Saturday 7 June 2008


مشكلة التصورات الخاطئة.. عن حقوق المرأة في الإسلام!0

د. فاطمة نصيف
المشكلة في هذا الموضوع هي أن قضية المرأة والشريعة الإسلامية أصبحت معرضة للحكم عليها من أشخاص لا يعرفونها ودون الإطلاع على أحكام المرأة في الشريعة الإسلامية....فقط سمعوا بعض الأقاويل الباطلة وأقاموا المؤتمرات المضللة نتيجة هذه الأقاويل واستندوا على روايات من نساء وقع عليهن الظلم بسبب ممارسات خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان".
فقضية المرأة هي قضية الأمس واليوم وغداً وسوف تستمر هذه القضية لأن أعدائنا عرفوا من أين تؤكل الكتف ومن أين يمكنهم اختراق الجدار القويم للأسرة الإسلامية ومن عام 1979م بدأت المؤتمرات وبدأ التركيز على المرأة المسلمة والعربية المظلومة.. وقبل أن استعرض حال المرأة عندهم لا بد من أن نعرف أن المرأة المسلمة لو اعتبرت نفسها أنها مظلومة فيجب أن تعلم أن الرجل ليس الوحيد المسئول عن هذا الظلم لأنها هي الأم التي قامت على تربيته ولأنها لا تعرف حقوقها لكي تدافع عنها ولا تدرس شريعتها التي تمنحها حتى الحق لأن تقف أمام القاضي وتدافع عن حقوقها بالحجة والشرع لكنها تتمنع اليوم من دخول المحكمة وكأنها مكان نخشى على المرأة منه.
أما عن المرأة في الغرب فأرقام الإحصائيات تسمعنا عن الكثير مما يروجونه عن ظلم المرأة المسلمة واضطهادها وأعتقد أن خير رد على ذلك هو عرض الإحصائيات الخاصة بالعنف ضد المرأة الغربية وجميعها إحصائيات موثقة من مصادرهم واليكم بعض ما حصلت عليه قبل ذهابي لمؤتمر بكين حيث طلبنا من الشرطة الفيدرالية الأمريكية أن تمنحنا تقارير عن العنف ضد المرأة الأمريكية:
- 79 % من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضرب يؤدي إلى عاهة.
- 17 % منهن تستدعي حالاتهن الدخول للعناية المركزة....والذي كتب ذلك هو الدكتور(جون بيريه) استاذ مساعد في مادة علم النفس في جامعة(كارولينا).
وحسب تقرير الوكالة المركزية الأمريكية للفحص والتحقيق FPT هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أمريكا.
كتبت صحيفة أمريكية أن امرأة من كل 10 نساء يضربها زوجها، فعقبت عليها صحيفة Family Relation ان امرأة من كل امرأتين يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان.
أما في فرنسا فهناك مليونين امرأة معرضة للضرب سنوياً....أمينة سر الدولة لحقوق المرأة(ميشيل اندريه) قالت( حتى الحيوانات تعامل أحياناً أفضل من النساء، فلو ان رجلاً ضرب كلب في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق بالحيوان، لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد في فرنسا).
- 92% من عمليات الضرب تقع في المدن و 60% من الشكاوى الليلية التي تتلاقاها شرطة النجدة في باريس هي استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن.
وفي امستردام اشترك في ندوة 200 عضو يمثلون إحدى عشر دولة،كان موضوع الندوة اساءة معاملة المرأة في العالم أجمع واتفق المؤتمرون ان المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات الدولية وبعض الرجال يحرقون زوجاتهن بالسجائر ويكبلونهن بالسلاسل.
أما في بريطانيا يفيد تقرير أن 77% من الأزواج يضربون زوجاتهن دون أن يكون هناك سبب لذلك.
وعندما نعلم أن كل هذا يحدث في بلادهم ويتركونها لتركيز الأضواء على المرأة المسلمة والعربية ويقولون مظلومة وتتدخل لجانهم فلا بد أن نعي أنها لن تتدخل لإنقاذ المرأة المسلمة لكنها تريد تشويه صورتها ومن ثم إلصاق التهم بالإسلام....وعندما يخرجون بتقرير يقول (انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تتعرض لها المرأة المسلمة) فنتساءل لماذا لا يتقبلون منا توجيه تقرير مماثل لهم على ما يرتكبونه في حق نسائهم؟!.
لا ينبغي أن نلتفت كثيراً لمحاولاتهم تشويه صورتنا لكن نحن لا بد أن نبحث فيما بيننا عن الأخطاء لمعالجتها وان وجد ظلم واقع على أحدانا نرفعه بأيدينا.
فمن الراسخ لدى المسلمات أن دينهن كفل لهن حقوق، الرجل والمرأة فيه سواء يكمل أحدهما الآخر والمرأة لها حق التعبير والتعليم والعمل وغيره من الحقوق الإنسانية..
لكن هناك ثلاث نقاط يستخدم المغرضون جهلنا بحقيقتها ليتشدقون بظلم الاسلام للمرأة وسأذكر هذه النقاط والرد عليها بشيء من الإيجاز ويمكنكم قراءتها بالتفصيل في كتابي(حقوق المرأة في الإسلام):
1. نظام المواريث:
في الإسلام نظام المواريث غني جدا وعادل فقد وضعه خالق هذا الكون الذي لا يمكن أن يظلم.. ومن جهلنا وغفلتنا عن دراسة هذا النظام لانعرف منه إلا(للذكر مثل حظ الأنثيين) مع العلم أن الإسلام منح الرجل مثل حظ الأنثيين في أربع حالات فقط يكون فيها هو المنفق على المرأة.. ومنح المرأة عشر حالات ترث فيها مثل الرجل أو أكثر منه أو حتى حالات ترث هي فيها ولا يرث الرجل.. والغريب أن حالات وراثة الرجل اكبر من نصيب المرأة هي وحدها التي برزت مع أنها الأقل وتدخل فيها أشخاص غير مؤهلين ولا دارسين للمواريث في النظام الإسلامي يهاجمون أو يدافعون لأغراض في نفوسهم ويأخذون ما يرغبون ويتركون البقية مثل الذي يقول(لاقتربوا الصلاة)ويترك بقية الآية حتى لا يصلي.. والشريعة كل متكامل إذا أردنا مناقشة أحكامها فلابد أن ندرسها من جميع الجوانب لنكن على علم بما نتحدث عنه.. فأعداء الإسلام هنا تمسكوا بحكم واحد يساعدهم على إبراز ظلم المرأة كما يزعمون وتركوا جميع الأحكام التي تمنح المرأة نصيب من الميراث أكثر من الرجل ونحن أنفسنا صدقنا ذلك لأننا لا نبحث عن تفاصيل الشريعة بل نكتفي بما نسمع من هنا ومن هناك ونكتفي باجتهادات أشخاص لا علاقة لهم بأحكام الشريعة الإسلامية.
2. القوامة والطلاق:
معنى القوامة: قام بشؤون زوجته وشؤون أسرته.
في علم الإدارة: الصلاحيات على قدر المسؤوليات بمعنى أن صلاحيات الإدارة يتسلمها الشخص الذي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤوليات ويكون واجب عليه القيام بها.. وعندما منح الإسلام للرجل حق القوامة فرض عليه مسؤوليات يفترض القيام بها وهي النفقة فان لم ينفق على أسرته تسقط عنه القوامة وتحق لزوجته بدلا عنه في حال أنها هي المنفق على الأسرة.. ونرى هنا سماحة الإسلام وتكريمه للمرأة بأن جعل الأساس تكريمها وكفل لها من ينفق عليها ومنحه الحق الطبيعي بالقوامة الذي يعادل حق المدير في علم الإدارة ومع ذلك يخرج إلينا أعداء الدين بمزاعم تفضيل الرجل على المرأة ويستخدمون القوامة كدليل على ذلك مع أنها وضعت بقيود ولها شروط ومسببات.. والأهم انها لم يكن مقصود بها في الإسلام تفضيل الرجل على المرأة والحديث يقول(امروا أحدكم)وليس أفضلكم وفي نظام الأسرة المسلمة من ينفق يشرف.. والقوامة لا تلغي المساواة الإنسانية بأي حال من الأحوال وهذا ما يمكننا أن ندركه بالوعي والتمعن في أحكام الشريعة....أما الطلاق فيستاء البعض من كونه بيد الرجل ويحصل أن يطلق الرجل زوجته ويطردها على سبيل المثال من المنزل فتخرج مطأطئة رأسها ويعذبها الإحساس بالظلم.. لكن..! من قال أن الرجل يحق له ذلك؟ عندما تقبل امرأة بطردها من منزل الزوجية دون وجه حق فهي جاهلة بحقوقها وجهلها ليست خطيئة تلصق بالإسلام فلو كانت تعلم عن الحكم الصحيح لعرفت كيف تطالب بحقها بعد الطلاق ونفقتها التي حفظتها لها الشريعة..إلى جانب ذلك لو طلبت المرأة الخلع فهو لها لكن في واقع الأمر تحصل محاولات تأخير تنفيذ هذا الحكم لمنحها فرصة مراجعة النفس وكثيراً ماتعود المياه لمجاريها بين الأزواج بعد فترة تساعد على تصفية النفوس ومراجعة الحسابات.
3. تعدد الزوجات:
بالطبع الغرب يعتبر هذه القضية أكبر ظلم يقع على المرأة المسلمة وقبل ان اتحدث عن حقيقتها فلنستعرض مايعترف به المجتمع والعلماء عندهم: (كارول بوتين) مؤلفة كتاب (رجال ليس بوسعهم أن يكونوا مخلصين) تقول 70% من الرجال في الغرب يخونون زوجاتهم.
(كيرك دوجلاس)الممثل الشهير يفتخر أمام الملأ أن له ألف عشيقة وتؤكد الصحافة أن له 42 ولد من علاقات محرمة.
(جورج كاراماسو) نمر السياسة الفرنسية له 600 عشيقة.
هذه أمثلة فقط لتفاخرهم بالخيانة وتعدد العشيقات.. لكن الأهم أنهم توصلوا في دراسة نفسية جديدة إلى أن المرأة أحادية العاطفة على عكس الرجل الذي تسمح له عاطفته بالتعدد....لكن التعدد المباح بالنسبة لهم هو التعدد في غير إطار...وهو التعدد الذي لايكفل للمرأة أي حق بل يستعبدها الرجل ويقيم معها علاقة غير رسمية ويسلب زهرة حياتها ثم يرمي بها خارج قلبه وحياته وقد يتسبب لأسرته في أمراض خطيرة تنتقل إليه واليهم من العلاقات المحرمة إلى جانب أطفال السفاح الذين لا يعترف بهم في أكثر الأحيان.
أما الإسلام عندما شرع التعدد فكان على علم بطبيعة الرجل ولم يغفل المرأة فقيد الرجل بمسؤوليات تجعله مجبر بفتح بيت والإنفاق عليه والالتزام ومراعاة حقوق كل زوجة لتستقيم المحافظة على نظام الأسرة ويحفظ حق المرأة الأولى والثانية بالتساوي.... وقد يكون هناك من لا تقتنع بذلك ربما لأنها الزوجة الأولى لكن سؤالي أليست المخلوقة الأخرى التي يتزوجها الرجل امرأة مثلك؟؟إذن نحن نحكم وفق مواقعنا ورغباتنا لأن الواقع يؤكد أن هناك نساء يجدون العدل بالزواج الثاني وان أردنا مؤاخذته على ذلك فلابد أن نلوم المرأة معه لأنها هي الزوجة الثانية التي يرتبط بها وهي لها نفس طبيعتنا وتكويننا النفسي.. لابد أن نعترف أن هناك استغلال غير صحيح لهذا الحق من بعض الرجال لكن الخطأ هنا بهم أو بتطبيقهم الخاطئ للشرع ولا احد معصوم من الخطأ لكن إدراكهم للحكمة من التعدد وتحقيقهم لشروطها الصعبة والتزامهم بقيودها أمر واجب ومعرفتنا نحن النساء بها يجعلنا قادرات على حفظ حقوقنا والمطالبة بها كما وردت حتى لايقع علينا الظلم بسبب جهلنا.


(كانت الورقة أعلاه، قد ألقتها د. فاطمة نصيف، في حفل جمعية تحفيظ القرآن في جدة، وعقبتها الدكتورة (نورة السعد) بأسئلة الحاضرات، التي نعرض منها):
س1:(رفض التعدد سببه الغيرة التي هي أيضاً من طبيعة النساء فكيف تستطيع المرأة السيطرة على مشاعرها لتقبل هذا الأمر)؟
ج: أولاً عليها بهذا الدعاء"اللهم اذهب غيظ قلبي"....ثانياً لابد ان تعلم ان التعدد قد وضعه الله بشروط وقيود رحمة بها وليس بالرجل....وأخيراً لوكانت المرأة تعرف نفسها منذ البداية انها شديدة الغيرة بشكل يجعل من الاستحالة عليها ان تتحمل وجود امرأة أخرى تشاركها في زوجها فلها ان تشترط في عقد الزواج ان لايتزوج عليها زوجها ولو نقض الشرط ينقض العقد...لكن لابد هنا من الإشارة إلى نقطة هامة وهي اشعال هذه الغيرة بداخل الزوجة من المجتمع فهناك مثل يقول(أهل البيت صبروا،والمعزيين كفروا) في كثير من الأحيان نجد ان الزوجة التي يتزوج زوجها عليها تتأثر بزميلاتها وقريباتها اللاتي يشعرنها انها ضحية ولايمكنها تحمل هذا الوضع بينما لوابتعدت عنهم قليلاً وحاولت التأقلم مع حياتها الجديدة فطالما ان الرجل يراعي شروط التعدد لن تعاني هذه المرأة من شيء.
ولابد من التأكيد على ضرورة دراسة فقه التعدد وادخالها في مناهج الثقافة الجامعية وعدم ابرازها كنوع من العقوبة للزوجة الأولى او دليل على وجود نقصان أو خلل بها لأن الحكمة ليست كذلك ابداً.
س2: في حال طلق الرجل زوجته وهو في حالة مادية جيدة وهي لم تكن قد طلبت مهر عند زواجهما هل يكون لها حق طلبه الآن؟
ج:نعم، في الشريعة يمكن ان يكتب لها مهر بأثر رجعي يحدده القاضي بمتوسط مقدار المهور عند زواجهما مع مراعاة حالتها المعيشية قبل الزواج وقد يكتب لها المهر بناءًا على أحوالهما في الوقت الحالي....والملاحظ انه انتشر في هذا الزمان اعتقاد العروس واسرتها انهم يكرمون الزوج بعدم طلب المهر وخاصة الأسر المقتدرة أو انفاق المهر على احتفالات الزواج وكل ذلك غير صحيح فالمهر حق للمرأة لايجوز ان تضيعه ولايحق لوليها ان يأخذ منه شيء أو ينفقه على زواجها بل يجب تحتفظ به لمثل هذه الحالات وهي هنا فرطت في حقها بعدم طلب المهر عند الزواج و لو امتنع الرجل عن دفع المهر بأثر رجعي لن يعاقب هو بل ستضرر هي أو من ناب عنها في تحرير عقد الزواج.
السؤال الثالث: المتعارف عليه ان المرأة لا تكون حاضرة في عقد النكاح وينوب عنها ولي أمرها فهل هذا صحيح؟
ج: لا، هذا من ضمن العادات والتقاليد التي يجب نبذها وكما ذكرت لابد من ان تضع هي شروط العقد ان وجدت وتطلب مهرها ويؤخذ برأيها في كل شيء حتى لا تتشكى فيما بعد من ظلم هي التي اوقعته على نفسها بتفريطها في حقها منذ البداية.



المصدر

No comments: