Tuesday 20 May 2008

بلاغ ضد رجل


سعد الدوسري

مهما فعل الزمن فعلته في تغيير مفاهيم وقيم المجتمع، إلا أنه يظل مكتوف الأيدي أمام بعض المعتقدات، والتي يصفها البعض بالمعتقدات الجاهلية، وهي حقاً جاهلية، خاصة فيما يتعلق بالمرأة والتعامل مع المرأة والتي لا تقف معاناتها عند حدود الإساءة اللفظية أو الفعلية بل قد تصل إلى حدود شطب هذه الإنسانة من الوجود المعنوي وربما المادي.

اليوم، هناك من لا يعطي المرأة حقها في إبداء الرأي ولا حقها في الاختيار ولا حقها في الاعتراض ولا حقها في القبول، وكأنها مجرد قطعة أثاث رخيصة يتم نقلها من مكان إلى مكان لاستكمال الديكور أو لاستقبال الأمراض النفسية التي يعاني منها كل الذين يحيطون بها. واذا حصل وكان المحيط الذي تعيش فيه المرأة أكثر تطوراً، فإنها ستظل تعاني من التهميش أو تقليل الشأن أو الاستهتار أو الاستغلال الجنسي.

لماذا لا يغير الزمن هؤلاء الناس؟! لماذا يتطور كل شيء حولهم دون أن يتطور تعاملهم مع النساء؟! لماذا إلى الآن نسمع كلمة حبس البنت أو جلد البنت أو حرمان البنت من الخروج أو حرمان البنت من الزواج أو التحجير وغيرها من أشكال الاضطهاد؟! لماذا نسمع عن كل هذا دون أن يهتز لنا جفن؟! والأهم من ذلك كله، ألا يمكن أن نوجه الدعوة لحقوق الإنسان لتوعية الناس بأهمية الإبلاغ عن كل حالة اضطهاد لامرأة أو لفتاة في العائلة أو في الحي وذلك لكي نساهم جميعاً في حماية نسائنا وفتياتنا من ظلم بعض الرجال؟!


المصدر

No comments: