Tuesday 20 May 2008

الكومبارس



تحصل الفتاة على مراكز متقدمة في الثانوية العامة ثم شهادة جامعية متفوقة ثم لا شيء!.

.. طالباتٍ كن شعلة نشاط أيام الدراسة وحصدن مراكز متقدمة في الثانوية العامة وحصلن على شهادات جامعية مرموقة، ثم تراجعن إلى الصفوف الخلفية من الحياة..

إلا أن السؤال يلحّ في البال..ففي المسيرة العملية لماذا تبقى المرأة دون حماية اقتصادية إن استطاعت العمل؟ وما فائدة الشهادات العلمية إن لم تدفع بصاحبتها إلى النجاح العملي؟..

العمل قبل أن يكون قوة اقتصادية هو إثبات للذات يحقق رضاً وإشباعاً للنفس ينبع من الشعور بالإنجاز..إلا أن ضآلة الطموح تُبقي بعض النساء واقفات على تخوم المتاح مكتفيات بصيغة حياة مكررة ومنكفئاتٍ على ذواتهن بداعي أن فتح الأبواب صعب.

في الأسبوع الماضي شاءت الصدفة أن ألتقي زميلة دراسة لم أرها منذ زمن بعيد، وحين بدأت الحديث معها لم تضف شيئا أكثر من سرد هموم الأطفال والطبيخ وجلد الذات والتحسر على شهادة ضاعت دون أن تحقق بها شيئا لافتا.

زميلتي تلك كانت دوما من أوائل الصف، وفي الجامعة تخرّجت بتقدير ممتاز من كلية الهندسة، تأملتها ذاك اليوم: امرأة متراخية لا علاقة لها بالطموح والتقدم . وعندي أمثلة مشابهة كثيرة.

لماذا الجلوس حين تستطيع المرأة أن تعمل..ولماذا تتراجع المرأة معرفياً وتتوقف عن تطوير الذات والمساهمة في بناء المجتمع حين تزداد مسؤولياتها العائلية... ولماذا اتكأت نساء نشطات ومتفوقات على القناعة بأدوار الكومبارس ثم وقفن لاحقاً يندبن حظوظهن العواثر، تماما كما قال ميخائيل نعيمة أن الألم من الواقع إنما أتى من التعود على الأوهام.



ranaframe@yahoo.com


رنا شاور

المصدر

No comments: