Tuesday 20 May 2008

موضي الزهراني


الحوار الأسري

يوم الأحد الماضي كان مركز الحوار الوطني يستضيف مشكورا نخبة من المختصين التربويين والاجتماعيين من أجل مناقشة "الحوار الأسري في الأسرة السعودية" نقلت جلساته مباشرة على قناة الإخبارية المتفاعلة دوما مع الأحداث المحلية الحساسة.

وهذا بلا شك سيساهم في تفاعل الناس من منازلهم مع هذه القضية الهامة والتي بدأت تشكل قلقا أسريا لابد من تدارك علاجه في أسرع وقت ممكن، وقيام مركز الحوار الوطني بتبني هذه القضية وسيلة فاعلة لهذا التدارك، لكن في الوقت نفسه يحتاج الأمر لتفاعل الجهات والأفراد المعنيين بذلك، خاصة أنها لاتهمّ فردا دون الآخر، أو فئة دون الأخرى، فنحن جميعا بحاجة ونبحث ونؤكد على أهمية الجو الأسري الآمن المطمئن الذي يحتويك كما أنت ويتقبلك كما أنت ويسعى لتشجيعك وتطويرك وعلاجك بدون إهمال، أو تحقير أو تنفير.

واللقاء حظي بالعديد من المداخلات من المشاركين والمشاركات، وانتهى بتقرير ختامي تضمن أهم النتائج منها أن الآباء والأمهات يفتقدون لثقافة الحوار مع أبنائهم" وهذا بلا شك جانب مهم في الحفاظ على الكيان الأسري من التعرض للمخاطر الخارجية عندما يبحث أبناؤهم عمن يسمعهم ويشاطرهم همومهم.

ولكن ما هو الحل عندما يكون الأب مدمنا، أو مريضا نفسيا، أو من ذوي الشخصيات المضطربة نفسيا وبحاجة لمن يعالج وضعه ويستمع له ولن يجد إلا لغة العنف أسلوبا للتفاهم مع أسرته؟

ومن التوصيات أيضاً أن المدرسة دورها عظيم في غرس ثقافة الحوار، وهذا الذي أتمنى تطويره فعلا والعمل عاجلا على تحقيقه، لأن مدارسنا بدأت لغة العنف تنتشر فيها بشكل مؤسف، وأصبح التربويان الذين نعقد عليهم آمالا كثيرة بحاجة لتأهيل اجتماعي ونفسي حتى يستطيعوا التحكم في ردود فعلهم تجاه بعضهم البعض أو تجاه الطلاب!

وكذلك دور الإعلام لدينا الذي لابد أن يتبنى أساليب حديثة لطرح قضايا الأسرة بشكل فاعل ويشرك أفرادها في برامجه المتنوعة، وغيرها من التوصيات التي لا مجال هنا لطرحها جميعها. وأخيرا كان حضور التربويين يفوق حضور الاجتماعيين مما يسيء لتكامل اللقاء، ويشير إلى أن المؤسسات الاجتماعية بحاجة للنهوض أكثر بدورها تجاه المحتاجين للدعم الاجتماعي والنفسي.

وكالعادة كان الحضور النسائي يفوق الحضور الرجالي بالرغم من أن اللقاء امتد منذ ساعات ما بعد الظهر حتى قارب ساعات المساء الأخيرة، مما يترك لدينا كثيرا من علامات الاستفهام التي تجيب على أن المرأة مهما كانت مشاغلها تبحث باستمرار سواء كانت أما أو زوجة أو طالبة تبحث عن الحلول السلمية لتحقيق جو أسري مطمئ


المصدر

No comments: