Tuesday 10 June 2008

يوم المرأة العالمي


خطب ومحاضرات : خطب الجمعة
• مقدمة
• نحن لا نعادي أي اجاه ضد المرأة
• منع المغايرة الكاملة بين الجنسين مرفوض
• كانوا يقولون أن حركة طالبان في أفغانستان تمنع المرأة من التعليم
• من حق المرأة أن تتعلم وتعمل بشروط
• اتفاقية الأمم المتحدة تلغي كل تمييز
• الإسلام هو الدين الذي كرم المرأة
• المرأة إنسان كامل
• الإسلام يخالف الحضارة الغربية
• كان العرب يعتبرون ولادة البنت مصيبة
• وراعى الإسلام المرأة زوجة
• راعى الإسلام المرأة بوصفها عضواً في المجتمع
• نحن في حاجة لنتعلم ديننا
• الله سبحانه وتعالى هو الذي قررحقوق المرأة
• نعي الكاتب والمفكر الإسلامي عادل حسين
• الخاتمة

مقدمة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل، وجعلنا بالإسلام خير أمة أخرجت للناس، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع، منهاج الإسلام، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمدا عبد الله ورسوله، أرسله ربه بالهدى ودين الحق، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فمن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، أما بعد،،،
إلى أعلى

نحن لا نعادي أي اجاه ضد المرأة
فيا أيها الأخوة المسلمون، احتفل العالم في الأسبوع الماضي بيوم المرأة العالمي، وتحدث المتحدثون وكتب الكاتبون عن وضع المرأة في العالم وقال من قال إن هناك أمما تضطهد المرأة ولا زالت تضطهدها وتعتبرها دون الرجل، وأشار كثيرون إلى الاتفاقية التي صدرت من الأمم المتحدة وتريد أن تفرضها على العالم كله، المعروفة باتفاقية السيداو وهي اتفاقية عنوانها منع جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ونحن لا شك نعادي أي اتجاه ضد المرأة، لأن المرأة هي أمنا وهي بنتنا وهي زوجتنا وهي أختنا وهي عمتنا وخالتنا فليس بيننا وبين المرأة معركة، المرأة من الرجل والرجل من المرأة، هذه قضية إسلامية واضحة، الله تعالى يقول (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) أي الرجل من المرأة والمرأة من الرجل، هو يكملها وهي تكملها، ليس بينهما خصومة ولا عداوة فلولا المرأة ما كان الرجل ولولا الرجل ما كانت المرأة، الله خلق الزوجين الذكر والأنثى، ومنهما نشأ هذا الجنس البشري كله، فإذا كان المراد بأشكال التمييز ضد المرأة، التمييز المعادي للمرأة المضاد لها، المغتصب لحقوقها الذي يعاملها وكأنها ليست بإنسان هذا نرفضه من غير شك، ولكن إذا كان القصد منع التمييز المطلق بين الرجل والمرأة فهذا مرفوض، إذا كان المقصود فرض المطابقة أن المرأة مثل الرجل في كل شيء فهذا ضد الفطرة وضد الواقع وضد الشرع، فإن الله خلق هذا الجنس من نوعين، من ذكر وأنثى، وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، وكما قالت أم مريم حينما وضعتها (رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى)،
إلى أعلى

منع المغايرة الكاملة بين الجنسين مرفوض
الله غاير بين النوعين، حتى في التكوين الجسدي، تكوين المرأة غير تكوين الرجل، تكوينها الجسدي وتكوينها العصبي، لأن الله أعدها لوظيفة لم يعد الرجل لها، أعدها للأمومة ولذلك كان جسمها مهيأ لهذا الأمر، فمحاولة تذويب الفوارق تماما بين الرجل والمرأة فهذا أمر نرفضه نحن المسلمين، وإذا كانت الأمم المتحدة تريد أن تفرض هذه الاتفاقية على العالم كله بغض النظر عن اختلاف الأديان واختلاف الثقافات وتنوع الحضارات فهذا أمر مرفوض يقيناً، إن لكل أمة من الأمم مسلماتها الدينية والعقائدية والحضارية والثقافية ولا يجوز أن يفرض عليها ما ينافي عقائدها ومسلماتها،
إلى أعلى

كانوا يقولون أن حركة طالبان في أفغانستان تمنع المرأة من التعليم
ولذلك فنحن المسلمين ينبغي أن يكون لنا موقف من هذه الاتفاقية وفي الصيف الماضي قامت اللجنة الإسلامية المنبثقة من المجلس العالمي الإسلامي الأعلى للدعوة والإغاثة والذي يرأسه شيخ الأزهر ويمثل عدداً من الهيئات والجمعيات الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي كله، هذه اللجنة لجنة المرأة المنبثقة من هذا المجلس عقدت عدة اجتماعات شاركت فيها وأصدرنا وثيقة بديلة لهذه الوثيقة، هناك أشياء لا نقبلها لأنها ضد المرأة الأشياء التي تحرم على المرأة أن تتعلم لا يجوز أن يقبل هذا الأمر، أن تمنع المرأة من التعليم وبهذه المناسبة كانوا يقولون أن حركة طالبان في أفغانستان تمنع المرأة من التعليم، وحينما لقيناهم هناك منذ أيام عرفنا أن القضية قضية مالية، وأنهم لا يجدون ما ينفقونه على التعليم حتى للذكور أنفسهم وأن عندهم كليات للطب يتعلم فيها من الطالبات أكثر من ألف ومائتي طالبة تدرس الطب في كليات الطب، وأنهم قرروا ابتداء من العام المقبل أن تستخدم المساجد للتعليم للبنين وللبنات معا، ولذلك نحن المسلمين ليس عندنا موقف ضد تعليم المرأة، وكلنا يقرأ هذا الحديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم" والبعض يقرأه "على كل مسلم ومسلمة" والمعنى صحيح، لم ترد كلمة مسلمة في الحديث ولكن المفهوم كل إنسان مسلم سواء كان ذكر أو أنثى ولذلك من حق الأنثى أن تتعلم كما يتعلم أخوفها ولا تعيش أمية ولا جاهلة بشؤون عصرها، من شأنها أن تتعلم حتى تعلم ماذا يجري في الحياة وحتى تشارك زوجها المتعلم وحتى تساعد في تعليم أبنائها وبناتها في المراحل الأولى على الأقل، هذا هو المفروض،
إلى أعلى

من حق المرأة أن تتعلم وتعمل بشروط
ولذلك إذا كان هناك من يقف ضد تعليم المرأة بإطلاق أو يقف ضد عمل المرأة بإطلاق، لا، من حق المرأة أن تعلم وأن تتعلم وأن تعمل بشروط وفي حدود معينة، أن تعمل في حاجة إلى العمل، إذا كانت هي في حاجة إلى العمل، ليس لها مورد وليس لها عائل، هل تتسول ؟ وتتكفف؟ وتسأل الناس ؟ وهي قادرة على أن تعمل، تستطيع أن تعمل، إذا كانت هي في حاجة إلى العمل أو أسرتها في حاجة إلى العمل كما رأينا الفتاتين اللتين ذكرتهما سورة القصص حينما ذهب سيدنا موسى إلى مدين ووجد أمة من الناس يسقون عند ماء مدين ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما، أي أن حاجة الأسرة بشيخوخة الأب وعدم وجود ذكور من الأخوة جعلت الفتاتين تقومان بالمهمة، رعاية الأغنام وهكذا، وهكذا لحاجة الأسرة، وأيضاً لحاجة المجتمع، إذا احتاج المجتمع إلى من يعلم البنات وإلى من يعالج النساء وإلى من يمرض النساء، هذه حالة اجتماعية، هذه كلها تفرض على المرأة أن تعمل من أجل نفسها ومن أجل أسرتها أو من أجل مجتمعها، بشرط أن تلتزم آداب الخروج إذا خرجت، آداب الزي إذا لبست، آداب الكلام إذا تكلمت، آداب المشي إذا مشت، وفي كل هذا آداب مرعية وأحكام شرعية معروفة لكل مسلم ومسلمة وبشرط أن يكون عملها نفسه مشروعاً غير محرم، ولا محظور وألا يكون ذلك على حساب بيتها وأولادها لأن عملها الأول هو رعاية البيت وحقوق ا لزوجية والأولاد، فإذا كان عملها معاكساً ومناقضاً لهذه المهمة عادت على مهمتها الأولى بالإبطال وهذا لا يجوز، ولذلك نحن ضد من يقف معادياً لتعلم المرأة أو لعمل المرأة بإطلاق فمن حق المرأة أن تتعلم ومن حق المرأة أن تعمل في هذه الحدود وبهذه الشروط، نحن المسلمين إذاً ليس عندنا موقف ضد المرأة.
إلى أعلى

اتفاقية الأمم المتحدة تلغي كل تمييز
الاتفاقية المعروضة والمفروضة من الأمم المتحدة والتي وقعت عليها بعض الدول الإسلامية للأسف، هذه الاتفاقية تريد أن تلغي كل تمييز بين الرجل والمرأة، تريد أن تلغي القوامة، قوامة الرجال على النساء والله تعالى يقول (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)، الله جعل الرجال قوامين على النساء، هناك شركة ولابد للشركة من مدير، لا يمكن أن تترك مؤسسة دون أن يكون لها مدير، ولا يمكن أن يكون لها مديران متكافئان في سلطاتهما واختصاصاتهما وكما يقول الناس المركب الذي فيه رئيسان يغرق، فلابد إذاً من مدير لهذه المؤسسة أو هذه الشركة، والله سبحانه وتعالى جعل الإدارة موكولة بالرجل لأمرين أنه أقدر على تبصر العواقب وأنه هو الذي ينفق على الأسرة، الله كلفه بأن يدفع مهراً وأن ينفق على الأسرة حتى وإن كانت المرأة غنية هو الذي يتولى الإنفاق (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها)، هذه تجعل الرجل يحرص على بقاء الأسرة وعلى استمرار الأسرة لأنها إذا انهدمت ستنهدم على أم رأسه وسيكلف من جديد بتأسيس أسرة وغرامة أسرة ولهذا جعل المسؤولية على الرجل، وليس معنى المسؤولية على الرجل أن المرأة تصبح صفراً على الشمال لايهتم بها ولا يشاورها ولا يتعاون معها في الأمر، لا، ليس هذا شأن الإسلام، الله تعالى يقول (ولهن مثل الذين عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، الحقوق متكافئة ولكن الرجل عليه أكثر من المرأة، لأنه هو الذي يتحمل المسؤولية فهذا ما جاء به الإسلام في قضية القوامة ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يشاور نساءه وشاور أم سلمة رضي الله عنها في أمر من أمور المسلمين العامة فأشارت عليه بالرأي السديد وكان فيه خير للإسلام والمسلمين في ذلك الوقت، وليس هناك حديث يقول "شاوروهن وخالفوهن" كما يدعي بعض الناس فليس هذا بصحيح فإن الله تعالى قال في أمر من الأمور البسيطة في رضاع الطفل وفطامه (فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما) إن أرادا فصاما أي فطاما للطفل عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما فأشار إلى أن الأبوين ينبغي أن يتشاورا في هذا الأمر.
إلى أعلى

الإسلام هو الدين الذي كرم المرأة
هذا ما جاء به هذا الدين العظيم، فإذا أريد بالتمييز ضد المرأة المواقف المعادية للمرأة المضطهدة لها وهذا للأسف يحدث في كثير من البلاد وعند بعض المسلمين للأسف لا زالوا يضطهدون المرأة ولا زالوا يعتبرون المرأة مجرد خادمة للرجل وهذا ليس من الإسلام في شيء، الإسلام هو الدين الذي كرم المرأة وأنصفها إنساناً وكرم المرأة وأنصفها أنثى وكرم المرأة وأنصفها بنتاً وكرم المرأة وأنصفها زوجة وكرم المرأة وأنصفها أما وكرم المرأة وأنصفها عضوا في المجتمع، كرم المرأة وأنصفها وقرر لها حقوقها وأعطاها كرامتها في هذه النواحي كلها، وذلك دون أن يطالب النساء بحقوقهن، حينما جاء الإسلام لم تقم مظاهرة نسائية تطالب بحقوق المرأة فما كان النساء يعلمن أن لهن حقوقاً في ذلك الوقت ولكن هذا كان شرع العليم الحكيم، كان شرع الله عز وجل، الشرع العادل الذي لا يتحيز لامرأة ضد رجل ولا لرجل ضد امرأة، لأنه هو خالق الرجل والمرأة ورب الذكر والأنثى، لو كان هذا الشرع من صنع لجنة من الرجال لقلنا أنهم تحيزوا ضد النساء ولكن هذا الشرع هو من صنع الله تبارك وتعالى، الشرع شرع الله والعباد عباد الله، وهو أعدل الحاكمين فلا يتصور من الله البر الرحيم العادل الحكيم أن يتحيز لأحد من عباده ضد الآخر، الله سبحانه وتعالى كرم المرأة باعتبارها إنساناً، هي إنسان مكتمل الإنسانية لها أهليتها في تحمل المسؤولية، من حقها أن تتصرف، ومن حقها أن تملك ومن حقها أن تكتسب وهي مكلفة مثل الرجل، أول تكليف إلهي صدر للرجل والمرأة معاً، لآدم وزوجه حينما أمرهما أن يسكنا الجنة (وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)، لا تقربا، لآدم وزوجه، فالتكليف صدر إليهما معاً، لم يفرق بينهما.
إلى أعلى

المرأة إنسان كامل
فهذا دليل على المساواة في الأهلية وفي الإنسانية، بين الرجل والمرأة، المرأة إنسان كامل، ولذلك تكلف بالعبادات والشعائر مثل الرجل، كل ما في الأمر أن الشرع فيها من أشياء ربما تتنافى مع وظيفتها، لم يفرض عليها صلاة الجمعة ولكن لو صلت الجمعة لا حرج عليها، ولكن لأنها مشغولة بأمر البيت وأمر الأولاد، ربما كانت مرضعة في ذلك الوقت أو كانت مشغولة فلم يجعل هذا فرضاً عليها، فأحياناً يكون التمييز بينها وبين الرجل لمصلحتها كما أنه حرم على الرجل أن يلبس الحرير وأن يتحلى بالذهب وأباح ذلك للمرأة لأنه راعى طبيعتها وفطرتها في حب التجمل والتزين، الإسلام راعى إنسانية المرأة في الحقوق والكرامة والتكاليف (ولقد كرمنا بني آدم) بني آدم يشمل النساء والرجال جميعاً، هذا أمر لا شك فيه، ولذلك الله تعالى يقول (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحينه حياة طيبة)، (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) من ذكر أو أنثى، ليس كما يقول بعض الناس أن المرأة ليس لها أهلية التكليف، وبعضهم يقول ليس لها أهلية التكليف إلا بعد أربعين سنة، وبعضهم يقول أنها لا تدخل الجنة، هذا كله ليس له أي أساس في الإسلام، فالإسلام راعى إنسانيتها وراعى أنوثتها، اعترف بها أنثى لأن الله أراد لحكمة أن يجعل هذا الجنس نوعين ذكرا وأنثى، لأن لكل منهما وظيفة من وظائف المرأة أن تكون أما فهي تحمل وتلد وترضع وتربي (حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ولذلك جعل لها حق الحضانة ولأقارب الأم الحق أكثر من أقارب الأب، هذا كله رعاية لجانب المرأة،
إلى أعلى

الإسلام يخالف الحضارة الغربية
المرأة راعى الإسلام إنسانيتها وراعى أنوثتها وحينما أمرها بأن تغض من بصرها وأن تحفظ فرجها وألا تبدي زينتها إلا ما ظهر منها وأن تضرب بخمارها على جيبها كل هذا ليس عملاً ضد المرأة إنما هو حماية للمرأة أن تفترسها ذئاب الأعراض الذين ينتهكون الحرمات ويأكلون المرأة لحماً ثم يرمونها عظماً، حينما فرض الإسلام الاحتشام على المرأة إنما أراد أن يحتفظ بها حتى تكون كما يحب الله تبارك وتعالى ويرضى لزوجها وليست سلعة لكل الناس، الإسلام هنا يخالف الحضارة الغربية التي تريد المرأة سلعة للجميع ومتعة يلهو بها الجميع، وتريد أن تتخذ من المرأة أداة للإثارة وآلة للإعلان تعلن عن كل شيء، عما يؤكل وعما يشرب وعما يلبس حتى عن الأشياء المتعلقة بالرجال تعلن عنها المرأة، الإسلام يعارض هذه الحضارة التي تنظر إلى المرأة باعتبارها جسداً يشتهى، جسداً يغري، لا يقبل الإسلام هذه النظرة ولا هذه الفلسفة ولذلك يعارض تيار الإباحية الذي نراه في الغرب اليوم وقلده كثيرون من البلاد الأخرى، الإباحية التي تفتح الباب على مصراعيه لكل من يشتهي، كل من يريد أن يستمتع بالجنس الآخر بلا حدود ولا قيود ولا ضوابط ولا زواج ولا عقد، هذا ما يريده الغرب وهذا ما جنى على الغرب، جنى عليه أخلاقياً وجنى عليه صحياً، وجنى عليه أسريا وجنى عليه اجتماعياً وهم يشكون الآن من هذه الإباحية المفرطة والمسرفة والتي لا تقف عند حد، كانوا يقولون حلوا العقد، عقد الكبت، اسمحوا للنوافذ أن تتفتح، اسمحوا لكل من الجنسين أن يلتقي بصاحبه فإذا انحلت عقد الكبت صارت الأمور على ما يرام، ولكنهم كما جربوا وكما قال نقادهم ومصلحوهم لم يحلوا العقدة، لا زالت العقدة قائمة، مع أنهم فتحوا الأبواب وتركوا الأمور على عواهنها ولكن المرأة الجميلة يتهافت عليها الكثيرون، والمرأة التي ليس عندها أي مسحة من الجمال تظل منبوذة، فهنا تشعر بالقلق وبالاكتئاب وتكاد تقتل نفسها وتعرض نفسها رخيصة، وهنا لم تحل المشكلة لدى الغربيين، الإسلام راعى أنوثة المرأة وحافظ على هذه الأنوثة، وادخر المرأة لتكون زوجاً صالحة، لتكون ربة بيت، لتكون شريكة الرجل في عمره وفي حياته، هذا ما أراده الإسلام، ولذلك حرص الإسلام على أنوثة المرأة.
إلى أعلى

كان العرب يعتبرون ولادة البنت مصيبة
وراعى الإسلام كذلك المرأة بنتاً، كان العرب يعتبرون ولادة البنت مصيبة، يقول والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء وبرها سرقة (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون)، وكثيراً ما انتصرت الفكرة الثانية ودس الرجل ابنته في التراب، قتلها أشنع قتلة وأدها وهي حية، (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت)، لو لم يكن للإسلام مفخرة إلا أنه أنهى هذه الجريمة البشعة فلم يعد لها وجود في المجتمع العربي ولا المجتمع الإسلامي لكفاه فخراً.راعى الإسلام البنت وأوجب على أبيها أن يرعاها ويستبشر بها ويربيها ويحسن تربيتها ويعلمها ويحسن تعليمها وإذا أراد أن يزوجها عليه أن يأخذ رأيها، لابد أن تستأذن ولو بالصمت والسكوت إذنها صماتها.
إلى أعلى

وراعى الإسلام المرأة زوجة
وراعى الإسلام المرأة زوجة وجعل الحياة الزوجية قائمة على المشاركة والتشاور وتبادل الحقوق والواجبات (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وراعى الإسلام المرأة أماً ولا يوجد دين كرم الأمهات كالإسلام، قال العلماء الأم لها ثلاثة أرباع البر، أخذوا ذلك من قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأله سائل من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله ؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك، فقالوا للأم ثلاثة أرباع البر، لأنها هي التي حملته وهناً على وهن وتعبت في حمله وتعبت في وضعه وتعبت في تربيته وإرضاعه، ولذلك كان حقها أكبر من حق الرجل، وجاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله أنه يريد أن يذهب للجهاد في سبيل الله، قال له ألك أم؟ قال نعم، قال "ارجع فالزمها فإن الجنة عند رجلها"، ولذلك شاع عندنا نحن المسلمين الجنة تحت أقدام الأمهات، هذا حق الأم خصوصاً في حالة الكبر (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
إلى أعلى

راعى الإسلام المرأة بوصفها عضواً في المجتمع
وراعى الإسلام المرأة بوصفها عضواً في المجتمع ويكفينا هنا هذه الآية الكريمة الرائعة القاطعة وهي قول الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله)، المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في هذه الوظيفة الاجتماعية العامة، وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليست هذه الوظيفة مقصورة على الرجال، إنها وظيفة الرجال والنساء المؤمنين والمؤمنات، وهذا ما كان يفعله المسلمون والمسلمات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة، وقد وجدنا القرآن ينزل دفاعاً عن بعض حقوق النساء كما في قوله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير)، (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهم) ولذلك تسمى السورة بسورة الممتحنة، المرأة الممتحنة والأخرى تسمى المجادِلة أو المجادلَة، المرأة التي تجادل الرسول في أمر زوجها ورأينا سورة مريم ورأينا سورة آل عمران، أم عمران وامرأة عمران وبنتها مريم إلى آخره.
إلى أعلى

نحن في حاجة لنتعلم ديننا
المرأة لها مكانها في المجتمع الإسلامي، ورأينا المرأة ترد على سيدنا عمر وهو يخطب على المنبر ويقول أصابت المرأة وأخطأ عمر، هذا هو الإسلام وموقفه من المرأة فلسنا في حاجة إلى من يعلمنا أن نرعى حقوق المرأة نحن في حاجة إلى أن نتعلم ديننا، ونفقه منه حقوق المرأة علينا وحقوقنا عليها أيضاً، يجب أن يتعلم الرجل والمرأة جميعاً ما لكل منهما من حقوق وما عليه من واجبات، لا ينبغي للإنسان أن يطالب بحقه الذي له وينسى واجبه الذي عليه، الحضارة الغربية قامت على طلب الحقوق لا على رعاية الواجبات فكل إنسان هناك مطالب سائل كل همه أن يقول ماذا لي ؟ أما في المجتمع الإسلامي فكل إنسان ينبغي أن يقول ماذا عليّ؟، فهو يطلب الواجب ومن خلال أداء الواجبات ترعى الحقوق، الحقوق إنما ترعى بأداء الواجبات، لأن حق الابن على أبيه هو واجب الأب نحو ابنه، حق الوالد على ولده هو واجب الولد نحو أبيه، حق الزوجة على زوجها هو واجب الزوج نحو زوجته، حق الحاكم على المحكوم هو واجب المحكوم نحو الحاكم وحق المحكوم على الحاكم هو واجب الحاكم نحو الرعية، الواجبات هي المطلوبة أساساً وإذا راعى الناس الواجبات رعيت معها الحقوق.
إلى أعلى

الله سبحانه وتعالى هو الذي قررحقوق المرأة
نحن المسلمين لسنا في حاجة إلى من يعلمنا أن نعطي المرأة حقها وإنما الله سبحانه وتعالى هو الذي قرر هذه الحقوق الأصلية وينبغي أن تراعى الأحكام الشرعية، حكم الميراث (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) فهذا حكم فرضه الله تعالى بنصوص قاطعة لا مجال فيه لاجتهاد ولا تجديد ولا تطوير، فهناك منطقة في الشريعة لا يدخلها الاجتهاد وهي منطقة القطعيات، وهذه هي التي تحفظ على الأمة وحدتها وهي التي تجسد الثوابت التي تلتف الأمة حولها فهذا هو الذي ينبغ أن نعض عليه بالنواجذ ونستمسك به لأنه العروة الوثقى لا انفصام لها.أسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع قريب، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فادعوه يستجب لكم. الخطبة الثانية
إلى أعلى

نعي الكاتب والمفكر الإسلامي عادل حسين
الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،فيا أيها الأخوة المسلمون، ربما كان يتوقع الكثيرون أن أحدثهم عن رحلتنا إلى أفغانستان وما وجدناه هناك ولكني اكتفيت بالبيان الجماعي الذي أصدرناه بالأمس ونشرته الصحف القطرية جميعها، وأيضاً سأعود إلى تناول الموضوع في برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة مساء الأحد المقبل إن شاء الله.أما الآن فأحدثكم عن أمر فجعني بالأمس وهو ما نقلته الأنباء بوفاة الأخ الصديق الكاتب الإسلامي والمفكر عادل حسين رحمه الله، هذا الرجل الذي نذر نفسه في السنين الأخيرة لنصرة الحق ومقاومة الباطل والدفاع عن الإسلام في مواجهة القوى المعادية له والمتربصة به، وكان يحارب في أكثر من جبهة وأكثر من عدو، الجبهة الصهيونية وعملاءها والجبهة الصليبية وفروخها والجبهة الإلحادية الشيوعية ودعاتها والجبهة الإباحية ورعاتها وجبهة اللصوصية وحراسها وجبهة النفاق، جبهات شتى رصد نفسه ليقاومها، وقف لها بالمرصاد ونذر حياته وقلمه وفكره لكشف هذه القوى الزائفة، ورأيناه ينتقل من معركة ليدخل في معركة وآخر المعارك الحاسمة التي دخلها كانت معركة تلك الرواية الكافرة الفاجرة التي حدثتكم عنها من فوق هذا المنبر الرواية التي سموها (وليمة لأعشاب البحر)، وقف عادل حسين وجريدته الشعب وإخوانه في هذه الجريدة وكشفوا هذا الزيف وهذا الباطل الذي تحمله هذه الرواية، وللأسف الرواية نشرتها وزارة الثقافة المصرية من أموال الشعب، فوقف عادل حسين وشهر قلمه كأنه سيف خالد بن الوليد أو سيف صلاح الدين الأيوبي ووقف ضد هذا الباطل ووقف معه الأزهر شيخه ومدير جامعته ومجمع بحوثه وطلابه وطالباته ووقف الرأي العام المصري عامة ضد هذا الباطل الذي تجرأ صاحب الرواية فيه على الله وعلى رسوله وعلى كتابه وعلى المقدسات الإسلامية كلها ولكن هذه المعركة كانت نتيجتها أن يسجن عادل حسين وأن يحاكم وأن يجمد حزبه وأن تغلق صحيفته وأن يفرج عنه أخيراً بكفالة عشرين ألف جنيه وهو لا يعيش إلا على الكفاف، ظل عادل حسين أيها الأخوة رجلاً صادقاً منذ عرفته من بضعة عشر عاماً، كان عادل حسين ماركسياً يسارياً شيوعياً وكان ماركسياً جلداً ملتزماً بالماركسية مدافعاً عن مبادئها ودخل السجن من أجلها، ثم هداه الله إلى حقيقة الإسلام وشرح صدره ليقرأ الإسلام من جديد فيما أنتجته أفكار المجددين الحقيقيين للإسلام فغير خطه وغير هدفه وغير منهجه وعاد إلى الإسلام بكل قوته، بفكره بقلبه بلسانه بقلمه بحياته وكان رجلاً مريضاً بالقلب ولكنه كان قوي العزم فتي الإرادة صادقاً فيما ينويه فعاش حياته مدافعاً عن هذا الدين لم يهن ولم يضعف ولم يستكن كالذين قال الله فيهم (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين). آخر مرة لقيت فيه عادل حسين في شهر يناير الماضي في أواخر الشهر حينما ضمنا مؤتمر القدس العالمي في بيروت ورغم زحمة الأوقات حرص على أن يلتقي بي ويحكي لي آخر أوضاعه وأحواله وتواعدنا أن نلتقي في أقرب فرصة ولم أكن أدري ولا هو يدري أن هذا هو آخر العهد وآخر اللقاء، ونسأل الله أن يجمعنا في مستقر رحمته في الآخرة.هكذا أيها الأخوة نودع أحبابنا، حبيباً بعد حبيب، وفقيداً بعد فقيد،
أفي كل يوم لي حبيب أودعه فلا أنا أقفوه ولا هو يرجع

لا نملك إلا أن ندعو الله لأخينا وصديقنا المجاهد المكافح المناضل بالفكر والقلم عادل حسين أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى ويتقبله في عباده المتقين ويخلفه في أهله وذويه بخير ما يخلف عباده الصالحين وأن يحشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. سنصلي عليه إن شاء الله صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة.
إلى أعلى

الخاتمة
اللهم اغفر لنا ما مضى وأصلح لنا ما بقي، اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا، واجعل غدنا خيراً من يومنا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجمع كلمتنا على الهدى وقلوبنا على التقى ونفوسنا على المحبة وعزائمنا على عمل الخير وخير العمل، اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، واجعل هذا البلد آمنا مطمئناً، سخاء رخاء وسائر بلاد الإسلام، اللهم انصر اخوتنا المجاهدين في فلسطين، اللهم انصر أخوتنا في انتفاضة الأقصى، اللهم سدد رميتهم وقوِّ شوكتهم، وهيئ لهم من أمرهم رشداً واحرسهم بعينك التي لا تنام واكلأهم في كلأك الذي لا يضام، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين، اللهم انصرهم على الصهاينة المعتدين، اللهم أنزل على هؤلاء الصهاينة بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم خذهم ومن ناصرهم أخذ عزيز مقتدر، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.عباد الله، يقول الله تبارك وتعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.








المصدر

No comments: