Friday 13 June 2008


يخجل من اكتماله فيصرّ على النقصان


ما أرقّه

ما أعذبَ كلامه


شاعراً يصير في حضرة المرأة العابرة

ويفيض بالعذوبة والتحضّر

يكون عالي التهذيب، حساساً

ويكون عنوان الكرم والتسامح..

هامساً يحكي

ومغرّداً يضحك

ومزهوّاً يكون ونديّاً وأخضرَ وشاسعاً بمحبته

وعندما يعود إلى البيت، يغدو:

ما أعنفه ما أوسخ كلامه! همجياً يصير في حضرة زوجته: المرأة الخادمة

يفيض بالقذارة والتوحش

يكون بلا تهذيب معها، وبلا إحساس

ويكون عنوان الشح والهمجية

صارخاً مزبداً يتحدث

وعابساً مكشراً يظلُّ..

يتشاجر مع ظله مزهوّاً بفحولته الزائفة

صحراء يصير وشاسعاً بيباسه

تلكم حكاية الرجل الشرقي الذي يعيش(شيزوفرينيا) لا مثيل لها، رجل يتخيل نفسه قيصراً، وتتورم ذاته بالأوهام، رجل يخجل من اكتماله فيصرّ على النقصان.

والاكتمال يكون معها، مع مستقبل العالم، المرأة الأبهى والأجمل من تلك الطارئة العابرة، امرأة تنجب الكمال والحياة، ويليق بها أن ُتعامل بكرامة وكبرياء، ولكنها ترفع صليب آلامها وانكساراتها خوفاً من ألسنة المجتمع التي لا ترحم.

ولكن تبّاً لكل الألسنة ما دامت الحياة شبيهة بالعبودية، وما دام متاحاً للرجل أن يفعل ما يشاء، ويحرّم كل شيء على المرأة سواء أكانت زوجة أم ابنة أم أمّاً..مجتمع يحكمه الذكور، ويهيمن العنف على مجرياته ويتحكم في حركية أفراده ومصائرهم.

ولكنّ النساء الصامتات على الأذى هن نصف المصيبة، لأن صمتهن يفسر على أنه ضعف، وتعوّد على المهانة، وهنّ مخطئات في سكوتهن على ممارسات تقذف بأرواحهن ومشاعرهن نحو الحضيض، عليهن أن يقلن(لا) قوية وعاصفة، عليهن أن يجهرن بآلامهنّ، ويدفعن الأمور إلى نهاياتها، وليكن ما يكون...

لا حياة مع المهانة

ولا مستقبل مع الكرامة المستباحة!


mussaben@hotmail.com
موسى برهومة


No comments: