Sunday 25 May 2008

المرأة العربية وتحديث ثقافتنا


د.مهند مبيضين [2007-11-05]
يناقش اليوم سياسيون وباحثون ومفكرون ومثقفون عرب، موضوع المرأة العربية في ندوة تحمل عنوان: "المرأة العربية: آفاق المستقبل" بتنظيم من منتدى الفكر العربي المؤسسة التي اخذت على عاتقها البحث في المسألة الثقافية العربية وما تتعرض له المجتمعات العربية من تحديات ثقافية وسياسية واقتصادية. وتناقش الأوراق المقدمة آليات النهوض بالمرأة في الوطن العربي، وتأثير التحولات العالمية عليها، وثمة جلسات حول المرأة في التشريعات العربية والإعلام العربي.

المشاركات المقدمة من هذا المؤتمر جادة، وتستحق المتابعة، ولعل النجاح الذي يمكن ان يحالف اي مناسبة علمية يكمن في القيمة المعرفية التي يمكن ان ترشح في إناء النقاش والحوار العقلاني الحر. وهنا فإن أول النجاحات التي يمكن ان نأمل بالوصول إليها تكمن في الأمل برفع نصاب الحديث عن حال المرأة العربية، لنرتقي من مستوى التوصيف والبحث الى مستوى المسألة الثقافية، لأن أي اصلاح وأي تشريعات وأي مبادرات وأي دراسات لا تثمر في إحداث تغيير منشود اذ لم يؤسس لها ثقافة رافعة ودافعة للتغيير المطلوب.

قيل الكثير عن المرأة العربية, وتحدث الخبراء كثيرا عن الجندر وفتحت اقسام اكاديمية لدراسات المرأة وتتقدم اليوم المرأة للانتخابات تحت مظلة الكوتا في الاردن, وقبل ايام كانت مشاركتها في سلطنة عُمان لافتة على مستوى النتيجة والسلوك الانتخابي، ولكن من غير المعقول ان نتحدث عن تمكين المرأة سياسياً او المرأة وأزمة النوع الاجتماعي والمرأة والتشريعات، وما زالت المناهج الدراسية - وقليل منها اصلح- تَُقدم صورة سلبية عن المرأة وتحصرها في اطار العمل المنزلي وتربية الاولاد، في حين تضخم صورة الرجل ويجري تنميطها في صورة واحدة وهي العامل راعي الاسرة ومدبر امورها.

لا ينتقص هذا الكلام من اهمية اوراق ندوة منتدى الفكر العربي، بل على العكس، فهي اوراق جادة ومعاينة وفاحصة بشكل دقيق، وجرى العمل عليها من قبل المؤسسة المنظمة والباحثين ووزعت على محاورها بشكل متساوق، وهي في هذا الجانب تحتاج إلى التفعيل كأن يستفاد منها في تقديم اطر معرفية ضمن مناهج التعليم العربي، لتتحول إلى مطلب مجتمعي وثقافي يسهم في تعميق ايجابياتها ويحد من السلبيات التي تطرحها عن واقع المرأة.

صحيح ان اوضاع المرأة العربية في تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2005 جاءت مبشرة بإسهامات بارزة وطنية للمرأة في ميادين الادب والعلوم، لكن ذات التقرير بين ان الحاجة ماسة لإزالة بذور التمييز ضد المرأة العربية من التقاليد العربية والدعوة الى الاجتهاد والتفسير المستنير في مختلف القضايا للتغلب على العراقيل الثقافية التي تحول دون تقدم المرأة.

اخيرا يظل التغيير والتحديث الثقافي موكولا بالثقافة تجاه صورة المرأة كمطلب سابق للتمكين السياسي والمعالجة التشريعية.


المصدر

No comments: