Friday 23 May 2008


العنف الاقتصادي ضد المرأة تجريد لمشاعرها قبل جيبه

[2008-03-02]
عمون- طارق العاصي - تجابه المرأة تحديات كثيرة في حياتها خصوصا على صعيد حياتها الاسرية, ومن جملة هذه التحديات العنف الاقتصادي الذي تمارسه الاسرة او الزوج بحقها.

وغالبا ما يتمثل هذا العنف بحرمان المرأة من اخذ حقها من المال وعدم اعطائها »مصروف الجيب« على اقل تقدير, بحيث يكون الرجل هو المتحكم الوحيد بمصاريفها فهو من يقرر ما تحتاجه او ما لا تحتاجه, وبذلك يتحقق مفهوم العنف الاقتصادي. بحيث تتجرد المرأة من صلاحياتها في التصرف بشؤون مالها الخاص.

فبعض النساء الموظفات تعطي بطاقة A.T.M لزوجها ليسحب ما شاء من رصيد راتبها, وبذلك تكون الزوجة معتمدة اعتمادا كليا على الزوج لاعطائها من راتبها وغالبا هو من يشتري لها حاجياتها ويرفض اعطاءها المال لتشتري ما تشاء, حكايات كثيرة قد نسمعها ولا نصدقها واخرى نقف عندها حائرين.

فالنساء اللواتي تحدثن لعمون اعربن عن تذمرهن من العنف الاقتصادي الممارس عليهن:

مها سيدة متزوجة وتبلغ من العمر 45 عام اشارت الى موضوع العنف الاقتصادي الذي يمارس ضد المرأة بأنه شبح يطارد المرأة كي تفقد رغبتها بالحياة فهي تعاني من سلطة زوجها التي لا تنتهي فهي تعمل معلمة ولا تأخذ اي شيء من راتبها فزوجها يأخذ كل راتبها وهو من يعطيها المال, وعن ذلك تقول مها عندما اطلب من زوجي مالا لشراء حاجيات خاصة, لا يعطيني وعندما اقول له اريد من راتبي يقول راتبك يذهب ليصرف على المنزل, فأنا اشعر دائما بأنني عاجزة عن مواجهة هذا الظلم فليس هناك من الجأ اليه لذلك اقول لنفسي ابنائي في اعمار حرجة ومصيرية فعلي البقاء معهم.

رلى سيدة اخرى تعاني من العنف الاقتصادي فزوجها يرفض اعطاءها اي مصروف للمنزل فهو من يشتري كل شيء ولكن من اقل القليل وغالبا هو من يشتري لها ملابسها التي ترفض لبسها, وتأتي من اخواتها بغيره, فزوجها دائما يردد عبارة »المرأة ما بتتحمل مصاري« فهو يسيطر على كل ما تملكه ولا تستطيع ان تتصرف بشيء من دون علمه.

روان التي تعاني من سيطرة والدها فهو يأخذ راتبها كاملاً ويعطيها مصروفا يوميا وفي ذلك تقول روان اتمنى ان آخذ راتبي كاملا وانا لن ابخل على اخوتي بشيء, فأنا اتمنى ان اعيش شعور بأنني موظفة وانسانة ولست آله تدر النقود, وباعتقادي ان موضوع العنف الاقتصادي ضد المرأة من ابرز امراض العصر التي تنعكس على نفسية المرأة وتجعلها امرأة بدون كيان, وبالنسبة لي انا اجابه هذه المواقف مع والدي واعارضه لكنه غالباً ما كان يصرخ بوجهي, ويقوم بعمل مشاكل لوالدتي لذلك اصبحت اختصر المشاكل واعطيه الراتب كاملا.

اما عبلة التي رفض والدها ان تتزوج قبل ان يأخذ على راتبها قرضا بنكيا مقابل زواجها وفي ذلك تقول عبلة اعمل في مجال التعليم ووالدي مصر على ان لا اتزوج قبل ان اتقدم بطلب قرض مقداره 8 آلاف دينار وقد قام بعمل ذلك مع شقيقاتي فلم تتزوج اي واحدة دون ان تأخذ قرضا على راتبها فهذه سياسة يتبعها والدي تعويضا عن دراستنا الجامعية.

آمال سيدة اخرى حرمها والدها من ورثتها حيث دفع لها مبلغا من المال مقابل ان تتنازل عن الورثة لاخوتها الذكور والحجة في ذلك ان الاولاد اولى من النسيب بالورثة واشارت آمال ان الوضع المادي لاسرتها مترد ٍ الا انها تنازلت لانها خائفة من والدها واكدت آمال ان موضوع العنف الاقتصادي ضد المرأة بات مطروقاً بكافة اشكاله واطيافه فالمرأة احيانا تكون مجبرة على ان تعيشه لانها لا تملك اي شيء لتتحدى واقعها.

ويبدو ان بعض السيدات تجابه العنف الاقتصادي بتقبل ورضى وذلك لقبولها بهذه الممارسة حيث اكدت فادية لوكاشة:

بعض السيدات يتقبلن موضوع "طمس الشخصية"بارادة وتقبل بحيث يمارس العنف الاقتصادي ضدها وهي متقبلة من باب الستيرة ،بحيث ياخد الزوجها او عائلتها راتبها وهي متقبلة وبالنبسة لي اتعارض تماما مع اي مرأة تنتقد هذا العنف وهي متقبلة فعلى كل شخص ان ياخد حقه وان يكون له الحرية الكافية في التمتع من راتبه ودخله فعلى المرأة ان تجابه العنف الاقتصادي الذي يمارس عليها بقوة لانها في النهاية تدافع عن حقها ،بعض السيدات تتعرض لضرب نتيجة مطالبتها بحقها وهذا ايضا من باب العنف الممارس على المرأة ومن هنا يثار السؤال هل مطالبة المرأة بحقها جريمة تعاقب عليها بالضرب او الاساءة في المعامل


المصدر

No comments: