Tuesday 20 May 2008

ست البيت.. الأعلى أجراً


رنا شاور

لا أجر مادياً تتقاضاه المرأة عن عملها كربة منزل وأجرها على الله. على موقع (ياهو) الالكتروني تم نشر إحصائية بريطانية أظهرت أن عمل المرأة في منزلها يساوي اقتصاديا وفقا لسوق العمل 2624 جنيها في الشهر بشكل مبدئي دون التفاصيل الأخرى. فمثلا يضاف 1080 جنيها عن عملها كحاضنة أطفال، و 240 جنيها عن أعمال الطبيخ ومثلها للجلي والتنظيف. يضاف أيضا أعمال الحديقة وكي الثياب وخياطتها وهناك علاوة تأتي في فترة الحمل والرضاعة، وكل بحسابه. الحصيلة النهائية للإحصائية البريطانية أفادت أن الأجر غير المدفوع لربة المنزل يوفر على الاقتصاد البريطاني مئة بليون جنيه في العام الواحد.

أما معهد ساليري الأميركي فقيّم الراتب السنوي لست البيت من أعلى الأجور الوظيفية في العالم بما يعادل 138095 دولارا كراتب سنوي عن اثنتين وتسعين ساعة عمل أسبوعية تشمل تدبير المنزل، مساعدة الأطفال وتدريسهم، طباخة، غسالة، ناطورة، عاملة على الكومبيوتر، مديرة مبنى، سائقة، رئيسة مجلس إدارة وعالمة نفس.. منها 40 ساعة عمل ضمن ما اعتبره المعهد دواما رسميا و 52 ساعة إضافية تستوجب أن يُدفع لها مكافأة إضافية (أوفر تايم).

أما أحد نواب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فيطالب بشدة أن تحتسب الأعمال المنزلية وظيفة براتب شهري، بل ويذهب (كوخ) في مطالبته حد احتساب فترة الحمل والرضاعة مهمة رسمية، ويرى أنه لا يجوز اعتبار ربة البيت عاطلة عن العمل بل موظفة تستحق راتباً وعلاوة سنوية مما يدفعها للاهتمام أكثر بمنزلها وأطفالها لأنها لن تشعر بالغبن.

ربما لو اعتبرت المرأة في قانون العمل موظفة في بيتها، فستترك أغلب النساء عملهن للبقاء داخل بيوتهن بشكل يحد من نسبة البطالة في سوق العمل. لكن غياب المرأة عن سوق العمل يحرمنا التنوع ويدفعنا للتساؤل ما فائدة أن تحصد الفتاة شهادات علمية كطبيبة ومهندسة ومحامية ومعلمة ثم تتخلى عن حصتها المجتمعية وتبقى خارج دائرة صنع القرار دون مساهمة تذكر..

المجتمعات الغربية مجتمعات مادية ، لكننا انطلاقا من الكتب السماوية جميعها ومن مجتمعنا الشرقي المترابط نرى المرأة أماً بالدرجة الأولى وهو ما شددت عليه مؤخرا جلالة الملكة رانيا، وعلى أية ربة بيت تريد الانطلاق إلى الحياة العامة أن تجعل منزلها النواة التي منها تنطلق، فهي بفطرتها واستعدادها الخلقي تربي أبناءها وتراعي منزلها دون أن تطالب بأجر، لكن هذا لا يعني أنها غير قادرة على المشاركة في الحياة العامة في حال وجدت العمل اللائق بالجدوى الاقتصادية المجزية. من حق المرأة أن تصل إلى أعلى مراكز صنع القرار إن هي رغبت، أما اعتبارها موظفة في بيتها وبراتب شهري فمنطقٌ ضيق يلغي حتماً الحميمية الفطرية الآسرة التي تتمتع بها ويحولها إلى روبوت أو كائن بارد يحرم أبناءه الدفء والرعاية إن تأخر صرف الراتب!.


المصدر

No comments: