Tuesday 20 May 2008

نساء بلا كرامة


هيفاء المنصور

سببت فضيحة السيناتور الأمريكي لاري كريغ الجنسية ضجة إعلامية هائلة ليس فقط على مستوى واشنطن ولكن على مستوى العالم واستمع الجميع عبر "بي بي سي" و"سي إن إن" والعربية والجزيرة وكل قنوات الأخبار في العالم بكثير من الشماتة إلى التسجيل الصوتي المهين لحضرة السيناتور وهو يرد على اتهامات الشرطة. ولكن أكثر اللقطات التلفزيونية المحزنة كانت عندما تقدمت زوجة هذا السيناتور بخطوات مرتبكة لتقف عرضة للكاميرات الشرسة بجانب زوجها تؤازره في أحلك لحظات حياته السياسية على حساب كرامتها. موقف يذكرنا كثيرا بهيلاري كلينتون عندما مسكت بيد الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون وربتت على كتفه لتسكب تعاطف العالم واحترامه له كامرأة وفية ظلت لجوار زوجها حتى بعد اكتشافها لخيانته لها. وربما كان التعاطف الهائل الذي حصدته أهم ما مهد لهيلاري إعلاميا لتصبح إحدى المرشحات الأقوى لرئاسة البيت الأبيض.

و لكن لنعكس الأمر قليلا ماذا لو كانت المرأة هي الخائنة ماذا سيتوقع العالم من زوجها وماذا ستتوقع منه وسائل الإعلام؟ أولا- أن يرفضها ويهينها هذا إن لم يقتلها, ثانيا- يطلقها ويعلن انفصاله عنها لأنها لا تستحق إلا الاحتقار, ثالثا- يتوالى التصفيق لهذه الرجولة الشامخة. لسنا هنا لإطلاق الأحكام إن كان هذا تصرفا حكيما ولائقا, ولكن نتساءل لماذا تتمسك المرأة بسلبيتها دائما مهما علا شأنها ومهما كانت درجة تعليمها؟

بمعنى لماذا لم تضرب لنا السيدة كلينتون مثالا في الكرامة الإنسانية وتصرح علانية بانفصالها عن زوجها لأنه لم يحترم رباط الزوجية المقدس؟ ولماذا لم تعلن زوجة السيناتور أمام الكاميرات أنها تشمئز من رجل يطلب المتعة المحرمة في حمامات المطارات بشكل مقزز؟ وأخيرا, متى ستدرك المرأة أن تقديمها التنازلات من أجل القبول الاجتماعي المشروط بخضوعها لن يعود عليها برفعة الشأن وتقلد المراكز القيادية- فتلك المراكز تشترط الجرأة والكرامة مهما كان الثمن, لذلك هي حكر على الرجل حتى إشعار آخر.


المصدر

No comments: