Tuesday 20 May 2008

القوامة وظيفة يدار بها البيت وليست استعبادا أو إلغاءً لحق المرأة


علي العميري - مكة المكرمة

اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها أمس:" الأسرة أساس بناء المجتمع واستقراره اذا صلحت صلح المجتمع كله واذا فسدت فسد المجتمع كله ولقد احاط الاسلام الاسرة بسياج من التوجيهات والاحكام والتشريعات في بيان الحقوق والواجبات والاداب ووزعت المسئوليات بين افراد الاسرة بما يتفق مع الحاجات والقدرات والكفاءات وهي توجيهات وتشريعات تجلب الاستقرار وتحقق الطمأنينة وتحمي من التفكك والانهيار".

وافاد فضيلته ان هناك مسائل ثلاث في هذا الامر فالمسألة الاولى الاصل في خطاب الشرع كتابا وسنة توجهه للرجال والنساء من الايمان والتوحيد والتقوى والعمل الصالح والعبادة وسائر الاحكام كل ذلك وغيره الخطاب فيه للرجال والنساء على حد سواء مشيرا الى أن المسألة الثانية وهي العلاقة بين الرجل والمرأة وهي علاقة تكامل وتداخل متكاملتان في خصائصهما متمايزان في قدراتهما متداخلان في مسئولياتهما انها المسئولية المشتركة والرعاية الموزعة في تقسيم العمل وذلك كله مبني على الخصائص والكفاءة والطبيعة وميادين العمل مما يعني التماثل والتقابل والتبادل تكامل وتمازج يؤمن للنفس الانسانية ذكرها وانثاها السكن والطمأنينة والمودة والرحمة والستر والحصانة والعفاف والصيانة . وأشار فضيلته الى ان هذا التماثل والتقابل بين الرجل والمرأة يعطي لكليهما ميزانا يزن به معاملته لصاحبه ولاسيما الزوجان فاذا طلب أحدهما أمرا فليتذكر أن عليه مايقابله وأن من أجل ذلك كله فان العلاقة الاسرية كما تقررها النصوص الشرعية وكما يجب على كل مسلم ومسلمه العلاقة معروف واحسان وتراضي ومشاوره وتزكية وطهر وتقى كما انها رفع جناح ونفي حرج وبعد عن المضارة والتضييق والظلم والعدوان والتعدي على حدود الله قال تعالى " وإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما " وقوله تعالى "فامساك بمعروف او تسريح باحسان " وقوله تعالى "ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن " لافتا فضيلته النظر الى ان ذلك كله يعد احكاما وتوجيهات ملؤها الادب والالتزام والاحتشام وليست احكاما جافة ولا قوانين صماء .

وتطرق فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد في المسألة الثالثة الى قوامة الرجال على النساء قائلا " كم من البيوت تعيش ضياعا واهمالا وتفككا اما لفقدان الرجل واما لضعفه واما لعدم احسانه ادارة بيته وتدبره شأنه بل من غير المبالغ فيه القول ان ما أصاب الكثير من الامم والديار من تخبط وفساد وتهور وانهيار في اسرهم وبيوتهم وتهديد بالدمار والبوار في اوطانهم مرده في كثير من جوانبه الى اهتزاز مسئولية القوامة أو ضعفها او انتفائها ".

وأكد فضيلته أن القوامة مسئولية وتبعات والتزامات فالرجال قوامون اي كثيروا القيام جادون متحملون للمسئولية التحمل التام فالقوامة عطاء وايجابية ووظيفة داخل الاسرة في ادارة هذه المؤسسة وبنائها وحمايتها وصيانتها ومن متطلباتها الحفظ والقيام بالاكتساب والانتاج المالي والرعاية والولاية والكفاية قال تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم " فالقوامة وظيفة ومسئولية يدار بها البيت والاسرة بالتشاور والتفاهم وعلاقة المودة والرحمة والسكن وهي وظيفة اشراف ورعاية في عدل وحسن معاملة ورعاية للحقوق والواجبات وليست استعبادا ولا ظلما ولا احتقارا ولا تقليلا للمكانة ولا تكليفا بما لايطاق فالقوامة لاتعني الغاء حق المرأة او دورها او مصادرة رأيها او ازدراء شخصيتها فالرجل راع والمرأة راعية .

وتطرق فضيلته الى ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من رعاية اهله والسعي في حاجتهم وهو أسوة الأمة وقدوتها والقوام عليها دينا ودنيا ودولة سئلت عائشة رضي الله عنها ماكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يفعل في بيته قالت " كان بشرا من البشر يرقع ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه " وقال فضيلته " القوامة مسئولية انيطت بالرجل اقتضتها مؤهلاته ومسئولياته في البذل والعطاء وتوظيف خصائص الرجولة بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم قوامة لها اسبابها من التكوين والاستعداد ولها مسوغاتها من توزيع الوظائف والاختصاصات ولها موقعها من العدل في توزيع المسئوليات وتكليف كل واحد من الجنسين بما يسر له من التكوين الخلقي والجسمي والعاطفي والعقلي والاستعداد الفطري وهي خصائص تكوينية متفاوتة في الذكر والانثى لاانفكاك عنها ولا خروج منها ولا تمرد عليها وفي مجموع هذه الوظائف والخصائص وحسن توظيفها يكون السكن والحياة الطيبة ".


المصدر

No comments: