Tuesday 20 May 2008

المغرب: نساء موظفات يفضلن البيت على الوظيفة


الرباط ـ حبيبة أوغانيم

أفادت دراسة مغربية حديثة أن 33 بالمائة من عينة ضمت 341 موظفة بقطاعات حكومية أجبن بأنهن يخترن التوقف عن العمل إذا توفرت لهن ظروف عيش مريحة في بيوتهن بينما 28 بالمائة يتشبثن بالشغل فيما بقيت نسبة 39 بدون جواب.

وجاء في الدراسة التي أعدها منتدى الزهراء للمرأة المغربية بتعاون مع وحدة التكوين والبحث في قانون الأسرة المغربي والقانون المقارن بكلية الحقوق بطنجة شمال البلاد، أن أسر 53 بالمائة من النساء اللواتي أجريت عليهن الدراسة علي ذمتها قروض و 35 بالمائة بدون قروض. ويتراوح سن عينات الدراسة بين بين 20 و 60 سنة، 90 بالمائة متزوجات، و 5 بالمائة مطلقات، و 5 بالمائة أرامل.أما المستوى التعليمي للعينة فإن : 56 بالمائة منها جامعي و 35 بالمائة ثانوي و 9 بالمائة إعدادي و 6 بالمائة ابتدائي.

وقد استأثر قطاعا التعليم والصحة بحصة الأسد من النساء اللواتي شملتهن الدراسة إذ تبلغ نسبة المشتغلات بهذين القطاعين 65 بالمائة لتتوزع باقي العاملات بين وزارات الداخلية والعدل والمالية ووزارات أخرى.

وقد جاءت الدراسة حسب ما صرحت به لـ "لها أون لاين" الأستاذة بثينة قروري رئيسة قسم الأبحاث والدراسات بالمنتدى المذكور لتجيب عن عدد من الأسئلة من قبيل: ما هو واقع المرأة الموظفة اليوم في المغرب؟ وكيف تستطيع المرأة الموظفة الجمع بين مهامها داخل الأسرة ومهامها داخل المجتمع؟ وهل ظروف العمل داخل الإدارة المغربية تتناسب مع وما هي العوائق القانونية التي تحول دون الجمع بين ارتقاء المرأة في أسلاك الوظيفة العمومية، والنجاح في تكوين مؤسسات أسرية نموذجية؟

ولمدارسة نتائج الدراسة نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية بتنسيق مع وحدة البحث المذكورة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم ندوة بالعاصمة المغربية استدعي لها ثلة من الخبراء والدارسين.

تكييف نظام المؤسسات التعليمية مع توقيت الأمهات

وأجمع المشاركون في الندوة على خفض سن التقاعد وسنوات العمل للحصول على التقاعد النسبي للمرأة الموظفة، وبتكييف نظام التوقيت بالمؤسسات التعليمية ليتلاءم مع التوقيت المستمر للمرأة الموظفة في المؤسسات العمومية، وبتكييف نظام الإجازات ليتلاءم مع خصوصية الأم الموظفة وكذا تفعيل قانون التجمع العائلي.

ودعا المشاركون في الندوة إلى حماية الزواج عبر التشجيع والتحفيز على الزواج وتأسيس الأسرة والمحافظة عليها عبر تعزيز ثقافة الإرشاد الأسري والثقافة الزوجية، وحماية الأمومة ورعايتها عبر إعادة الاعتبار للنساء ربات البيوت وإقرار نظام المرونة في دوام العمل وبتوفير الفضاءات المساندة لخروج المرأة ومشاركتها كحضانات ورياض الأطفال.

وصرح عبد الخالق أحمدون رئيس وحدة التكوين والبحث في قانون الأسرة المغربي والمقارن بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة شمال المغرب لـ "لها أونلاين" أنه "من خلال نتائج الدراسة نلمس أن هناك صعوبة لدى المرأة في التوفيق بين مسؤوليات البيت ومسؤولية العمل خارجه، ولهذا نوصي الجهات المسؤولة بتخصيص وظائف للمرأة توافق بنيتها النفسية والجسمية حتى لا تعاني في بعض القطاعات من الإجهاد، كما نوصي بخفض سن التقاعد لتستفيد المرأة من وقتها في بيتها وراحتها النفسية مع أولادها".

تمديد إجازة الأمومة

ومن جانبها صرحت لـ "لها أونلاين" جميلة العماري أستاذة بكلية الحقوق بطنجة أنه من خلال الإحصائيات الواردة في الدراسة يتضح أن الحاجة ملحة لتعديل قانون الوظيفة العمومية لإيجاد نظم جديدة من قبيل إدخال أسلوب الإدارة عن قرب، لاسيما ونحن نعيش زمن الشبكة العنكبوتية، مما يؤهل المرأة للعمل من بيتها، وهذا لا يتوفر في كل المجالات بقدر ما ينحصر في بعض الأعمال الإدارية".

وأضافت جميلة العماري أنه "يجب تخصيص قسم خاص بحماية حقوق المرأة في قانون الوظيفة العمومية بدل أن يتيه المتتبع بين نصوص منثورة هنا وهناك. ومن جهة أخرى يجب الحرص على تمديد إجازة الأمومة لتصبح 14 أسبوعا بدل 12 ورفع رخصة الرضاعة من ساعة في اليوم إلى أكثر".

وفي ما يخص التفرع العائلي الذي يكون بدون أجر، ارتأت جميلة العماري أنه كان حريا أن تأخذ المرأة ولو جزءا يسيرا من الأجر نظرا لما لمكانة أجرة المرأة من دور في حياة الأسرة المغربية"

الإسلام وسع مفهوم العمل

وفي تصريح لـ "لها أون لاين" أشارت الأستاذة فريدة زمرد عضو الرابطة المحمدية للعلماء ورئيسة لجنة الدراسات والأبحاث بها، إلى أن الإسلام يطالب المرأة بالعمل وفق المفهوم الشامل للعمل وتجاوز المفهوم الضيق الذي يعني العمل مقابل أجرة مادية معينة، فالمرأة تنشط في العمل الخيري وخدمة الناس. والمرأة مرغمة في كثير من الأحيان على المشاركة في الحياة العامة، فدورها الحضاري يفرض عليها ذلك، والإرغام منه الإيجابي المتعلق برساليتها والسلبي المتعلق بظروفها الاقتصادية والاجتماعية".

وأضافت زمرد أن هناك إشارات مستفادة من خلال الدراسة التي أنجزها منتدى الزهراء للمرأة المغربية من ضمنها أهمية قيام الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالأسرة بإنجاز أبحاث ودراسات من الواقع لحل مشاكل المرأة بدل الاقتصار على الأسلوب الإنشائي، فهذه الدراسة وضعت القطار في سكته الحقيقية من أجل بناء تصورات نابعة من الواقع الحقيقي للمرأة.


المصدر

No comments: