Tuesday 10 June 2008

مؤتمر تحرير المرأة في الإسلام





د. القرضاوي

المتشددين الذين حرموا المرأة من حقوقها التي أقرها لها الإسلام أعطى أعداء الإسلام فرصة ذهبية لاتهامه بأنه عدو المرأة
لا يوجد دليل شرعي يمنع المرأة من تولي القضاء أو المشاركة في الحياة السياسي

لا يجوز حرمان المرأة من الصلاة في المسجد
• المرأة بين تشدد المتشددين وإباحية التغريبيين
• المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام
المرأة بين تشدد المتشددين وإباحية التغريبيين
شارك القرضاوي في (مؤتمر تحرير المرأة في الإسلام) بدعوة من اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وبالاشتراك مع دار القلم وأقيم بجامعة الأزهر في مصر.

كان للقرضاوي كلمه ألقاها في المؤتمر هاجم فيها بعض المتشددين الذين حرموا المرأة من حقوقها التي أقرها لها الإسلام من خلال القرآن والسنة وحبسوها من خلال تقاليد الجاهلية أو بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهو الأمر الذي أعطى أعداء الإسلام فرصة ذهبية لاتهامه بأنه عدو المرأة الذي حرمها من كافة حقوقها، وأكد أنه على النقيض من موقف هؤلاء الذي دعا التغربيون إلى اقتلاع المرأة من إسلامها لتظل بلا مرجعية تحثها على الفضائل وقد زين هؤلاء سمومهم تحت مسميات خادعة مثل تحرير المرأة وتحضرها وهؤلاء في الحقيقة يهدفون إلى نشر الرذائل وتفكيك الأسرة المسلمة لأنه إذا كانت المرأة نص المجتمع عددا فإنها أكثر تأثيرا من الرجل في مجتمعها لأنها مربية الأجيال وصانعة الرجال

وهناك الكثير من الفتاوي المتشددة التي تهين المرأة التي كرمها الإسلام وتنظر إليها نظرة دونية بعد أن كرمها الإسلام فهناك من حرموا المرأة من الصلاة في المسجد واستندوا في ذلك لبعض الأقوال والأحاديث التي لا تصل في صحتها إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" وحتى إذا كان المذهب الحنفي أجاز منعها من الصلاة في المسجد وقت الجماعة في كل الصلوات فإنه اشترط على والدها وأخيها ثم زوجها أن يعلموها تعاليم الإسلام إلا أن التقاليد حبستها ولم يتعلم الرجال دينهم وبالتالي لم يعلموها حتى أن الكثير من النساء لم يركعن لله ركعة في حياتهم ويصمن رمضان رغم وجود الحيض والنفاس لأننا حرماناها من المسجد منارة العبادة والعلم، وقد كانت المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تصلي الأوقات الخمسة في المسجد.
إلى أعلى
المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام
ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في أصل الخلقة والتكريم لهذا نجد الخطاب الخاص بالتكاليف الشرعية يقول (يا أيها الذين آمنوا) أو (يا أيها الناس) ولم يقل يا أيها الرجال إلا في الأحكام الخاصة بهم وإذا وجه خطابا للنساء ففي بعض الأحكام النسائية
إلا أن بعض المتشددين حولوا الدين إلى سجن للمرأة تحت دعوى "الأحوط أو سد الذرائع" مع أن لذلك ضوابط في الإسلام وليست مفتوحة لكل من هب ودب، وهذا التشدد زاد في العصور التالية لعصر النبوة والخلافة الراشدة حيث طغت التقاليد الجاهلية، فالعصر الذهبي للمرأة والذي نالت فيه حقوقها كاملة غير منقوصة إلا أنه في عصرنا وعصور ضعف الأمة حولوا المرأة إلى أسيرة للرجل بل إن البعض جعلها عبدة رقيقا له استنادا إلى قول في احياء علوم الدين للغزالي وصف فيه النكاح بأنه نوع من الرق،
وقد وصل التشدد في الزواج إلى أن بعض الأسر تمنع خاطب ابنتهم من رؤيتها أو حتى الحديث إليها في حين يسمحوا لها بالخروج للدراسة في المدارس والجامعات بل والسفر للخارج لدرجة أن كل الرجال يرونها ويحدثونها إلا من يريد الزواج منها زواجا شرعيا فلا يراها إلا ليلة الدخلة، وهذا يحدث رغم أن الإسلام أمر الخاطب بأن يرى من يريد التقدم لخطبتها لأن هذا يزرع الألفة والمودة بينهما
والإسلام لم يظلم المرأة بأن جعل لها نصف شهادة الرجل ونصف ميراثه والتدبر في الحكمة من ذلك يظهر أن شهادة المرأة هنا قاصرة على عقود المعاملات وليست في كل الأمور والأحوال لأن المرأة في كثير من الأحوال تعادل شهادتها شهادة الرجل أما الحكمة في موضوع المعاملات المالية فلأنها تبعد عن اهتمامها على عكس شهادتها في المواضيع النسائية مثلا، أما بالنسبة للميراث فإن الرجل أعباؤه أكثر وينفق باستمرار أما المرأة فلا أعباء عليها حتى مصروفاتها فإنها مسؤولية الرجل،
ولا يوجد دليل شرعي واحد يمنع المرأة من تولي القضاء أو المشاركة في الحياة السياسية ترشيحا وانتخابا والمحظور الشرعي هو توليها رئاسة الدولة أو الخلافة الكبرى، أما أن يتم ظلم المرأة وحرمانها من حقوقها باسم الإسلم فهذا قمة الإفتراء والاجتراء على دين الله
والأصل في لباس المرأة هو الخمار الذي يظهر وجهها وكفيها أما النقاب فليس هو الأصل كما يزعم البعض الذي يريد تحويل المرأة إلى خيمة متحركة لا يراها أحد ولا تتحدث مع أحد حتى أنهم حرموا إلقاء السلام عليها أو حتى رد السلام عليها ولا حتى الجلوس في مجلس النساء لتعليمها العلم إلا إذا كانت منعزلة عنهم تماما






المصدر

No comments: