Friday 23 May 2008

في مهمة المرأة..شرف و إعتزاز



عمل الرجل هو التعامل ما أجناس الحياة !! مهمة المرأة هي التعامل مع ذلك الجنس الراقي و هو الإنسان !! عمل الرجل هو التعامل ما أجناس الحياة، فهو يمكن أن يكون زراعاً يتعامل مع الأرض، وما إلى ذلك من أشياء أخرى، و هذه الأشياء كلها لخدمة الإنسان، و الإنسان أرفع هذه الأجناس كلها. و مهمة المرأة هي التعامل مع ذلك الجنس الراقي و هو الإنسان كزوج، و كجنين، كجنين في بطنها، و كوليد تحمله تعطي له المثل و التربية. إذاً فالرجل يتعامل مع الأشياء التي دون الإنسان، و المرأة تعاملها الأساسي هو مع الإنسان، و حين ننظر إلى طفولات الحيوانات نجدها كلها قليلة، و أطول طفولة هي الإنسان، الطفولة هذه هي ميدان عمل المرأة، و ما دامت الطفولة زادت فهي تزيد بقدر المهمة. و الحيوانات الأخرى مهمتها دون مهمة الإنسان، و طفولة الإنسان تتناسب مع مهمته، لأن مهمته عالية، فهو أرفع الأجناس على الأرض ليستطيع أن يمد بكل المبادىء و القيم و الأشياء على هذه المهمة. من الذي يتعامل مع الطفل؟ الرجل يخرج إلى عمله، و الطفل مع أمه إلى أن يذهب إلى المدرسة في سن السادسة مثلاً، ففي سن السادسة يكون العقل فارغاً، و المثل تبدأ تملؤه. الأم إذا كانت مشغولة بأي عمل من الأعمال، يعني ذلك أنها ستتركه إلى راع، إلى خادمة مثلاً، و الخادمة قد تكون أمينة، و لكن لا يمكن أن يكون لها قلب الأم، و قد قرأت في كتاب (أطفال بلا أسر) ، فقد وجدوا أن نمو الطفل متخلف لأنه يتعامل مع مربية، أما إذا كان الطفل في مجتمع مع أبيه، و مع أمه و إخوته المتفاوتين في الأعمار، و مع جدته وجده، فالطفل الصغير سيلتقط من كل جيل، و هذا سر القرآن في أنه قال: (( بنين وحفدة)) الطفل في هذا السن يتقبل من كل قطاعات الإنسان، القطاع الكبير، و المتوسط، و الصغير. و المرأة مهمتها هي تعاونها مع أرفع الأجناس على الأرض، فمهمة المرأة، سكن للزوج، و بعد ذلك حضانة للأطفال، و هذا يعطيها أشرف مهنة في هذا الوجود، ويجب أن تأخذها المرأة بشيء من الفخر، و بشيء من الإعتزاز. المرأة في الواقع لم تخفف من شقاء الرجل، فهو مازال في تعبه، و الحقيقة أنه مازال شقياً و إزدادت هي شقاء، الرجل لم يأخذ نصف العمل في الخارج فما زال يعمل عمله، المرأة إذا تعللت بمشاركة الزوج في عمله لتزيد الدخل لمستوى حياة أكبر، فليس المفروض في الإنسان الذي له قيم سماوية أن يفرض مستوى الحياة أولاً، و بعد ذلك يحمل الدخول عليه، لا، المفروض: على قدر دخله يحدد مستوى الحياة. الذي يتعب الناس هو أنهم يحددوا أولاً مستوى الحياة، ثم إذا لم يكف الدخل يبدأوا في عمل الأشياء الأخرى، فقد ينحرفوا أو يرتشوا فالمستوى لا يحدد إلا على أساس الدخل.

من كتاب مكانة المرأة في الإسلام محمد متولي الشعراوي رحمه الله

المصدر

No comments: