Sunday 25 May 2008

سنتخطى حاجز الكوتة


عمر شاهين [2007-11-05]
المجتمع الأردني يتطور بشكل كبير، ويقفز نحو التحضر الفكري وكما تمنى العقلاء أن تأخذ المرأة حقها كإنسانة لا كأنثى فقط تحمل جسد مثير أو حضور أنثوي أو نعاملها بشفقة على أساس أنها تملك حضوراً عددياً بين السكان.

المرأة قفزت الآن عن تحجيمها ولم يعد الوقوف بجانبها عيبا يتهرب منه أقرب الناس إليها،وفي المقابل تجنبنا ثقافة العيب من مناصرة امرأة و أن نقف مع بعضهن لأنهن نساء فقط فلا نريد أن نملأ مقاعد يكتب عليها" لنساء فقط" تجمد باسم نصرة المرأة .
المرأة انتصرت في الحياة الاجتماعية لا لأنها تحارب أو تتحدى الرجل، بل لأنها شاركت وإياه في تغيير بعض الأفكار التي وضعتها مفاهيم خاطئة بعيدة عن الدين الإسلامي و المسيحي اللذان أعطياها دورا وقيمة ومحاسبة مساوية للرجل، و العادات أيضا أنصفتها ولم تهمشها ، تم هذا بمعاونة الرجل العاقل الذي لم يكن يوما خصما لها بل فارسا مغوارا ضد حجب العقل والفكر باسم الجسد .
كنت متخوفا دوما من "الكوتة" لا أن تفشل وحسب، بل أن تجعل المرأة أضحوكة ، عندما تهرب المرأة العاقلة الواعية من مواجهة الهم الاجتماعي والمشاكل المحيطة بها وأن تتجه للمفاخرة أو يرعبها الفشل أو حتى تتجنب مواجهة الأقارب والمحيطين بإعلانها أنها تريد ترشيح نفسها ، ومع أننا ما زلنا نواجه بعض المعوقات في أن تخرج المرأة القادرة المتمكنة للساحة الانتخابية ـ إلا أن ما حقق في الانتخابات البلدية الأخيرة جيد ومطمئن لحد ما .
كنت أتمنى لو أني دعوت بعض القنوات الفضائية العربية لبعض المهرجنات النسائية التي حضرتها، فقد كان الوالد والأخ والزوج من ثقافات مختلفة عشائرية، ودينية ، يفتخرون وهن يقدمون المرأة في للتحدث ولتكون فارسة في البرلمان القادم، ويطف العشرات من الأطفال والشباب، والنساء، والشيوخ، ليشاهدوا امرأة تخطب بهم وتتحدث عن همومهم بعد أن كان هذا في مناطق عديدة منظراً شاذا، هذا لو صور وعرض لأظهرنا للعالم كم تتطور المجتمع الأردني في نظرته الإنسانية للمرأة ، فقد كان لسنوات خلت لا يجرؤ رجل أن يحدث بعض المعارف بترشيح زوجته أو أخته ،فيضحك عليه الناس لمجرد عرض الفكرة، وهنا نستطيع أن نقول أن المرأة انتصرت وتخطت الكثير من الحواجز المتخلفة التي كانت تقسم أحقية الفكر والحضور حسب الجسد .
المرأة ستتخطى قريبا الكوتة ،لأنها انتصرت مبكرا في هذا الظهور الذي كنا نظن أننا نحتاج لسنوات طويلة كي نشاهد حشود كثيفة تسمع لامرأة تحدثهم وتحثهم على النهوض ،فما أجمل أن نرتقي عن الرؤية للمرأة كجسد مثير إلى عقلية مثيرة.
Omar_shaheen78@yahoo.com

المصدر

No comments: