Saturday 31 May 2008

علاوة الحريم بعد علاوة الأولاد


بقلم: عبداللطيف الدعيج
احنا قلنا ان اعضاء مجلس امتنا عقلوا واتسعت مداركهم واصبحوا اكثر التزاما وانصياعا لمسؤولياتهم الوطنية. لكن يبدو ان املنا في 'خايبين الرجاء' لم يكن في محله وان 'بوطبيع ما يجوز عن طبعه'. هاهم معتقو التخلف القبلي والديني يطالبون الدولة بتخصيص ثلاثمائة دينار للمرأة التي تفضل 'العمل' او بالاحرى القعدة في البيت.
منشأ هذا الاقتراح يعود الى سببين اثنين: الاول تخلف هؤلاء القبليين والدينيين فهم لا يريدون ل 'حريمهم' ان يختلطن ببقية خلق الله، وخصوصا من الرجال ويفضلونهن قاعدات في البيت، لكن يريدون ان يستحوذوا في الوقت نفسه على الدخل المادي العائد من تواجدهن خارجه.
ثانيا، الوظيفة في الكويت تستخدم للتوزيع المشروع او بالاحرى شبه المشروع للثروة الوطنية. فالحكومة والناس تستغلها لتوزيع المنح على المواطنين سواء كانت الدولة بحاجة او ليست بحاجة الى وظائفهم. لهذا فان 'قعود' حريم المتخلفين الدينيين والقبليين في البيت - وبالمناسبة هم دائما لديهم اكثر من حرمة- يعني الخسارة، والحرمان من النصيب القانوني والمشروع في تركة او ريع الدولة. لهذا هم يطالبون اليوم بمنح كل مواطنة او في الواقع 'حرمة' ثلاثمائة دينار لقاء بقائها في البيت. يعني الاخ بو اربع حريم راح 'يوره' حسب االمشروع 1200 دينار مجانا.
في الواقع ليس هناك مشكلة في الاقتراح، خصوصا انه لم ينص على التفرقة بل هو معد بحيث تستفيد منه كل مواطنة تقعد في البيت. نساء المتخلفين مثل نساء بقية المواطنين، فالجميع سوف يستفيد. المشكلة في هذا الاقتراح تعود الى 'حكارة' المتدينين والقبليين انفسهم. فهم ضد اختلاط 'حريمهم' بالاجانب من الرجال، طبعا الاجانب هنا حسب تصنيفهم هم كل من يحل لهن شرعا، يعني العالم كلهم عدا الاب والاخ والعم والخال.
لهذا فان نساء بقية خلق الله مطالبات بالعمل في الوظائف التي يتطلب التعامل فيها مع 'الحريم' او تكون النساء بالذات هن زبوناتها. يعني ليس بالامكان تحقيق مجتمع ذكوري مائة في المائة، فأحد المتخلفين الدينيين والقبليين، وفي باريس منارة العالم- من اصل عربي طبعا - اعتدى قبل شهور على احد اطباء الطوارئ لانه كشف على زوجته. هذه العقلية تلزم المجتمع بتوفير 'نساء' للعمل في المجالات التي تكون حريم اصحاب الاقتراح من المتعاملين معها. السؤال الآن كم سندفع لهؤلاء النساء؟
هل ستدفع الدولة مائة او مائتي دينار لمن تعمل خفارة في الليل وثلاثمائة دينار لمن تقعد في البيت؟! لنفترض اننا قررنا في سبيل تحقيق العدالة ان ندفع اربعمائة دينار للمرأة العاملة وثلاثمائة للحرمة فهل يكون هذا الفارق الزهيد دافعا للنساء الاخريات لترك بيوتهن والعمل في الوظائف العامة..؟! واذا دفعنا اربعمائة للفراشة او الكاتبة فكم سندفع للممرضة والطبيبة..؟! حدث او اقترح على العاقل بما يليق.. او اقعد انت وحرمتك في البيت وفكنا.



المصدر

No comments: