Friday 23 May 2008

ورشة عمل في "تايكي" عن "تمكين المرأة في المشهد السياسي الأردني


[2008-03-02]
عمون - نظم بيت تايكي يوم أمس ورشة عمل حملت عنوان تمكين المرأة في المشهد السياسي الأردني وقد شارك في الورشة الدكتور كمال ناصر وزير التنمية السياسية وبحضور أمين عام الوزارة ونخبة من الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية منهم السيدة هيفاء البشير،السيدة إملي نفاع،والسيدة بشرى الزعبي والسيدة ريم الناصر والدكتور موسى شتيوي وبمشاركة نزيه أبو نضال.

وقد ترأست الورشة الدكتورة رفقة دودين التي رحبت بالحضور وأكدت على أهمية هذه الورشة من أجل نشر الثقافة حول حقوق المرأة وضرورة مشاركتها في مختلف مناحي الحياة ،حيث افتتح الدكتور كمال ناصر الورشة مؤكداً على أهمية دور المرأة في المجتمع وضرورة تمكينها في المشاركة في مختلف مناحي الحياة وصولاً للمشاركة في صنع القرار المحلي والسياسي وأضاف ناصر ،ليس بالتشريعات وحدها يفعل دور المرأة مؤكداً على ضرورة مشاركة المرأة نفسها للدفاع عن مصالحها وقضاياها.

ومنوهاً في الوقت ذاته بضرورة تفعيل دور الأسرة للمشاركة في تمكين المراة بأخذ دورها الريادي في المجتمع المحلي.

وفي سياق متصل تسائل ناصر ليس المطلوب فقط بناء مؤسسات مجتمعية بل نحن بحاجة لثقافة المساواة، نبدأ بتعليمها ونشرها من الأسرة ومروراً برب الأسرة/الرجل الذي يجب أن يقتنع أن نيل المرأة حقوقها لال يضر بمصالح الرجل .وعلى صعيد آخر أثار الوزير جملة من التساؤلات حول كيفية أن بعض مؤسسات المجتمع تقف عائقاً أمام تمكين المرأة اجتماعياً وثقافياً ،ودلل على ذلك أن بعض الأحزاب الأردنية رفضت بند ورد في قانون الأحزاب الذي طالبها بأن تكون 10% من مؤسسي الحزب من النساء ومضيفاً على ضرورة أن تتعاطى المرأة العمل الحزبي بشكل فعال وحيوي مشيراً بالوقت ذاته أن هذه المشاركة تساعد وتساهم بخلق ثقافة المواطنة التي اعتبرها ناصر مكون أساسي فيالانتماء للوطن منوهاً أن هذه الاثقافة تقوم على ثلاثة دعائم أولهما مشاركة الشباب وثانياً مشاركة مؤسسات المجتمع المدني على كافة مختلف أطبافها السياسية والثقافية واملرأة التي يجب أن تتبوا تلك الدعائم مشيراً بالوقت ذاته أن الديمقراطية هي العنصر الأساس في تحقيق ثقافة المواطنة، وهي القناة الأكثر فعالية في نشر ثقافة تمكين المرأة في المشاركة السياسية والاجتماعية.

وفي مداخلة للسيدة هيفاء البشير من الحزب الوطني الدستوري أكدت أن ما طرحه وزير التنمية السياسية الدكتور كمال ناصر وضع الكرة في ملعب الملرأة متممنية على الوزير أن توسع دائرة الرؤية،إذ أكدت من جانبها نحن في أمس الحاجة لتشريعات عصرية تواكب تطور المجتمع الأردني، واستشهدت بمثال حي يؤكد على صدقية رؤيتها،"الصوت الواحد" إذ تعتقد البشير أن هذا القانون يقف عائقاً أمام تمكين المرأة في الدخول بشكل فاعل في البرلمان وحذرت في الوقت ذاته من "الكوتا" الحالية حسب وجهة نظرها لا تفي بالهدف الذي أنشئت من أجله نظام الكوتا وعلى صعيد آخر طالبت البشير ضرورة مشاركة المرأة في الأحزاب ،معتبرتاً أن تلك المشاركة هي الآلية المثلى لتمكينها في الدخول في المعترك السياسي،وختمت البشير مداخلتها قائلةً التشريع هو الأس في المشاهمة في تمكين المرأ سياسياً وثقافياً واقتصادياً وهو قطب الرحى.

غير أن الدكتور موسى شتيوي ومن خلال مداخلته وسع دائرة الحوار وإن حملت في طياتها وجهة نظر قد تبتعد قليلاً عن ما تحدثت عنه البشير، إذ أكد شتيوي أن المشهد العام لنشاط المرأة سياسياً هو مشهداً إيجابياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مستشهداً بهذا التفاؤل نسبة المشاركة العالية للمرأة في الانتخابات البلدية تصويتاً وترشيحاً ،مسترسلاً في تفاؤله أن المرأة حصدت عدداً لا بأس به من مقاعد البلديات خارج نظام الكوتا غير أنه توقف قليلاً عن تفاؤله وأكد أن هناك بعض المعوقات التي تواجه المرأة كعدم قدرتها أن يكون قرارها حراً ومستقلاً ،ومبعث هذا الخلل حسب شتيوي لأسباب اجتماعية وثقافية وإن أعطى القرار السياسي الدافع الأول لعدم قدرتها بأن يكون قرارها مستقلاً وفي سياق مداخلته أشار إلى عامل هام حسب اعتقاده ألا وهو العامل الاقتصادي ضارباً مثالاً على ذلك أن عمل المرأة حالياً إذا ما تم مقارنته بعام 85 نجده أقل بكثير مضيفاً أن نسبة البطالة في صفوف المرأ كبير جداً في ظل غياب رؤية اقتصادية واضحة من خلال مشاريع التنمية التي تطرحها الحكومات وعلى صعيد آخر أكد شتيوي أن القوانين والتشريعات الحالية غير منصفة للمرأة وتساعد على التمييز .

شتيوي عاد مرة أخرى أثناء سرد مداخلته بالتفاؤل قائلاً، بدأنا نشهد تغيرات جوهرية من قبل المرأة تجاه العنف وبدأت الحديث عنه علناً،بعدما كان يعتبر من خصوصياتها .

وفي مداخلة إملي نفاع والتني على عادتها تتحيز للمرأة بشكل عفوي إذ أكدت أن المرأة الأردنية لها تاريخ نضالي في الدفاع عن حقوقها مستشهدتاً بمثال مازال يعلق بذهنها على الرغم من كل تلك السنين ألا وهو أول مهرجان احتفالي إ\اقيم بمناسبة الثامن من آذار أي بيوم المرأةالعالمي في أواسط الخمسينات في مدينة أريحا وحضرته(800إمرأة) بعد أن كنا نحتفل به في البيوت وأضافت نفاع أن هناك منظومة من القوانين كقانون الأحزاب، والانتخابات ،إذا ما تم تحديثها تصبح عائقاً في تمكين المرأة للمشاركة سياسياً .وفي سياق آخر نوهت نفاع على أن الأردن قد صادق على العديد من الاتفاقيات العالمية التي تخص المرأة والتي تحمل في طياتها رؤية حضارية باتجاه المرأة، في مختلف مناحي الحياة،والحديث ما زال لنفاع إلا أن على أرض الواقع نشهد شيئاً مختلفاً عن ما تم توقيعه في المنظمات العالمية محذرتاً في الوقت ذاته أن هناك قوى ظلامية تعمل على خلق ثقافة مناهضة للإصلاح وتطوير القوانين والتشريعات التي تساعد على تمكين المرأة سياسياً وختمت نفاع مداخلتها بالتأكيد على أن الديمقراطية هي الأساس في تمكين المرأة بالمشاركة بفعالية في المشهد الاجتماعي الأردني.
ولمجلس أمانة عمان مشاركة نسوية بعثت على المداخلات نوعاً من الارتياح إذ شاركتا كل من ريم الناصر وبشرى الزعبى إذ أكدتا على ضرورة مشاركة المرأة في كل الأطر الرسمية والشعبية وصولاً إلى صناعة القرار وتساءلتا عن النسب القليلة للكوتا ا داخل البرلمان مطالبتان في الوقت ذاته رفع تلك النسب.

وأثار بشير الرواشدة أمين عام وزارة التنمية السياسية في مداخلته قضية هامة جداً ألا وهي فكرة التواجد والمشاركة موضحاً فكرته بشكل جيد غذ قال لو تمعنا قليلاً في نسبة تواجد المرأة على سبيل المثال في الجامعات والمدارس والوظائف الرسمية والخاصة نجد أن نسبتهم عالية جداً لكن غذا ما قارنا نسبة التواجد بالمشاركة نجدها ضئيلة جداً متسائلاً كيف نفسر على سبيل المثال تواجد عشرات بل مئات من الفتيات بالجامعات ولا نجدهن يشاركن في انتخابات مجالس الطلبة على سبيل المثال وهذا يمكن قياسه على مختلف تواجد المرأة في المؤسسات والمواقع المختلفة وختم مداخلته مطالباً كبقية زملائه الذين سبقوه إننا في أمس الحاجة لثقافة أسرية .

وختمت المداخلات بكلمة الاستاذ نزيه أبو نضال أكد أن جملةً من التراكمات الهائلة لنضال المرأة في ميادين التعليم والعمل الذي مكنها من انتزاع حريتها العقلية والمادية التي فجرت قضاياها وتجلت بما يعرف بالكتابة النسوية التي غطت كل أنحاء المعمورة وأصدرت المطابع آلاف اتلعناوين في مختلف أنواع الكتابة الإبداية الفكرية وكل ذلك إلى جانب صعود دورها التدريجي في مواقع العمل العام المهنية والسياسية.

وختمت مديرة بيت ومجلة تايكي السيدة بسمة النسور الورشة بترحيبها الحار بالمشاركين وأكدت على أن هذه الورشة ستكون باكورة أعمال بيت تايكي بإتجاه قضايا المرأة لتواكب نشاطات وتطور المرأة الأردنية على مختلف الصعد

المصدر

No comments: