Tuesday 20 May 2008

أمية المتعلمين


كوكب الوادعي

تشير التقارير إلى أن عدد سكان الوطن العربي يبلغ 335 مليون نسمة, منهم 100 مليون أمي تتراوح أعمارهم بين 15- 45 عاماً, ونصف هذا العدد من الأميين نساء, والمفزع في هذه الأرقام أن الأميين من الفئات العمرية الشابة التي يعول عليها الكثير في بناء مجتمعاتها كركائز أساسية لتطورها ونهضتها.

ومستنقع الأمية ازداد اتساعاً ولم تستطع الدول العربية أن تردمه رغم وجود صناديق وبرامج وخطط واستراتيجيات لمحوها, ولكن للأسف ليست فاعلة بالشكل المطلوب ,وأثبتت فشلها لأن الحكومات لم تضع من أولوياتها محو أمية شعوبها.

والمحزن أنه بينما تكبلنا قيود الأمية الأبجدية نرى العالم من حولنا يعتبر الأمي من يجهل تقنيات الحاسوب والتعامل مع الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) . فاستخدام الإنترنت في أرض العرب على سبيل المثال لا يتعدى لدى الكثيرين غرف المحادثة وإرسال واستقبال الإيميلات ,والمشاركة في المنتديات وزيارة الأفلام و الفيديو كليبات .

كيف سنلحق بركب الحضارة ونحن إلى جانب أمية القراءة والكتابة والتكنولوجيا مبتلون بأمية المتعلمين الذين أتيحت لهم كل التسهيلات والفرص لينهلوا من ينابيع العلم الكثيرة, وبعد انقضاء السنين الطوال لم يتحول علمهم إلى معرفة ومهارات وسلوك ولم تختزنه عقولهم ليفيدوا غيرهم أو يضيفوا إلى ما تعلموه جديداً.

أهدرت أعمارهم وكل ما اكتسبوه مجرد حبر على ورق يتم تلقينه لهم وبدورهم يسكبونه على الأوراق نهاية كل سنة دراسية ليس حباً في العلم أو رغبةً في المعرفة بل كهدف للشهادة التي بدورها توضع في إطار جميل وتعلق على الجدران للذكرى.

علينا ألا ننكر الحقيقة المرة أن الجامعات تحولت إلى مصانع تفرخ لنا أميين يحملون شهادات ,بسبب نظام التعليم المأساوي في الدول العربية ,وإذا لم يتطور ويلغى نظام الحشو والتلقين فسنظل في ذيل القائمة علمياً وتقنياً وحضارياً . فأهم تحد للجامعات العربية أن تحول حملة الشهادات إلى حملة مشاعل يضيئون مجتمعاتهم بالنور.


المصدر

No comments: