قانون الظلم الأسري

قانون الظلم الأسري

جريدة القبس
لم أجد افضل من زاويتك يا سيدتي لاعرض فيها مشكلتي وأصرخ من خلالها بأعلى صوتي واعرب عن المعاناة التي اعيشها، وتعيشها مثلي آلاف الزوجات والامهات. أنا اريد ان أسمع الناس جميعا صوتي وصوت كل النساء اللاتي ليس لهن أم مثلي تساعدني.. فللاسف المرأة التي ليس لها سند تهان وتفقد آدميتها وتضيع حقوقها وحقوق اولادها وتتحطم نفسياتهم.
أنا يا سيدتي ابلغ من العمر تسعة وعشرين عاما، تزوجت بعد قصة حب قصيرة جدا، وحاربت من اجل الفوز بزوجي، وخسرت معظم افراد عائلتي، خاصة والدي وشقيقي الذين عارضوا هذا الزواج. كان اختياري خاطئا واعماني الحب والمشاعر الدافئة التي منحها لي عن رؤية حقيقته.. تزوجته يا سيدتي وانا مغمضة العينين صماء الاذنين ، لا اسمع ما يقال عنه وما يحذرونني منه، ولا ارى منه الا كل ما هو طيب، كأنني كنت ارفض ان ارى عيوبه او ارضى بها. بعد سنة واحدة من زواجنا اكتشفت انه ليس مخلصا لي، ولديه علاقات كثيرة، بل احتفظ بشقته التي كان يقيم فيها قبل الزواج ليخصصها للقاءاته المشينة وسهراته الحمراء.
ويدعي ان لديه عملا يستدعي غيابه عن المنزل عدة ليال، وكنت اصدقه للاسف، بينما كان يقضي تلك الليالي مع الساقطات في شقة الفساد المستأجرة باسمه. وعندما واجهته بمعرفتي بأمر الشقة وما يجري فيها أخذ هدنة مؤقتة، وترك شقته وادعى الورع والصلاح لعدة ايام ثم عاد إلى قديمه، لكنه استأجر هذه المرة شقة اخرى في منطقة بعيدة ليمارس فيها نشاطاته القذرة.
لم اتحمل يا سيدتي وصارعت كثيرا قبل ان اطلب الطلاق خوفا من شماتة الاهل ونظرات السخرية.. لكن بعد مرور ثلاثة اعوام وبعد انجاب طفلين واقترابي من وضع الطفل الثالث نفد صبري وطلبت منه الطلاق.. لم يمانع ووافق على الفور لكن شرط ان اوقع على تعهد بأنني لن اتزوج وبأنني سأعيش لأولادي. فوقعت غير اسفة لاني كنت رافضة لفكرة ربط نفسي برجل مرة اخرى بعد ما عانيته من طليقي ووالد اولادي الثلاثة.
وبالطبع يا سيدتي لاقيت الامرين من ثورة والدي وشقيقي.. تحملت منهم الكثير والكثير من الاتهامات والتهديد والوعيد بالتنكيل بي واذلالي بسبب طلاقي، ورفضوا ان اعيش بمفردي مع اولادي واصروا على ان اعيش معهم في منزل العائلة الكبير.
وضع والدي وشقيقاي جدارا من الممنوعات وستارا حديديا على تصرفاتي وتحركاتي واستخدام التلفون.
عشت كأنني في سجن او قلعة معزولة عن الناس منبوذة لمدة تزيد على السنة، فوجئت بوالدي وشقيقي يعرضون علي الزواج بابن عمي رغما عني وبالاكراه.
بكيت وصرخت وقلت لهم انني وقعت على تعهد بعدم زواجي مقابل الاحتفاظ بحضانة الاولاد، لكنهم لم يستمعوا لي ولم يلتفتوا لصراخي وعويلي مصرين على اتمام الزواج في غضون شهر وتسليم الاطفال لوالدهم رغما عني.. ماذا افعل يا سيدتي وبماذا تنصحينني حتى ابعد هذا الخطر القادم عني وعن اولادي؟
هل لديكم الحل؟ شاركونا



المصدر