Friday 23 May 2008

ايها الاردنيون ... لا تخذلوا المر

مالك نصراوين [2007-11-17]
يشهد الاردن في العشرين من الشهر الحالي ، انتخابات المجلس النيابي الخامس عشر ، وهذه هي الانتخابات الخامسة التي تجري في ظل الديمقراطية التي اطلت بوجهها الجميل على الاردن عام 1989 ، وكان قد جرى قبلها انتخابات تكميلية عام 1984 في ظل اجواء شبه ديمقراطية ، فكانت بداية مرحلة جديدة من الحياة البرلمانية ، فسحت المجال لدخول حزبيين ومعارضين للبرلمان ، وقبل ان تنتهي الاحكام العرفية ، ونتفيأ ظلال الديمقراطية شبه الكاملة التي منحها الراحل الكبير الحسين بن طلال لشعبه .

نحن ابناء هذا الجيل ، والذي كانت اولى مشاركته في الانتخابات النيابية في عام 1984 ، فلقد لمسنا حجم التغيير الكبير الذي طرأ على هيئة البرلمان ، فبدأنا نسمع صوتا معارضا ومنتقدا ، لا بل صوتا يهاجم ويستخدم الفاظا قاسية بحق مسؤولين في الدولة ، كما شهدنا ذلك اثناء مناقشات منح الثقة لحكومة السيد مضر بدران عام 1989 ، بينما كان البرلمانيون الاردنيون سابقا لا يجاهرون بمثل هذه المواقف ، فقد كان الرفض يتيما مارسه فقط النائب الراحل يوسف العظم ، نقول هذا مع احترامنا الكامل لدورهم في تلك المراحل التاريخية ، خاصة ان الكثير من الناس يترحم على تلك الايام ، التي كان فيها النواب اكثر التصاقا بقضايا الناس ، واكثر صدقا معهم والتزاما بهمومهم وقضاياهم .

ولأن العربي بطبعه يعشق المشاكسة ، خاصة المترافقة مع الصوت الجهوري العالي ، فيصبح صاحبها معشوق الجماهير ، و هذه الظاهرة لا ادعي معرفة اسبابها ، بل احيل ذلك الى علماء النفس او المحللين السياسيين المختصين بما يمكن تسميته \\\\\\\\\\\\\\\" علم النفس السياسي \\\\\\\\\\\\\\\" ، فهولاء المشاكسون هم القادرون على خلق المتاهات الفكرية ، بحيث يضيع المستمع اليهم ما بين موضوع الحديث الاساسي وما تم اقحامه من قضايا ، يرافق ذلك بالطبع ، استخدام مفردات من القاموس السياسي ، هي بحد ذاتها متاهات فكرية اخرى تحتاج لقواميس سياسية اخرى لشرح معناها واستيعابها ، وقد تضفي على صاحبها لدى العامة الذين لا يفهمون مغزاها هالة المعرفة ، وما ينطبق على المنظرين السياسيين ، ينطبق ايضا على حملة راية الدين والحلول الالهية المستوحاة من فهمهم الخاص للدين .

بعد خمس انتخابات نيابية ، شبع الناس فيها صراخا ووعودا قبل الانتخابات ، واستعراضات تلفزيونية بعد النجاح واثناء العمل النيابي ، او انكفاءا عن الناس وتجاهلا لمشاركتهم الاعراس النتخابية ، آن الاوان كي نرى شقائق الرجال ، وهن اليوم ينزلن الى ساحة المعركة الانتخابية بكل قوة ، فقد بلغت نسبة المرشحات للبرلمان الاردني ، حوالي ربع العدد الاجمالي للمرشحين ، انها ظاهرة جديدة على الاردنيين ، فلم تعد الكوتا النسائية المحددة بستة مقاعد نسائية ، والتي منحتها الحكومة الاردنية للمرأة كافية لتلبية طموح المرأة ، بالرغم من تقدمية هذه الخطوة ، والامل ان تزداد هذه المقاعد الى نسبة 20% على الاقل ، كما في قانون البلديات ، والامل الاكبر ان تفرز الانتخابات هذه المرة اكثر من هذه النسبة المطلوبة ، فالكثير منهن يطمحن للفوز بالمقاعد التنافسية ، لان للنصر في هذه الحالة طعم احلى ، فليغتنم الاردنيون ، والنساء منهم بالذات هذه الفرصة ، وليصوتوا للمرأة بكثافة ، خاصة في ظل التذمر من اداء النواب الرجال خلال المراحل السابقة ، انها فرصة للاردن كي يسجل سبقا عالميا في هذا المجال ، سوف يرفع اسم الاردن عاليا ، ويصبح الاردن ظاهرة عالمية جديدة ، في انصاف المرأة وتعزيز مكانتها ، ومنحها الفرصة لاداء دورها الوطني ، فما الذي يمنعنا من تحقيق هذا الهدف ، وليصبح هكذا انجاز ، معجزة اخرى كبرى تضاف الى معجزة البتراء .



m_nasrawin@yahoo.com


المصدر

No comments: