Tuesday 20 May 2008

المرأة مايسترو الحياة


بدأت الكاتبة العزيزة رنا شاور مقالتها (الكومبارس) قائلة: تحصل الفتاة على مراكز متقدمة في الثانوية العامة ثم شهادة جامعية متفوقة ثم لا شيء!.

طالبات كن شعلة نشاط وحصلن على شهادات جامعية مرموقة ثم تراجعن الى الصفوف الخلفية في الحياة..

وهكذا استمرت كاتبتنا الى ان وصفت المرأة حينما تصبح أماً ومسؤولة عن عائلة واطفال وتزداد مسؤولياتها العائلية أنها تقوم بأدوار الكومبارس.

يا لعجبي! هل الأم تقوم بدور الكومبارس اثناء تربيتها لأبنائها؟! هل الزوجة هي الكومبارس في حياتها مع زوجها؟!.

اذا كان كذلك فعلى ماذا تقوم الاسر اذن؟ ولمن الدور الرئيس في بناء لبنة المجتمع الاساسية؟.

لمن الدور الرئيس في اخراج جيل من الابناء المتعلمين اصحاب المبادئ والاخلاق والسلوكيات الحميدة؟ من البطل الحقيقي وراء نجاح الرجال واستمرارهم في اعمالهم وانتاجهم؟ من هو صاحب العطاء الحقيقي.. العطاء الذي لا ينضب ابداً ومنه يستقي الابن والابنة والزوج والاخ وحتى الاب أليست هي الام.. أليست هي الزوجة.. أليست هي الاخت الحنون.. المرأة قبل أية وظيفة أية مهنة وقبل أية شهادة هي الأخت وهي الابنة وهي الزوجة وهي الأم.. أكلّ هذه الادوار الرئيسية وما زالت كومبارس؟!.. ألا تكون البطلة الاولى الا اذا خرجت الى عمل محدد ووظيفة بعينها؟ ألا تطوّر المرأة ذاتها اذا كانت تعمل خارج بيتها وتقضي الوقت الطويل بعيداً عن ابنائها وزوجها؟.

وليس المقصود هنا الاعتراض على عمل المرأة ووظيفتها خارج البيت بل على العكس المرأة العاملة تراكم على نفسها مسؤولية جديدة اخرى بالاضافة الى كل الادوار السابقة دون ان تلغي دورا واحداً منها.

المرأة تستطيع ان تعمل وتطور نفسها وتساهم في بناء المجتمع وتزداد نشاطاً وتفوقاً كلما زادت اعباؤها ولها دائما الدور الرئيسي المشرّف في بيتها ولها دور رئيس آخر اذا ارادت في عملها ووظيفتها وهي ابداً لا تكون لا شيء وابداً لا تتراجع الى الصفوف الخلفية من الحياة وابداً لا تكون كومبارس.. انها دوماً المايسترو الذي يوجه معزوفة الحياة.

رانية دورا

المصدر

No comments: