Friday 30 May 2008


مشاركة الزوج زوجته في اتخاذ القرارات يمتن العلاقة ويدعمها بالثقة


لبنى الرواشدة

عمان – تشكو العديد من النساء من تفرد أزواجهن باتخاذ قرارات مصيرية تخص العائلة بشكل عام مع ما يسببه هذا السلوك من أزمات قد تصل في بعض الأحيان إلى الانفصال.

وفي هذا السياق تقول السيدة الأربعينية التي أطلقت على نفسها اسم سهام وهي ربة منزل إن زوجها يتجاهل أخذ رأيها ومشورتها عند إقدامه على اتخاذ قرار يخص العائلة موردة مثالا على ذلك بقراره تغيير المنزل وشراء آخر من دون إعلامها.

وتضيف أنها اعتادت على تفرد زوجها بالقرار وتكيفت مع طبعه مبينة أنه كان قد قرر سابقا السفر الى إحدى الدول لمدة عام لإكمال دراسته ولم يفكر بإبلاغها إلا قبل موعد السفر بفترة قصيرة معتبرا أن هذا الأمر شأنا خاصا به إلى جانب قناعته الدائمة بأنه يفعل ما فيه صالح العائلة.

وعلى الطرف المقابل تظهر فئة من النساء ترفض تفرد الزوج بالقرار معتبرات ذلك تجاوزا لدورهن التشاركي في المنزل بخاصة إذا كن عاملات ومشاركات في الدخل وتحمل أعباء الحياة.

وعن ذلك تقول ميساء يوسف وتعمل في التدريس إن الحياة الزوجية تفرض على كلا الطرفين المشاركة والتعاون في كافة تفاصيل الحياة الأمر الذي يترتب عليه ضرورة التشاور لدى اتخاذ القرارات التي تخص الحياة المشتركة.

وتقول إنها ترى ومن خلال مشاهداتها لصديقات وزميلات وقريبات مدى معاناة بعضهن من غياب ثقافة النقاش وأخذ رأي الزوجة بسبب اعتقاد الرجل أنه الآمر الناهي"الرجل في الغالب يتصرف على أنه ربان السفينة التي قد تغرق لو شاركه أحد في قيادتها".

وترجع ميساء هذا الأمر إلى نمط التربية الذي نشأ عليه الزوج والذي يكرس مفهوم سيطرة الزوج وتفرده بالقرار حتى وإن كانت زوجته تعمل وتشارك في تحمل أعباء الحياة معه.

كما تؤكد على وجود بعض الأزواج الديمقراطيين الذين يحترمون آراء زوجاتهم ويأخذون بها حتى في أدق التفاصيل كاستقبال ضيوف وعمل وليمة بمناسبة معينة "قد تكون الزوجة متعبة أو لديها ظروف معينة فتطلب تأجيل الوليمة الأمر الذي من الضروري أن يحترمه الزوج مراعاة لها ولوضعها النفسي".

من جانبه يؤكد الاستشاري الأسري أحمد عبدالله أن القرارات التي يمكن أن تؤثر على العائلة بشكل عام لابد ومن الضروري أن يستشير بها الرجل زوجته مثل كل ما يتعلق بحياة الأطفال أو تغيير المنزل أو العمل والدراسة في بلد آخر.

ويبين عبدالله أن بعض الرجال لا يثقون بقدرة المرأة على أخذ القرار أو حتى مشاركتها فيه مؤكدا بذات الوقت على قدرة المرأة وتفوقها على الرجل في البحث في أدق التفاصيل ورؤية الموضوع بشكل أشمل وأوسع.

وينوه عبدالله إلى نقطة يصفها بالهامة وهي أن الأطفال يتوارثون السلوك الإيجابي عن الآباء والأمهات "عندما يرى الطفل أن والده يأخذ بمشورة ورأي والدته يترسخ في ذهنه ويتكرس كسلوك ينتهجه في حياته مستقبلا".

ويذهب عبدالله إلى أخذ رأي الأطفال كذلك في القرارات التي تخص العائلة "من عمر ثلاث سنوات يمكن الأخذ برأي الطفل لتكريس الديمقراطية".

وعن الخلط بين القرارات الشخصية والأسرية يقول عبدالله إن لكل زوج وزوجة مساحة من الاستقلالية يتحرك بها الطرفان مبينا أن شراء الزوج لملابسه بشكل منفرد من دون أخذ رأي زوجته لا يعتبر تجاهلا لرأيها ووجودها.

ويدعو عبدالله إلى نبذ المقولة السائدة "شاوروهم وخالفوهم" في إشارة إلى

بعض الأقوال التي تحد من أخذ المرأة لموقعها الصحيح في الأسرة والمجتمع.

وردا على مقولة البعض بأن الرجال لا يثقون في رأي النساء أو أن ذلك يتعارض مع قوامة الرجل تقول المختصة في دراسات المرأة الدكتورة أمل خاروف إن المرأة اليوم أثبتت قدرتها على مشاركة الرجل في إدارة الأسرة من خلال زيادة الوعي الذي اكتسبته من اهتمام الأهل بتعليمها إلى جانب دخولها سوق العمل ومشاركتها في تحمل أعباء الحياة.

وتتابع خاروف أن كثيرا من الرجال باتوا يثقون برأي زوجاتهم ويشاركونهن في اتخاذ القرارات ومناقشة كافة تفاصيل الحياة المشتركة مع إشارتها بذات الوقت إلى وجود بعض الرجال الذين مايزالون يتأثرون بنمط التربية الذكوري.

وتؤكد أن مشاركة الزوج لزوجته في اتخاذ القرارات من شأنه أن يدعم العلاقة الاسرية ويمتنها.

المصدر

No comments: