Tuesday 20 May 2008

الموت لثقافة الموت



مليحة الشهاب

انتهى برنامج أنت والحدث، باستفتاء عن سؤال هل المجتمع يظلم المرأة، وكانت نتيجته 67 % تعتقد بأن مجتمعنا السعودي يظلم المرأة، وكما هو معروف بأن نتائج هذه الاستفتاءات يؤثر عليها إن لم يحدد نتائجها ضيوف الحلقة ومدى قدرتهم على كسب أكبر عدد من المشاهدين للتصويت إلى صالح الفكرة التي جاءوا لتبيانها وإثبات صحتها والدفاع عنها.

وعلى الرغم من أن غازي الشمري (أحد ضيوف برنامج أنت والحدث) كان له النصيب الأكبر في مساحة الحديث، والدفاع المستميت عن أفكاره، واتبع أفضل الأساليب الخطابية التي تمس أحاسيس المشاهد وتثير النخوة عنده مما يعني كسبه عدداً أكبر من المصوتين لصالحه، لكن ما حدث هو العكس لأن أفكاره كانت بعيدة عن المنطق والمعقول، مما دفعه للاستعانة بالقسم بأغلظ الإيمان للبرهنة على صحة ما ينافح عنه.

حينما جاءت النتيجة مخيبة لتوقعات وآمال الشمري، فإن الذنب ليس ذنبه فهو لم يبذل أفضل ما لديه فقط، بل أعتقد أنه لا يوجد أحسن منه في تلميع ما هو قائم وسائد في مجتمعنا على ما يتضمنه من ظلم واضح، بل السبب هو أن تلك الأفكار ليس فقط عفا عليها الزمن بل أثبتت فشلها الذريع في تسيير شؤون مجتمع يحق له أن يعيش كبقية المجتمعات، مجتمع وصل به الضرر إلى التسبب في تعطيل عجلة التنمية التي هي طريقه الوحيد للعيش في ظل العولمة.

ما طرحه الشمري، ودافع عنه، لم يكن أفكارا بل أوهام عشعشت في ذهنية ساكنة تصر دونما أسباب منطقية على أن تدير الحاضر بأدوات الماضي الذي كان له ظروفه ومسلماته، تلك الأدوات الخارجة حتى عن أبسط الحقوق التي كفلها الإسلام.. فهو يمنع المرأة من قيادة السيارة على الرغم من أنه أمر جائز في الشريعة الإسلامية التي نحتكم إليها في أدق تفاصيل الحياة، وهو لا يحرمها بناء على وقائع بل ظنون وأوهام، فهو يمنع قيادة المرأة للسيارة لأنه يعتقد بأن السماح لها سيرفع معدلات جريمة الزنى في المجتمع وسيزيد من نسبة الطلاق..

ولا أعلم كيف أثبت لنفسه بوجود علاقة طردية بين قيادة المرأة للسيارة وبين ارتفاع نسبة الطلاق والزنى، فبلاد العالم جميعها تقود نساؤها السيارات ومعدلات الزنى ليس لها ارتباط بقيادة المرأة للسيارة، أما عن نسبة الطلاق فإن الإحصاءات تقول إن نسب الطلاق في المجتمع السعودي بلغت الأعلى من كل المجتمعا

المصدر

No comments: