت توجيهات و رعاية جلالة الملكة زين ( الملقبة بالملكة الام ) ، رحمهن الله جميعا

كان ذلك في عصر بداية الدولة الاردنية ، و لعل اهمية التحرر و حقوق المرأة و العمل السياسي و الاجتماعي كان هو الهدف لاجل بناء دولة عصرية بمفاهيم ذلك العصر ، و كانت لقائتهم مع الرئيس المصري محمد نجيب و اجتماعاتهم مع هدى شعرواي في القاهرة و مشاركتهن في المؤتمرات الدولية في بريطانيا و تركيا تسير جنبا الى جنب مع حركة تحرير و حقوق المرأة و التى ناضلت لاجلها السيدة المصرية هدى شعراوي هي بداية طريق شاق و طويل ، و للاسف لم يهتم احد باطلاق اسماء هؤلاء النسوة على شوارع العاصمة التى تغص باسماء بعضها لا قيمة لها في حياة و تاريخ الاردن و انما ادرجت ضمن التنظيم .

اليوم و نحن في القرن الواحد و العشرين و في ظل قيادة هاشمية تحدّث البلاد و تهدف الى عصرنة الدولة الاردنية و نقلها الى مصاف الدول ذات الحقوق التى نص عليها الدستور الموضوع في عهد المغفور له الملك طلال في الخمسينيات، فان الجميع سواء و لا فرق بين رجل و سيدة ، يستدعي من مستشاري جلالة الملك عبد الله الثاني ملك البلاد المفدى ان يضعوا تصورا امام جلالته باسماء سيدات قادرات على ادارة الحكومة الاردنية ، و بالمناسبة هن كثر و لديهن اعلى الدرجات العلمية و الخبرات الدولية ، فلدينا سفيرات ووزيرات و رؤساء مجالس ادارة شركات و سيدات من القطاع الخاص و قضاة و من الاجهزة الامنية و غيرهن كثر ، كل واحدة فيهن تمثل نموذجا سياسيا و اقتصاديا واعدا اذا ما اعطين الفرصة لتولى زام الادارة الرشيدة لحكومة فاعلة

الاردن لديه عقلية منفتحة على العالم ، متطورة و تراعى حقوق المرأة التى وصلت الى ما عليه اليوم بفضل الرائدات الاردنيات و التى اغفل التاريخ السياسي حقهن في التكريم .

ان فرص تكليف امرأة برئاسة الحكومة و ان كانت مطلب فهي ليست ببعيدة عن الجو العام للوزارة القادمة خصوصا وان المملكة الاردنية الهاشمية كانت دوما السباقة الى الرؤى و المفاهيم العصرية .

aftoukan@hotmail.com


المصدر

No comments: