Saturday 31 May 2008

الزواج من أجنبيات.. كابوس اجتماعي


تحقيق مني إبراهيم
مشاكل اجتماعية وقضايا بالجملة في المحاكم الخليجية
الظروف الاقتصادية و الترف وأرتفاع المهور أهم الأسباب
الشباب: أدي إلي تفاقم مشكلة العنوسة وينتهي بالطلاق
مشاكل اجتماعية وقانونية عديدة تخلفها ظاهرة زواج العرب من أجنبيات والأسباب متعددة بل متعارضة أيضا من الترف الشديد والرغبة في الزواج من امرأة جميلة حتي لو تكلف ذلك مئات الالاف من الريالات.. إلي الظروف الاقتصادية الطاحنة وانتشار البطالة بين هؤلاء الشباب الذين يجدون في الزواج صفقة رابحة تحقق لهم العديد من الاحلام التي تراود فكرهم كان يحصل علي جنسية أخري تحقق لهم بعض طموح الشباب المنبهر بالغرب علي الدوام، ويجني بعض الاموال فيقيم مشروعا يدر له دخلا ويبني مسكنا مادام حلم به.
هكذا صار الزواج من أجنبية هو نوع من أنواع السعي للرزق احيانا ونوع من الترف الاجتماعي في احيان أخري والقليل من أسباب هذا الزواج ترجع إلي رغبة الشباب في الهروب من ظروفهم الحياتية الصعبة اذ يعيش الكثير من هؤلاء الشباب بين سند ان احتياجاته الفسيولوجية ومطرقة العادات والتقاليد التي تقف حائلا دون تحقيق الزواج بسهولة فالشاب بلا عمل أو وظيفة وعجلة الحياة تدور فيتقدم به السن دون ان يحقق ما يريد.
كثيرة هي المشكلات المترتبة علي الزواج المختلط او ما يسمي بالزواج من اجنبيات ومنها الاقتصادية والقانونية فالعلاقة الزوجية بين عربي وفرنسية او امريكية او انجليزية هي علاقة بين هويتين مختلفتين تثير مشاكل قانونية عدة كثيرا ما تؤدي الي الاصصدام والنزاع نتيجة اختلاف تربية ودين وتقاليد وعادات كل من الزوجين فعقد الزواج في الاسلام يعتبر ميثاق ترابط وتماسكاً شرعياً بين رجل وامرأة علي وجه البقاء.
حسب إحدي الباحثات المعنيات بظاهرة الزواج المختلط اما عقد الزواج في القانون الوضعي الاوروبي فهو ميثاق ترابط وتعاقد مدني هدفه انشاء اسرة واهم الفوارق بين العقدين الشرعي والوضعي التي تؤدي الي تصادم واختلاف الزوجين هو حرص الزوج العرب او الخليجي علي قيادة الاسرة طبقا لعادات وموروثات وقوانين بلده وذلك في الوقت الذي تصر فيه زوجته الاجنبية علي ان تكون هذه المسئولية مشتركة بينهما وما يتبع ذلك من عدم امكانية ضمان تربية الابناء وتنشئتهم تنشئة اسلامية تحافظ علي مقومات هويتهم الوطنية وتأثير هؤلاء الابناء بالحياة الغربية المتسمة بالاباحية والبعد عن الاخلاق الاسلامية وازدواج ولاء الابناء لوطن ابيهم وجنسية امهم.
وقد شهد العديد من الدول الخليجية العديد من الصراعات والنزاعات القضائية وغير القضائية بين ازواج عرب وزوجات اجنبيات ولعل قيام احد الازواج المصريين بخطف عدد من السياح الالمان واحتجازهم بمدينة الاقصر قبل اكثر من عامين بهدف الضغط علي الخارجية الالمانية لاعادة ابنائه له بعد ان اختطفتهم زوجته الالمانية هو دليل علي تفاقهم تلك المشكلات الناتجة عن الزواج المختلط بين العرب واجنبيات.
يتحدث البعض ان زواج الاجنبيات من العرب اصبح نمطا من انماط السياحة وهو ما يمكن ان يطلق عليه السياحة الجنسية بل ان بعض الزوجات في الدول العربية يشجعن ازواجهن علي الزواج من اجنبيات لتحسين مستوي معيشتهم او لارضاء ازواجهن ومنعهن من الزواج من عربيات من نفس بلدهن.
ولان العارف بالحياة يدرك أن بعض أشكال هذا الزواج تتجه الي الترف رغم توفر بدائل ممكنة بينما يذهب آخر الي وصفه بالضرورة في ظل بعض الاحتياجات والاسباب.
سديسة أ: تقول كامراة خليجية اري ان الزواج من اجنبية سواء عربية او غربية او غيرها يخلف وراءه العديد من المشاكل الاجتماعية لانه يخلف ابناء يكون انتماؤهم ضعيفاً جدا للوطن وهذا ما واجهته وعرفته بصفة شخصية.
أم رائد: الزواج في الخارج احيانا يكون ضرورة لبعض الناس، لان المهور والتكاليف هناك ارخص مما بالداخل والبعض الآخر يمارس ذلك كنوع من الهواية والترف.
عبدالله. س: أري أن من الظلم ان نصف الزواج سواء من الداخل أو الخارج بصفة الترف وكلمة زواج اكبر من ان توصف بهذه الصفة والزواج من الخارج ليس فيه أي حج أو نوع من الترف خاصة إذا كان الزواج من المجتمعات التي تربطنا معها الكثير من العادات والقيم الاجتماعية والاسلام وعلي سبيل المثال المجتمع الخليجي المتفق مع بعضه البعض في الكثير من القيم والعادات وقرابة المكان والزمان ولا ابالغ ان قلت قرابة النسب أيضا إذا أنا من أشد المؤيدين لكلمة الزواج بصفتها المطلقة دون أي وصف سواء من الداخل أو الخارج.
خالد. ك يقول: اعتقد ان عملية منع الزواج من الخارج تعطل عموم الشباب من الزواج ففي الخليج يصعب الزواج بسبب غلاء المهور كما ان لكل انسان الحرية في أن يتزوج من أي مكان يريده وهذا الأمر متاح في كل العالم وليس ممنوعا.
بدر عمران يقول: اعتقد انه ضروري بسبب انخفاض المهور في الخارج واغلبية الشباب في الخليج دخلهم لا يسمح لهم بدفع المهور المرتفة في الداخل كما ان الزوجة الاجنبية يمكن ان تعيش مع شخص دخله الفا ريال وتحسن التصرف في هذا المبلغ البسيط ليكفي مصاريف البيت.
حنان راضي تري أن الزواج من الخارج لا يعتبر ترفاً إلا إذا كان من البلاد الغربية المتحضرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.. أما إذا كان من الدول القريبة لنا فلا بأس به لكي يحصن الشاب نفسه.
ندي شاهر تؤكد أنه في بعض الأحيان يكون الزواج من الخارج ترفاً بقصد المجاهرة أو التجربة، ومن ثم يأتي الطلاق كنتيجة حتمية لهذا التصرف، وفي بعض الأحيان يكون ضرورة لأن الشاب أحيانا يكون لظروف خاصة مضطراً للزواج من الخارج لأسباب كثيرة منها المال.
محمد المري يقول: تلك الظاهرة تمثل كابوساً زاد من حجم العنوسة في بلادنا، والدعوة لمنع الزواج من الخارج ليس حلا ولكن الأمر يحتاج إلي زيادة الوعي بمخاطر تلك الزيجات التي لا تدوم كثيراً بسبب تعارض العادات والتقاليد.
يقول الأستاذ عماد علي إن الزواج من أجنبيات خطأ جسيم في حق الإنسان والمجتمع فلماذا يلجأ الشاب للزواج من فتاة من غير بلده ولا عاداته ولا تقاليده كيف سيتفاهم معها كيف سيجبرها علي الاهتمام والمحافظة علي تقاليدنا الشرقية الأصيلة؟ وإذا رفضت أن تنصاع لأوامره ما هو الحل وقتها؟، وكثيراً ما يكون ضحية هذا الزواج هم أطفال أبرياء ليس لهم دخل بطريقة زواج أبيهم من أمهم ونجد صعوبة بالغة لاثبات نسب هؤلاء الأطفال، وقد يتسبب هذا بسوء الحالة النفسية للأطفال ورفضهم الوجود في هذا المجتمع بصحبة الأب أو الأم وقرأت فيما سبق عن رجل تزوج من مقيمة بدون تصريح وقد وعدها بالحصول علي موافقة رسمية بعد الزواج ولكنه لم يف بوعده وأثمر هذا الزواج عن ابنتين وتمادي الزوج في علاج الخطأ بالخطأ وذلك فيما قام باضافة الطفلتين في بطاقته العائلية علي أنهما من زوجته الأولي لتكشف الزوجة الأجنبية ذلك الخطأ وتشكو الزوج الذي تم توقيفه بتهمة التزوير ولازالت القضية متداولة في المحكمة حتي الآن.
فلماذا لم يحسب هذا الزوج مساويء زواجه من أجنبية قبل اندفاعه لهذا الزواج بدون تفكير أو أنه بمعني أدق فكر في نفسه فقط وظلم الابنتين وأعتقد إذا كبرت الابنتين لن يسامحوا الأب أبدا
وتقول السيدة عزة جلال: تنتشر ظاهرة الزواج من أجنبيات في بعض دول الخليج بسبب الثراء والغني الفاحش لرجال الخليج مما يجذب السيدات الأجنبيات من جنسيات مختلفة، فالأجنبيات يذهبن لدول الخليج للعمل وجني الأموال وغالبا تكون الأجنبية بمفردها دون عائلتها فيسهل لها التعرف بمنتهي الحرية واتخاذ ما تشاء من قرارات، وعندما تصادف الرجل الخليجي وتصل العلاقة بينهم للزواج وترحب الأجنبية بذلكك لأنها تجد في هذا الرجل حماية مادية ومعنوية ولا تفكر في المساويء من وراء هذا الزواج لأن السيدة الأجنبية لا يهمها أي عادات أو تقاليد وإذا أنجبت باستطاعتها أن تلقي بابنها أو ابنتها في الشارع إذا حدث مكروه بينها وبين زوجها أو إذا طلقت ولكن الرجل الخليجي العربي الأصيل يظل ضميره يوقظه ويوجعه بسبب الأطفال الذين انجبهم وكيف سيربيهم وإذا كان الرجل سبق وتزوج من امرأة من نفس بلده فكيف سيواجهها بهؤلاء الأطفال وهل ستقبل زوجته تربيتهم في بيتها أم سينتهي بهم المطاف بالمعيشة في دار أيتام بعيدا عن الأب والأم.
وأرجو أن توضع قوانين صارمة للزواج من أجنبيات حتي نحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تتوغل في مجتمعنا بشكل كبير جداً.
السيدة إجلال تقول: إن الرجل العربي يتحمل تكاليف باهظة بسبب زواجه من أجنبية وكان باستطاعته توفير هذه المبالغ إذا تزوج من بنت بلده. فالزوجة الأجنبية ليست بغبية فهي تطلب عدة مطالب لتضمن بها حقوقها قبل الزواج وبعده وتصر علي هذه المطالب لإتمام الزواج. ويخضع الزوج العربي لمطالبها لرغبته في إنجاح هذا الزواج. ولا يدري هذا الزوج ان ارتباطه بفتاة من غير بلده لن ينجح علي مستوي كل المقاييس، وانه بذلك يتسبب في انتشار العنوسة في بلده، فإذا لم يتزوج الرجل من نفس دولته سيزداد عدد الفتيات العانسات في الدولة.
وتكمل إجلال: قد يكون الدافع وراء زواج الرجل من أجنبية السفر للخارج فمعظم الشباب أدمنوا الإنترنت ويجلسون أمامه بالساعات ويستطيع الشاب أن يتعرف علي أجنبية بمنتهي السهولة ويبني في مخيلته قصة حب وتغريه الأجنبية بمزايا السفر للخارج والعيش في بلد أجنبي ونحن كعرب مازالت عندنا عقدة الخواجة ويرغب البعض منا في الخروج من عربيته. فينساق الشاب نحو الفتاة الأجنبية ويسافر معها وتنتهي القصة بما لا يُحمد عقباه وبما لا يتوقعه.
ومن أجل معرفة الرأي القانوني حول هذا النوع من الزواج وكيفية وضع الآليات الكفيلة بالقضاء عليه يتحدث هنا المحامي والمستشار القانوني زهير أحمد مفتي والذي أوضح ان هناك أسباباً تؤدي إلي هذا النوع من الزواج العشوائي منها غلاء المهور في مجتمعنا وارتفاع تكاليف الزواج حيث من المتعارف عليه في أغلب الأوساط الخليجية أن أهل العروس دائماً يقومون بتحميل كاهل العريس بطلبات كثيرة من أثاث وذهب وخلافه مما يجعل البعض يرتكبون خطأ الزواج بدون تصاريح.
وتابع المستشار مفتي ان الجهات المتخصصة تشدد في الشروط اللازمة لمنح تصريح الزواج من أجنبية وذلك لأسباب كثيرة لها أهميتها فهي من ناحية تعمل علي المحافظة علي النسل وعدم اختلاط الأنساب للمحافظة علي تقاليدنا.
ومن ناحية أخري لو فتح الباب علي مصاريعه لمنح تصاريح الزواج من أجنبيات فقد يؤدي ذلك إلي عدم زواج الفتاة الخليجية بسبب غلاء المهور والحلول المقترحة تكمن في إبداء المرونة من أولياء أمور الفتيات والتيسير علي الشباب لإكمال نصف دينهم حتي لا يفكر الواحد منهم في الارتباط بزوجة أجنبية وقيام أئمة المساجد والخطباء بضرورة توعية الشباب من فائدة وأهمية الزواج من المرأة العربية لما فيه من الحفاظ علي كيان المجتمع والعائلة الخليجية والحفاظ علي تقاليدنا والتوجيه بضرورة توفير فرص العمل للشباب حتي يتمكنوا من توفير أدني مقومات الحياة له ولأسرته.
وعلي صعيد آخر أشار المستشار القانوني علاء يماني إلي أن الزواج من دون تصريح هو زواج ليس معترفاً به أمام المؤسسات في الدولة لكنه في الواقع يعد زواجاً شرعياً ما دام اتبع الطرق الشرعية في الإعلان عن الزواج.
واستطرد أن هذا النوع من الزواج من الصعوبة الشعور فيه بالاستقرار الاجتماعي والنفسي رغم انه لا يستعط الحقوق الشرعية المشتملة علي الحضانة والنفقة والميراث. وهذا الزواج قد تعقبه بعض المشاكل التي يذهب ضحيتها الابناء في حالة عدم اثبات نسبهم وإنكار الطرف الآخر له خاصة إذا تم الزواج بعيداً عن النا

المصدر

No comments: