Tuesday 20 May 2008

الأنثى الساحرة فخرو والتاريخ الذي لا يعود


أحمد العرادي

كانت ساحرة بطيبتها، نزيهة بأخلاقها، بسيطة في تعاملاتها، جادة في عطائها، هي الصديقة وهي الشقيقة، هي الأستاذة والمعلمة الوفية، استمعت وأنصتت لم تدعي ما لا تعرف، ولم تتباهى بعلمها وثقافتها .

كلمات قد لا تصف تلك المرأة الحنونة، تلك الأنثى الحديدة، حين التفوا حولها، عشقوها وأحبوها، كانت ترسل الابتسامة كنسيم الصباح لترسم فرحة على الوجوه العابسة .

سمعت عن مواقفها في تسعينيات القرن الماضي، وقرأت بعضا من كتاباتها قبيل الألفية الثالثة، ورأيتها في العام 2002م، أما العام 2006 فقد كان لي حظا كبيرا للاقتراب من فكرها وعقلها وتوجهاتها .

رأى البعض أنها ملحدة، واتهمها آخرون بالعلمانية، أما طرف ثالث فلم يكتف بإحاطة الشائعات حولها وتجيير الأقلام ضدها .

كنا على علم تام أنها ليست بحاجة لمنصب، ولا جاه، ولا مال، لكنها أحبت الناس، ارتبطت بهم، استشعرت معاناتهم، حتى قالت مرة لي: لن أتوانى عن خدمتهم مهما حدث .

اليوم، وبعد مضي شهور على انتهاء الانتخابات، أتساءل: أين هم الناس من الدكتورة منيرة فخرو؟ وفي أي موقع من قلوبهم هي؟ هل لا زالت الأفئدة تحمل في جوفها ذلك الحب الذي ملء خيمتها حضورا، أيمكن أن تحصد فخرو الرقم القياسي في حضور الناس لها كما حدث في يوم ي الافتتاح والختام ؟

أم أن تلك الأيام ولّت بلا رجعة كما هو التاريخ الذي لا يعو


المصدر

No comments: