رحلتي صعبة

رحلتي صعبة

'' سألت نفسي وسألت الناس: عادي الرجل يضرب زوجته؟ عادي يكون وجهي مليء بالكدمات؟ عادي البهدلة التي أعيشها؟ . كنت منغلقة على نفسي لا أرى أحدا ودون عمل يدعمني، نعيش كالشحاذين أنا وأبناء كانوا على شفير الضياع.. احدهم انحرف فعلاً ودخل السجن. وجهي لم يخل من الأصباغ التي طبعتها اليد الآثمة لزوج عنيف لا يعرف أن الله حق، لكنني احتملت تحاشياً للفضائح وحتى لا نجوع أنا وأبنائي.. واقعي كان أليماً، ولم يكن أمامي لأنعش نفسي إلا أن أخرج للعمل.. تمردت على زوجي الذي اعتبر عملي قوة لا أستحقها فآذاني وطلقني.. تمردت على اخوتي الذكور الذين رفضوا خروجي للعمل فخسرت أهلي.. تمردت على محيطي الذي اتهمني بشرفي بسبب الحاجة وبإصرار أكملت المشوار وحدي''.

تبتلع صوتها ثم تعاود .. '' ما بدي لقمة .. ما بدي هدمة.. بدي كرامة فقط .رحلتي صعبة..عملت خادمة في البيوت وكافحت حتى لا أسأل الناس واستطعت أن أؤمن منزلا متواضعا جدا لي ولأبنائي. صبرت كثيرا، وها أنا بعد الكفاح والعمل أصبح سيدة نفسي، أحضر المأكولات في منزلي وأبيعها وأحصل على ما يحفظ لي ماء وجهي ويقيني العوز، الأهم أنني حصلت على احترامي لذاتي.. أشعر مجدداً بأنني إنسانة وأشجّع جميع النساء على العمل.. '' الاستقلال الاقتصادي أعظم قوة في يد المرأة..فالقصة السابقة هي واقع حكايات مشابهة روتها صاحبات المعاناة في احتفالية بمناسبة يوم المرأة العالمي.. نساء احتملن العنف دهرا بداعي ''السترة''، تستمع لرواياتهن فتزداد إصرارا أن الصبر على الإهانة لا يجر سوى المزيد من البهدلة وللحديث بقية.


ranaframe@yahoo.com


رنا شاور

المصدر